يعاني طفل من بين كل خمسة أطفال حول العالم من مشاكل نفسية، والرقم كبير. لهذا فإن صحة الطفل لا تقتصر على تمتعه بالوزن المناسب لعمره، أو زيادة بعض الكيلوجرامات، إنما لابد من متابعة الطفل. وقدر تمتعه بالصحة النفسية، لأنها تعد من أهم أسباب النمو الصحي والاتزان لدى جميع الأطفال.
والصحة النفسية تعني السلامة النفسية التي يحتاجها الطفل؛ لبناء علاقات جيدة مع نفسه ومع الآخرين، بجانب دورها في تحفيزه على التعامل مع التحديات التي تواجهه، بجانب أنها تشعر الطفل بالرضا وتزيد من ثقته بنفسه.
وهذه الصحة لا يولد بها الطفل، ولا تدخل في جيناته، ولكنها سلوك يكتسبه بالحب والاهتمام وحسن الرعاية والتوجيه من قبل الوالدين. اللقاء والمرشد النفسي والاجتماعي الدكتور سليمان عبد العزيز القمري لتوضيح وشرح الكثير المفيد.
أهمية الصحة النفسية للطفل
التمتع بالصحة النفسية الجيدة يعتبر من أهم أسباب النمو الصحي والاتزان لدى جميع الأطفال، ولها الدور الأكبر في قدرتهم على التعامل مع التحديات التي تواجههم فهي: تشعر الأطفال بالرضا تجاه أنفسهم، وتزيد من الثقة بالنفس.
تمكنهم من الاستمتاع بحياتهم، وتقلل من الطاقة السلبية.
تساعدهم على التعلم، وتنمي حس الإبداع لديهم.
تقوي روابطهم الأسرية، وتبني علاقاتهم بشكل سليم.
تحسن طريقة تعاملهم مع المشاعر الحزينة، وتقلل من التوتر.
تعزز قدرتهم على التعافي من الأوقات الصعبة، واسترجاع ذاتهم.
تزيد من حبهم لتجربة أشياء جديدة، وفهم ما يجري حولهم.
دور الآباء في تعزيز الصحة النفسية للطفل
نظراً لأهمية الصحة النفسية عند الأطفال، ينصح الوالدان بالقيام ببعض الأمور المهمة التي من شأنها تعزيزها، والحفاظ عليها ومن أهمها:
إظهار الحب لطفلك، وإخباره بأنك ستبقى بجانبه دائماً، يمكن أيضاً إظهار ذلك من خلال لغة الجسد مثل الابتسام له، أو معانقته.
استخدام أساليب إيجابية لتوجيه سلوك طفلك، كالثناء عليه عند التصرف بشكل جيد، والتقليل من الانتقادات السلبية.
تخصيص وقت للتحدث مع طفلك، إذ يوجد فوائد كثيرة للاستماع إلى طفلك والحديث معه، فهو يعزز الروابط في ما بينكم ويجعلك أقرب إليه.
القيام بالأنشطة الخارجية مع طفلك، فذلك يساعد الطفل على اكتشاف الأمور وفهمها بطريقة آمنة.
حل المشاكل بطريقة إيجابية، والتعامل مع الخلاف بينك وبين طفلك بعقلانية، كما يمكنك تشجيع طفلك على التواصل مع الآخرين، ما يمنح طفلك إحساساً بمكانته في العالم ويساعده على تعلم كيفية التواصل بشكل أفضل.
الخجل من علامات وجود مشاكل نفسية لدى الأطفال
تحديد الأمراض النفسية عند الأطفال يعتبر صعباً إلى حد ما، لأن أعراضه تتشابه مع سلوكيات تحدث بشكل طبيعي خلال فترة نموهم.
مثل الخجل، ونوبات الغضب، لكنها تصبح علامات خلل. ومشاكل نفسية؛ إذا استمرت في الحدوث بشكل متزايد، و تبدأ بالتأثير على حياة الطفل.
يتم تشخيص الاضطرابات النفسية عند الأطفال بناء على أعراض، وتغيرات في سلوكهم يجب الانتباه لها نذكر منها:
تغيرات في التفكير وتشمل لوم أنفسهم على أشياء خارجة عن إرادتهم، ونعت أنفسهم بصفات سيئة.
كثرة الأفكار السلبية، التراجع في الأداء المدرسي، والشعور باليأس والعجز، أو الوحدة والرفض
تغيرات في السلوك وتشمل:
الرغبة في العزلة، والبقاء وحيداً، وعدم الرغبة في الذهاب للمدرسة لعدم القدرة على التركيز.
عدم التحكم بالمشاعر، والبكاء بسهولة ولأسباب لا تستدعي ذلك.
عدم الاهتمام بالرياضة، أو الألعاب التي يستمتع بها الأطفال.
المبالغة في ردود الأفعال، والإصابة بنوبات الغضب المتكررة.
صعوبة في الانسجام مع الأطفال الآخرين.
تغيرات مرضية وتضم:
الشعور بالألم بشكل عام، وألم البطن المتكرر، مع الإحساس بالتعب طوال الوقت.
اضطرابات النوم، أو الإصابة بالأرق.
الانفعالات الزائدة، أو العادات السلبية مثل قضم الأظافر، أو مص الإبهام.
الإصابة بالصداع النفسي، الذي قد يمنعهم من القيام ببعض الأنشطة اليومية.
في حال أنك لاحظت واحداً، أو أكثر من هذه التغييرات، لا يعني ذلك أن طفلك لديه مشكلة نفسية لذلك يجب المتابعة والتأكد مع طبيب مختص.
عوامل تؤثر على الصحة النفسية عند الأطفال
يعاني طفل من بين كل خمسة أطفال حول العالم من مشاكل نفسية، مما يتطلب متابعة أكثر للأطفال للتأكد من سلامتهم.
على الآباء الاطمئنان بشكل دوري عن وضع الابن في المدرسة، وطبيعة علاقته بأصدقائه، ومتابعة تصرفاته في المنزل بشكل مستمر.
عادة ما تنتشر الاضطرابات النفسية في العديد من العائلات، والتي تنتقل من الآباء إلى أطفالهم من خلال الجينات، أو تزيد من قابليتهم للإصابة بهذه المشاكل.
العديد من الاضطرابات النفسية عند الأطفال ترتبط بحدوث خلل لوظائف في مناطق معينة من الدماغ -مثل البالغين- فتتحكم في التفكير، والسلوك.
أحياناً يمكن أن يؤدي التعرض لضربات شديدة على الرأس، إلى حدوث تغيرات في الحالة المزاجية والشخصية، التي تنعكس لاحقاً على الصحة النفسية للطفل.
من الممكن أن تنتج بعض المشاكل بسبب حدوث صدمات نفسية، مثل الإساءة الجسدية، أو العاطفية الشديدة، أو فقدان أحد الوالدين في وقت مبكر.
تؤدي الظروف الصعبة المحيطة بالطفل، والأحداث المؤلمة التي يمر بها إلى حدوث اضطرابات نفسية لديه، وخاصة إذا كان معرضاً للإصابة بها.
المساعدة لتجاوز هذه المشاكل النفسية تكون بطرق عدة، لكن يجب أولاً تحديد المشكلة بشكل دقيق، وذلك للتمكن من التعامل مع حالة طفلك بالشكل الأمثل.
وإذا استمرت إحدى العلامات، أو التصرفات لفترة طويلة، أو كان لديك مخاوف تجاه سلامة الطفل النفسية، فلا تترددي في طلب المساعدة الطبية.
وذلك لأن تفاقم بعض المشاكل النفسية، من الممكن أن تدفع الأطفال إلى إيذاء أنفسهم، أو التسبب في إلحاق الضرر بمن حولهم.
قد يهمك أيضا:
GMT 15:00 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر
تأثير استهلاك الكافيين أثناء الحمل على الطفل والأمGMT 14:51 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر
أثر الرضاعة الطبيعية على معدل ذكاء الطفلGMT 09:53 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر
أخطاء ترتكبها الأمهات عند تغذية أطفالهنGMT 09:49 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر
الصعوبات التي تواجهها الأم في تغيير شخصية الطفلGMT 09:46 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر
النوم يعزز الذاكرة طويلة الأمد لدى الرضع Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك