arablifestyle
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل
لايف ستايل
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل

الرئيسية

تحمل في يدها منشار وفي قلبها حلم تسعى لتحقيقه

أوّل نجارة في مدينة الرقة السورية تروي تفاصيل تجربتها مع مهنة الرجال والخشب

لايف ستايل

لايف ستايلأوّل نجارة في مدينة الرقة السورية تروي تفاصيل تجربتها مع مهنة الرجال والخشب

بتول الأحمد
دمشق - لايف ستايل

تمسك الشّابة السورية بتول الأحمد (25 عاماً) المنشار، بأنامل رقيقة يزيّنها طلاءٌ أحمر وخاتم ذهبيّ، وتبدأ مهمتها اليومية بتقطيع ألواح الخشب، لتثبت أن مهنة النّجارة لا تحتاج إلى عضلات مفتولة، أو قوى بدنية خارقة، فقد غيّرت الحرب كل شيء في حياة بتول المتمرّدة على واقعها ومحيطها، دفعتها الحاجة لتقف بين 10 عمّال في الورشة، وتتقاسم معهم المهام، لتصبح أول امرأة تعمل نجّارة في مدينة الرقة، بعد أن نزحت إليها من مدينتها دير الزور.

عايشت الشابة السورية حكم «داعش» مدة 3 سنوات، لم تكن تجرؤ وقتها على الخروج من المنزل. وإن أرادت ذلك كانت تتغطى بالأسود، من رأسها حتى أخمص قدميها، من دون أن تنسى وضع نظارة شمسية على العيون، حالها حال بقية السيدات السوريات اللاتي خضعن لحكم «تنظيم الدولة». «خلال تلك الأيام السوداء»، كما تصفها بتول، كان العمل من الأمور المستحيلة بالطبع، إلا في حال انتسبت لأحد التنظيمات التابعة لهم مثل «الحسبة» و«كتيبة الخنساء»، حيث تتلخص المهام بـ«الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، و«ضبط النساء اللاتي يخالفن التعليمات في الشارع، وفرض عقوبة عليهن، إن اقتضى الأمر».

الشابة التي تملك طاقة هائلة من النشاط والتمرد، والتي كانت تتمنى في طفولتها أن تصبح محامية، رفضت الانتساب إلى أي من تلك الأعمال، وفضّلت أن تبقى حبيسة منزلها. وتقول: «لم نكن نتخيل أن ينتهي ذلك الحكم يوماً ما، قلبوا حياتنا رأساً على عقب».

تحققت تلك الأمنية اليوم، انتهى حكم «داعش» في دير الزور، وانتهى الخناق الشديد الذي كان يفرضه. هنا تنفس وجه بتول الأسمر، لهواء دير الزور للمرة الأولى، دونما خمار أو سواتر، رأت عيناها العسليتان ألوان مدينتها بعيداً عن سواد نظارتها القسرية.

اقرا ايضاً:

رحلة ليزا سميث من "دفاع إيرلندا" إلى تنظيم "داعش" المتطرف تنتهي في السجن

اليوم تستيقظ بتول في الساعة السابعة صباحاً، تعد طعام الفطور لطفليها وزوجها، ثم تذهب إلى ورشة النجارة بعدما تضع القليل من كحل العيون وأحمر الشفاه. ترتدي بنطالاً من القماش وقميصاً طويلاً، وحجاباً يغطي شعرها، كما كانت تفعل النسوة بطريقة عادية انسيابية في بلادها قبل الحرب وقبل «داعش»... ولا تنسَ تناسق الألوان في ثيابها، فـ«الأناقة تصالحني مع نفسي».

تصل بتول إلى ورشتها ترتدي مريلة العمل، وتبدأ بإنجاز المهام المطلوبة، ولا تنس إضفاء لمستها الأنثوية على التصاميم والطلبات، حيث أصبحت الآن ذات خبرة عالية بتصنيع غرف النوم والمكاتب والطاولات المزخرفة والكراسي والأبواب. تستلم البضاعة الجديدة، وتبدأ العمل عليها، ثم تسلّمها بيدها للزبائن. ولا يقتصر عملها داخل الورشة فقط، بل تذهب مع زملائها إلى السوق لشراء المستلزمات المطلوبة من طلاء، وأخشاب، وعزقات، وإكسسوارات، هناك تتعامل مع التجار، تختار، تفاصل على السعر، وتشتري. «مثلي مثل أي رجل، فما الذي ينقصني؟»، تقول بتول.

النجارة الأنيقة كسرت احتكار الرجال للمهنة، واقتحمت هذا المجال الصعب غير آبهة بحمل الأوزان الثقيلة والخدوش الناجمة عن الأدوات الحادة. فبعدما تهجّرت هي وأسرتها من مدينتهم، أصبح عمل زوجها على المحك، ولم يعد مرتّبه يكفي لإعالة الأسرة. «أحببت مهنة النجارة منذ كنت طفلة صغيرة، فأنا أعشق كل التفاصيل المتعلقة بالخشب، ملمسه ورائحته وتصميمه، أتيحت لي الفرصة للتدرّب على النجارة عبر منظمة (وفاق) للتدريب المهني التي تعرفت عليهم من خلال حملة (نحن أهلها) التي تعمل في محافظتي الرقة ودير الزور شمال شرقي سوريا، فقررت خوض التجربة»، تؤكد بتول. وتشير إلى أنها تعلّمت «مع فريق (وفاق) هي و10 متدربين آخرون أساسيات مهنة النجارة لمدة خمسة شهور. وعندما انتهت الدورة مُنحوا كامل المعدات والمستلزمات المطلوبة لفتح ورشة نجارة رسمية، ليعملوا بها».

كان بوسع بتول أن تقضي يومها بين أدوات التجميل والزينة، وتصبح مصففة شعر، ولكنها اختارت المنشار والمطرقة والمثقاب بدلاً عن ذلك. عانت في البداية من حمل ألواح الخشب وتقطيعها، وتركيب غرف النوم، لكن مع الأيام تأقلمت على العمل بمساعدة زملائها. وتفيد بتول: «حاولت العمل في مجالات نسائية مثل الخياطة والطبخ، لكن النساء اللاتي يعملن في تلك المهن كثيرات والفرصة للحصول على عمل قليلة جداً».

تحاول بتول قدر الإمكان التوفيق بين منزلها وعملها. أما أكثر ما يُحزنها فهو بقاؤها بعيدة عن طفليها في فترة الصباح، حيث تضطر لوضعهم عند جدتهم ريثما تعود هي وزوجها من العمل، كحال غالبية النساء في العالم.

وعن نظرة المجتمع لها، تشير بتول إلى أنه «في البداية تفاجأ الجميع بعملي كنجّارة، البعض انتقدني واستغرب والبعض وصفني بـ(أخت الرجال)، ولكن اليوم لم يعد هناك ما يثير الدهشة أكثر مما حصل في سوريا من تدمير وقتل وتهجير، فليقولوا ما أرادوا، ما يهمني هو رؤية ابتسامة أطفالي عندما أستطيع تأمين حاجاتهم، أنا مستمرة بعملي ولن يوقفني شيء، زوجي وأسرتي يدعمونني، ويقفون إلى جانبي».

درست بتول في كلية التربية الرياضية، ولكن ظروف الحرب والتهجير لم تسمح لها بإكمال دراستها، في المقابل أعطتها التدريبات التي اكتسبتها في الكلية لياقة بدنية عالية وقدرة على التحمل، وهو ما ساعدها على ممارسة مهنة النجارة فيما بعد. مع مرور الوقت وجدت الزوجة الشابة نفسها متعلقة بهذه المهنة، حتى أنها تطمح لافتتاح ورشتها الخاصة، تقول بفطرة الحالم: «أريد أن أصبح مديرة ورشة نجارة، وأن يكون لدي زبائني الخاصون».

قد يهمك ايضاً:

ملكة جمال بريطانية تواجه اتهامات التبرّع لـ"داعش" بـ35 جنيهًا إسترلينيًا 

ملكة جمال وصديقة لاعب ليفربول الإنجليزي متهمة بتمويل "داعش" المتطرف

arablifestyle
arablifestyle

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوّل نجارة في مدينة الرقة السورية تروي تفاصيل تجربتها مع مهنة الرجال والخشب أوّل نجارة في مدينة الرقة السورية تروي تفاصيل تجربتها مع مهنة الرجال والخشب



GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة وسلبية تعاكس توجهاتك

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 20:07 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 07:02 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

صبري فواز قيمة مع السنوات

GMT 18:55 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

أكملي أناقتك في فصل الشتاء بالفرو الدافئ

GMT 12:20 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

طريقة إعداد مافن البيض بالخضروات و الكريب

GMT 12:25 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

هجوم حاد على أحلام بسبب "آيفون إكس"

GMT 10:55 2016 الأربعاء ,24 آب / أغسطس

الجمال وحده لا يكفي

GMT 11:07 2020 الأحد ,26 إبريل / نيسان

مصطفى قمر يكشف عن وظيفته قبل الشهرة

GMT 17:35 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناكير أحمر لعام 2019 مثالي لحفل نهاية العام

GMT 17:48 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الإختيارات لما يمكن ارتداؤه من ملابس للتوجه إلى العمل
 
arablifestyle

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

arablifestyle arablifestyle arablifestyle arablifestyle