المشكلة: انا فتاة عمري 23 سنه، تعرفت منذ 3 سنوات علي شاب بواسطة فيس بوك، حبيته واتعلقت بيه جدًا على الرغم من أنني لم أقابله أبدًا. كنت أصدقه في اي شيء يقوله لي، كان يتهرب كثيرًا من مكالماتي، ومرة برر ذلك بأنه كان تعبان نفسيًا بسبب وفاة صديقه، وأنا صدقته، بعدها فوجئت به يقول لي "ياريت نبقى أصحاب"، وأنا وافقت حتى لا أخسره وأظل اتكلم معه، ثم عاد وقال لي أنه يحبني، وأصبح يكلمني بشكل عاطفي كما بدأ قصته معي أول ما تعارفنا، وأنا أصبحت قلقة وخائفة من أن يتركني، وهو يصفني بأنني"زنانة"و"رغاية"، ولما كنت ألح عليه أن يصرح لي عن حقيقة مشاعره وأنه لا يلعب بمشاعري كان يقول لي "أنت بتفكري كتير وده بيضايقني". والمشكلة الآن أنه تركني بالفعل من شهرين، وعندما عاتبته قال لي أنه زعل بسبب أني رفضت مقابلته، وقال لي أنه لن يستطيع أن يكمل معي لأنه مشغول! أنا أعرف أنني أخطأت لأنني تكلمت مع شاب وأنه هذا عقاب من الله، لكنني متعبة جدًا ولأا أستطيع فعل أي سيء ، أشعر بالعجز حتى عن الدعاء وأن حياتي خربت، وأن الله لن يقبل توبتي، ونفشي أشوف حياته بتخرب مثلما خرب حياتي، هل سيعاقبه الله على ظلمه لي، نفسي أرتاح، ولا أدري ماذا أفعل؟
الحل: أقدر احتياجك للحب والأمان وهو ما دفعك لهذه العلاقة المؤذية وأقدر مشاعر الفقد التي تمرين بها وأرجو أن تجدي عبر هذه السطور ما يرشدك ويعينك على تجاوز الأزمة. مهمومة أنت في جزء غير قليل من رسالتك بـ "الجاني" الذي خان والذي ظلم والذي جرح، وهو هنا ذلك الشاب الذي وجد"صيدًا" وهو أنت، ثم أصابه الملل منه فتركه ربما إلى آخر جديد. مهمومة بعقاب الله له، وكيف أنه خرب حياتك وتودين لو أن الله انتقم لك منه، وهذا كله ليس بملكك، وأنا أقدر مشاعرك الغاضبة جدًا هذه فهي من حقك، ولكنني أشفق عليك من العيش طويلًا يا ابنتي الطيبة في دور "الضحية"، فلا ينبغي يا عزيزتي أن تكوني ضمن دور من أدوار ثلاثة مدمرة وسلبية ومريضة وهو "الجاني"، "الضحية"، "المنقذ". صدقتيه عندما قال لك أن صديقه مات لأنك تريدين القيام بدور "المنقذ"، والآن أنت"ضحية"، نعم الأذى شيء قاتل، ولكن ما حدث قد حدث ولله حكمة، فلا تنتظري شيئًا ما من أحد ما، ما حدث قد حدث لكي تبدأي رحلة التغيير لصالحك يا عزيزتي. أنت بحاجة للتعافي من هذه العلاقة، ثم بحاجة للتعافي من "التعلق"، لابد من أن تبدأ ميادة رحلة اكتشاف الذات، وحبها، ومعرفتها، وكيف تسدد احتياجاتها النفسية بدون خسائر، أو الوقوع في شرك الخبثاء أو الماكرين الصيادين من يكتشفون نقاط ضعفك ويوهمونك بأنهم النجاة، وأنهم هدية السماء إليك. لابد أن يكون لك حساباتك، وحدودك، التي تحافظين عليها، ولا تسمحين لأحد باختراقها، لابد أن تعرفي احتياجاتك وتهتمين باشباعها بشكل سليم، لابد أن تعرفي مخاوفك وتواجهينها، وتتعرفي أفكارك وسلوكياتك وتصلحينهاـ لابد أن تعرفي قيمتك وتقدرينها، وقيمتك ليست شاب مجهول على فيس بوك يتلاعب بمشاعرك، لابد من حبك نفسك واحترامها وتدليلها، والاعتناء بها ومسامحتها، وبدلًا من انتظار ذلك من أحد امنحيه أنت لنفسك لأنك تستحقين. ثقي بنفسك يا عزيزتي، وثقي بأن الله سيرسل لك من يستحقك بالفعل عندما تقدرين نفسك.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك