الخرف هو فقدان الأداء المعرفي – التفكير والتذكر والإستدلال – إلى حد يتداخل مع حياة الشخص وأنشطته اليومية، إذ لا يستطيع بعض الأشخاص المصابين بالخرف التحكم في عواطفهم، وقد تتغير شخصياتهم. وقد كشفت أبحاث حديثة أن النساء اللاتي أنجبن عدة أطفال يمكن أن يقل لديهن خطر الإصابة بالخرف، حيث اكتشف الخبراء أن التعرض العالي لهرمون الإستروجين طوال حياة المرأة يمكن أن يؤدي إلى دماغ أكثر صحة. وتُعد النساء اللاتي لديهن عمر إنجابي أطول، أو اللاتي لديهن العديد من الأطفال، يتعرضن بشكل أكبر لهذا الهرمون.
ويبدو أن هذا يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بمرض الأوعية الدموية الدماغية الصغيرة، وهي حالة تنتج عن تلف الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ وترتبط بالضعف الإدراكي والخرف.
كيف اكتشف الباحثون العلاقة بين العمر الإنجابي للمرأة والإصابة بالخرف؟
قام الباحثون بتحليل حالة 9000 امرأة بعد انقطاع الطمث بمتوسط عمر 64 عاماً يعشن في المملكة المتحدة.
وأجابت المشاركات على أسئلة حول الصحة الإنجابية بما في ذلك عمرهن عند الدورة الشهرية الأولى، ومتى بدأ انقطاع الطمث، وعدد مرات الحمل، كما أجرت كل منهن فحوصات للدماغ للبحث عن مرض الأوعية الدموية الدماغية الصغيرة.
وقام العلماء بحساب التعرض للهرمونات مدى الحياة عن طريق إضافة عدد سنوات حمل المرأة إلى مدة حياتها الإنجابية، وهو عدد السنوات بين الحيض الأول وانقطاع الطمث.
وكان متوسط التعرض للهرمونات مدى الحياة 40 عاماً، فيما كشف التحليل أن النساء اللاتي تعرضن للهرمونات بشكل أعلى على مدار حياتهم لديهم أحجام أقل من فرط كثافة المادة البيضاء، وهو مؤشر على مرض الأوعية الدموية الدماغية الصغيرة.
كما اكتشف الفريق البحثي أيضًا أن تناول موانع الحمل الفموية، أو HRT، لا يبدو أنه يغير التأثيرات المفيدة للحمل أو العمر الإنجابي.
التاريخ الإنجابي وعلاقته بالإصابة بمرض الخرف.. جدل لم يُحسم
قال مؤلف الدراسة كيفن ويتنجستال، من جامعة شيربروك في كيبيك بكندا: "دراستنا تسلط الضوء على الدور الحاسم للتاريخ الإنجابي في تشكيل دماغ الأنثى طوال الحياة".
وكتب ويتنجستال في مجلة علم الأعصاب، أن النتائج "تؤكد على الحاجة إلى دمج التاريخ الإنجابي في إدارة صحة الدماغ لدى النساء بعد انقطاع الطمث".
يذكر أن دراسات سابقة أظهرت أن معدلات الإصابة ببعض الأمراض – على سبيل المثال مرض الأوعية الدموية الدماغية الصغيرة – تزيد بعد انقطاع الطمث، والذي يرتبط غالبًا بغياب الهرمونات.
وحتى الآن، ظل من غير المعروف ما إذا كانت كمية التعرّض للهرمونات قبل انقطاع الطمث توسع نافذة الحماية بعد ذلك.
ووجدت دراسة منفصلة، نُشرت في عام 2021، أن النساء اللاتي تعرضن لكميات أكبر من هرمون الإستروجين طوال حياتهن كان لديهن كميات أكبر من المادة الرمادية في أدمغتهن.
المادة الرمادية هي مكون رئيسي في الجهاز العصبي وتشارك في الإدراك الحسي مثل الرؤية والسمع والذاكرة والكلام واتخاذ القرار.
ووجد الباحثون، من كلية طب وايل كورنيل في نيويورك، أنه مقابل كل سنة إضافية تتعرض فيها المرأة لهرمون الإستروجين في حياتها، يزداد متوسط حجم المادة الرمادية في مناطق معينة من الدماغ بنسبة 1 في المائة، ولكل طفل إضافي تنجبه المرأة، يرتفع حجم المادة الرمادية بمعدل 2%.
قد يهمك أيضا:
GMT 09:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر
فوائد الرضاعة الطبيعية على صحة الأم والطفلGMT 09:07 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر
أسباب احتقان الثدي أثناء الرضاعة الطبيعيةGMT 09:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر
طرق مختلفة لفتح شهية الأطفالGMT 08:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر
فوائد حبوب الحديد للحامل وكيف تؤثر على صحة الجنينGMT 08:55 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر
أسباب عدم بكاء الطفل حديث الولادة Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك