يتميز مرض الفصام أو انفصام الشخصية، بفقدان القدرة على الاتصال مع الواقع: وسبب ذلك "عطل في بعض الدوائر العصبية في الدماغ" يؤدي إلى ذلك المرض والعجز. والتشخيص الأكثر شيوعًا هو الأوهام والهلوسات. والمخدرات من العوامل التي تطلق المرض، ولكن أيضًا الانفعالات القوية والتوترات الاجتماعية وضغوط العمل. ويسبب مرض الفصام أو انفصام الشخصية، اضطرابات في محيط العائلة وكذلك معاناة كبيرة لجميع الأشخاص المقربين من المريض.
الفصام أو انفصام الشخصية: ما هو؟
انفصام الشخصية هو مرض نفسي له تعبيرات متباينة للغاية. تبدأ اضطرابات انفصام الشخصية بين سن 15 إلى 25 عامًا، وتتطور حتى نهاية العمر. والأسباب المحددة للمرض تبقى غير معروفة، ومع ذلك فإنّ التفاعل بين العوامل الوراثية والإجهاد (سواء النفسي أو البيئي) يؤدي إلى ضعف الشخص في مواجهة مرض انفصام الشخصية.
وتبدأ أعراض المرض باضطرابات الانتباه والتركيز، واضطرابات الذاكرة ومشاكل الوظائف التنفيذية، مع صعوبة القيام بعمل بسيط للغاية، مثل تحضير وجبة الطعام. ويظهر كذلك غياب للترابط النفسي: يصبح التفكير غامضًا وغير متصل أو مترابط، ويصبح الحديث غير منطقي ومن الصعب متابعته، وتفقد اللغة وظيفة الاتصال الخاصة بها.
الفصام أو انفصام الشخصية: 3 أنواع من الأعراض
1- الأعراض الإيجابية والتي تتميز بالهلوسات النفسية الحسية، يقابلها إدراك خاطىء من خلال الأجهزة الحسية السمعية والبصرية والحسية والجسدية، وحاستَيْ الشم والذوق؛ وهلوسات ذهنية (غير حسية) مثل سماع الأصوات داخل الرأس، وأوهام الفصام، مثل الشعور بالاضطهاد أو جنون العظمة.
2- الأعراض السلبية التي يقابلها الإحباط والتراجع الانفعالي، وفقدان القدرة على التعبير العاطفي أو الانفعالي بواسطة الوجه والصوت، وعدم القدرة على الشعور بالانفعالات الإيجابية، والانسحاب من الحياة الاجتماعية وتراجع اللغة والاتصال.
3- اضطرابات معرفية ومنها مشاكل في الذاكرة واضطرابات في الانتباه وصعوبات في أداء الوظائف التنفيذية، مثل المرونة في السلوك والتخطيط للقيام بالأعمال.
يظهر المرض على شكل صرخة وهمية حادّة (اضطراب ذهاني حاد) يرافقه اضطرابات في المزاج أو اضطراب في الفعل أو السلوك (الانتحار). وما نسبته من 10 إلى 15 في المئة من المرضى ينتحرون خلال السنوات الأولى من المرض أو خلال حياتهم.
وحوالى ثلث المرضى يمرون في انخفاض موقت في أعراض المرض. غير أنّ المرض مزمن ويتطور على شكل مراحل حادّة خلال السنوات الأولى من ظهوره، ثم يستقر مع بقاء الأعراض بشدة متفاوتة.
العوامل التي تساهم في السيطرة على المرض بشكل جيد، هي استقرار البيئة العائلية والوعي بالمرض، وإجراء المتابعة الطبية في أقرب وقت ممكن بعد ظهور الأعراض. وما نسبته من 20 إلى 30 في المئة من المرضى لا يستجيبون بشكل جيد إلى العلاج. وأما المرضى الذين يُعتبرون خطرين على المجتمع، فهم قلة. وفقط في حالات نادرة تنشأ سلوكيات عنيفة خلال نوبة المرض، وهذا السلوك العدواني العنيف يكون في أغلب الأحيان موجّهًا نحو المريض نفسه.
الفصام أو انفصام الشخصية: أسباب المرض
تمَّ إيجاد عوامل وراثية ضعيفة في المرض لدى عدد كبير من المرضى. كما أنّ وجود نقاط للطفرات، وهذا نادر ولكن تأثيره كبير جدًّا، يسبب مخاطر أكبر للإصابة بالمرض. وحوالى 10 في المئة من السكان يحملون المرض، ولكن فقط نسبة 1 في المئة سوف يصابون به.
وفي التوائم المتماثلة إذا كان أحدهما مصابًا بالمرض، فإنّ مخاطر إصابة التوأم الآخر بالمرض نفسه، تصل إلى نسبة تتراوح بين 30 إلى 40 في المئة.
على الرغم من ذلك، فإنّ العامل الوراثي لا يفسر كل شيء. والأسباب التي تعتمد على البيئة هي كالتالي:
• قد يتأثر نمو الدماغ خلال فترة الحمل، بسبب عوامل مثل عدم توافق فصائل الدم، أو حصول مضاعفات بعد الإصابة بالإنفلونزا خلال الثلث الثاني من الحمل؛
• استهلاك المواد المخدرة مثل الحشيشة من العوامل التي تطلق المرض، كما أنّ الاستخدام المنتظم لهذه المواد قبل سن 18 عامًا، يضاعف مخاطر الإصابة بانفصام الشخصية؛
• قد يرتبط المرض بخلل تشريحي عند مستوى الدماغ: مثل زيادة حجم البطين، أو انخفاض في المادة الرمادية (أو كثافة الخلية)، أو خلل خليوي في بعض مناطق الدماغ، ومنها القشرة أمام الجبهية أو قرن آمون.
الفصام أو انفصام الشخصية: العلاج المتوافر
الأدوية والعلاجات تعالج بشكل أساسي الأعراض وليس المرض ذاته، حيث تعمل على تحسين نوعية حياة المريض، ويمكن أن تؤدي إلى انخفاض في أعراض المرض.
يوجد أنواع مختلفة من العلاجات:
• مضادات الذهان من الجيل الأول والتي تخفف الأعراض الإيجابية (الهلوسات)؛
• مضادات الذهان من الجيل الثاني (غير تقليدية) تخفف الأعراض الإيجابية والسلبية والمعرفية؛
• التحفيز المغناطيسي للجمجمة: تطبيق مجال مغناطيسي لبضع ثوانٍ على منطقة محددة من الدماغ، لتخفيف عدد الهلوسات والأعراض السلبية؛
• الصدمات الكهربائية في الحالات الشديدة من مرض انفصام الشخصية؛
• العلاج التأهيلي المعرفي والذي يسمح- بفضل تدريب الشخص على يد مهني مختص- بتحسين أو شفاء، أو التحايل على اضطرابات معينة مثل الانتباه والذاكرة والتعلم...
• العلاج المعرفي – السوكي ويساعد المريض على تفادي الاحتواء الذاتي والتعامل مع المشاعر والانفعالات، وتقليل المواد ذات التأثير العقلي.
وقد يهمك أيضاً :
GMT 08:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر
مشكلات العين تزيد من خطر الإصابة بالخرفGMT 10:34 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر
أربع خطوات بسيطة لتجنب الإصابة بالنوبة القلبيةGMT 10:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر
الإجهاد قد يؤدى إلى الإصابة بمرض السكريGMT 09:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر
كلما طالت مدة زيادة الوزن زادت فرص الإصابة بسرطان القولونGMT 09:49 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر
الفرق بين دهون البطن والانتفاخات وطرق العلاج Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك