يمكن أن تسبّب علاجات السرطان مثل العلاج الكيميائي وبعض أشكال العلاج الإشعاعي مجموعة متنوّعة من الآثار الجانبية، بما في ذلك الإمساك والذي يمكن أن يسبّب عدم الراحة ويقلل من رغبتكِ في تناول الطعام؛ والإسهال، والذي يمكن أن يستنزف جسمكِ من العناصر الغذائية ويؤدي إلى خسارة الفيتامينات والمعادن؛ والتعب الذي يجعلك أقل نشاطاً، وبالتالي تحرقين سعرات حرارية أقل ولا تشعرين بالجوع طوال اليوم؛ وفقدان حاسة التذوّق، مما قد يجعل الطعام غير شهي، بالإضافة إلى الغثيان والقيء، مما قد يقلّل من شهيتك ِويسبب فقدان الوزن كما تؤكد اختصاصية التغذية نور حرب في هذا المقال.
هل تختلف الآثار الجانبية باختلاف السرطان؟
في بعض الأحيان، قد تختلف الآثار الجانبية باختلاف نوع السرطان. فمثلاً، إن علاجات سرطان الثدي والدم تتضمّن المنشّطات (Steroids)، والتي يُمكن أن تزيد من الشهية وترفع من مستوى السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى مقاومة الإنسولين وزيادة الوزن.
ما هي أهمية نظامكِ الغذائي أثناء علاج السرطان؟
نظراً إلى أن علاج السرطان يمكن أن يؤدي إلى تقلبات في الشهية ووزن الجسم، فمن المهم الانتباه جيداً لنظامكِ الغذائي. بالإضافة إلى مساعدتكِ في الحفاظ على وزن صحي، فإن تناول نظام غذائي متوازن أثناء العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي يمكن أن يساعد في تخفيف الآثار الجانبية للعلاج، زيادة الطاقة، والحفاظ على الكتلة العضلية، وتخفيف الالتهاب، والحفاظ على دور الجهاز المناعي.
ما هي الأطعمة التي يجب عليكِ إضافتها إلى نظامكِ الغذائي أثناء علاج السرطان؟
من أجل الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمكِ لمحاربة السرطان والعوارض الجانبية للعلاج الإشعاعي، من المهم تناول أطعمة متنوّعة غنية بالبروتينات، الدهون الصحية، النشويات الصحية، والفيتامينات والمعادن.
- البروتين:
من المهم تناول الأطعمة الغنية بالبروتين لإصلاح أنسجة الجسم، والحفاظ على صحة جهاز المناعة. وخاصةً بعد العلاج الإشعاعي، الجسم يحتاج إلى كمية أكبر من البروتين التي تساعد في شفاء الأنسجة ومحاربة الإصابة بالأمراض المعدية(infections).
وعندما لا يحصل جسمكِ على ما يكفي من البروتين، فقد يكسر العضلات للحصول على الوقود الذي يحتاجه. هذا يجعل الأمر يستغرق وقتاً أطول للتعافي من المرض ويمكن أن يقلل من قوة مقاومة العدوى. لذلك من المهم التأكد من الحصول على كمية وفيرة من البروتينات.
وتشمل المصادر الجيدة للبروتين الأسماك والدواجن واللحوم الحمراء الخالية من الدهون والبيض ومنتجات الألبان قليلة الدسم والمكسرات وزبدة المكسرات والحبوب كالفاصوليا والبازلاء والعدس وأطعمة الصويا.
- الدهون الصحية:
تلعب الدهون والزيوت دوراً مهماً في التغذية كونها مصدراً غنياً بالطاقة للجسم. فالجسم يكسر الدهون ويستخدمها لتخزين الطاقة، وعزل أنسجة الجسم، ونقل بعض أنواع الفيتامينات عبر الدم.
والدهون الصحية هي الدهون المؤلفة من الأحماض الدهنية غير المشبعة الأحادية والمتعددة (monounsaturated fatty acids and polyunsaturated fatty acids).
وأمثلة على بعض الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية غير المشبّعة الأحادية هي زيوت الزيتون والكانولا والفول السوداني والسمسم والمكسرات النيئة مثل اللوز والكاجو والبندق (المكاديميا).
وأمثلة على بعض الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة المتعدّدة هي زيت نبات القرطم والذرة وزيت بذور الكتان والمأكولات البحرية.
بالإضافة إلى الأفوكادو والجوز وزيت الزيتون وزيت بذور العنب؛ فجميعها عناصر غذائية غنية بالأحماض الدهنية الأساسية مثل أوميغا 3 التي تساهم في مكافحة الالتهابات وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
- الكربوهيدرات/ النشويات الصحية:
الكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم. ولعل أفضل مصادر للكربوهيدرات هي الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة لأنها غنية بالفيتامينات والمعادن اللازمة والألياف.
وعند اختيار الكربوهيدرات، اختاري الأطعمة المصنّعة بالحد الأدنى (Minimally processed foods)، مثل القمح الكامل والنخالة والشوفانP هذه الأطعمة تساعد في الحفاظ على بكتيريا الأمعاء الجيدة لأنها غنية بالألياف القابلة للذوبان.
- الفيتامينات والمعادن:
تساعد الفيتامينات والمعادن العمليات الإنزيمية في أجسامنا، والتي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز وظيفة جهاز المناعة وتقليل الالتهاب.
إن كنتِ تتناولين نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي على كمية كافية من السعرات الحرارية والبروتين، فستحصلين على الكثير من الفيتامينات والمعادن. لكن إن كنتِ تعانين من بعض العوارض الجانبية للعلاج الإشعاعي مثل الغثيان والقيء وفقدان حاسة التذوق، قد يصبح من الصعب الحصول على هذه الفيتامينات والمعادن من النظام الغذائي. عندها، قد يقترح الطبيب إضافة مكمل غذائي متعدد الفيتامينات والمعادن إلى نظامك الغذائي.
وقد يكون من الضروري شرب كمية كافية من المياه، لأن خلايا الجسم تحتاج إلى المياه للقيام بوظائفها. إن كنتِ لا تشربين كمية كافية من السوائل أو إن كنتِ تخسرينها من خلال الإسهال أو التقيؤ، فقد تصابين بالجفاف. ومن الممكن الحصول على المزيد من السوائل ليس فقط من خلال شرب المياه، بل من العصائر والشوربات أيضاً.
كما أنه من الضروري الابتعاد عن تناول الأطعمة المصنّعة أو المكررة. كذلك يجب تجنّب الأطعمة المقلية التي تحتوي على الزيوت المهدرجة والتي قد تزيد من الالتهابات في الجسم. ونظراً إلى أن الأشخاص المصابين بالسرطان غالباً ما يعانون من ضعف في جهاز المناعة، يجب الابتعاد عن تناول الأطعمة التي تحمل خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء، بما في ذلك:
-الأسماك المطبوخة قليلاً أو النيئة مثل السوشي.
-الأطعمة التي تحتوي على البيض النيء مثل المايونيز.
-الأجبان والألبان غير المبسترة.
-الفواكه والخضروات غير المعقمة.
كيف يمكن أن يساعد نظامك الغذائي في إدارة الآثار الجانبية لعلاج السرطان؟
-عند فقدان الشهية، حاولي تناول وجبات صغيرة أو وجبات خفيفة مغذية طوال اليوم، بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة.
-عند الإمساك، اشربي الكثير من المياه وأضيفي الخضار والحبوب إلى وجباتكِ.
- في حال الإسهال، اختاري الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الصوديوم (المشروبات الرياضية أو المرق) والبوتاسيوم (الموز).
-عند فقدان حاسة التذوق، حاولي تجربة أطعمة جديدة بتوابل أو مخللات مختلفة. يمكنكِ أيضاً إضافة نكهات قوية، مثل عصير الليمون أو الحامض.
-إن كنتِ تعانين من الغثيان، حاولي تناول الحمضيات والزنجبيل. يمكنكِ امتصاص شريحة من الليمون أو شرب شاي الزنجبيل.
قد يهمك أيضا:
GMT 08:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر
مشكلات العين تزيد من خطر الإصابة بالخرفGMT 10:34 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر
أربع خطوات بسيطة لتجنب الإصابة بالنوبة القلبيةGMT 10:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر
الإجهاد قد يؤدى إلى الإصابة بمرض السكريGMT 09:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر
كلما طالت مدة زيادة الوزن زادت فرص الإصابة بسرطان القولونGMT 09:49 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر
الفرق بين دهون البطن والانتفاخات وطرق العلاج Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك