السلام عليكم عمري ١٩ سنة، أنا أعاني من عدم الحنان العائلي، يعني من جهة الأب والأم والإخوة، أحس أنه ليس هناك شيء يربطني بهم. هم يقولون لي ما يجب أن أعمل وما لا يجب. يعني أوامر فقط. ما عندهم كلمة طيبة ولا حنان، رغم أني متفوقة في دراستي وأعمل جهدي لأكون محبوبة ولأكون ناجحة. وصل الأمر أني لما أسمع من خالاتي أو أعمامي كلمة طيبة، أو يحضنونني بشكل عادي بدون أن أعمل لهم شيئاً يرضيهم أستغرب وأبكي، تصوري لحد الآن وأنا في هذا العمر ولا مرة نمت بحضن ماما ولا بابا. أحس أنهما بعيدان عني ولا أستطيع أن أتكلم معهما أو أشاركهما في شيء لأني أعرف أنه لما أتكلم معهما سوف يوبخاني أو لا يسمعاني أبداً. أريد الحل يا خالتي. وأرجوك قولي لي إذا أنا المخطئة لأني تعبت والله.
رد 1 اعلمي يا حبيبتي أنه ليس هناك أم وأب لا يحبان أولادهما. هي فطرة أوجدها الله سبحانه قبل أن يجعلها واجباً. 2 لكن أسلوب التعبير عن الحب يختلف من شخص وآخر، وواضح أن أهلك من فئة الأشخاص العمليين، وعليك أن تعرفي أن هناك الملايين من الآباء والأمهات من هذه الفئة! 3 لكن مشكلتك أن الله خلق لديك فطرة الحنان والقلب اللين، وهنا اصدمت حالتك مع أسلوب أهلك في التعامل. 4 الحل بسيط في اعتقادي وهو أن تبدئي أنت خطوة التقرب والتعبير عن حبك لأمك وأبيك بأسلوب يلين قلبيهما بدلاً من أن تطلبي منهما أن يتغيرا!! 5 أنت أقدر منهما على التصرف، وأيضاً على تغيير أسلوبك في التعامل، فما زلت في هذا العمر الفتي تستطيعين التأقلم أكثر من والديك! 6 اعلمي أيضاً أن ما يظهر من أقاربك من الحنان والعناق لا يعني أنهم يحبونك أكثر مما تحبك أمك وأبيك، بل يعني أن أسلوبهم قريب من أسلوبك. 7 أرجو ألا تعتقدي أني أدافع عن والديك، بل ربما يكونا مخطئين في اعتقادهما أن الحنان والقبلات تفسد الأبناء، وهو أسلوب يعتمدها كثير من الأهل أيضاً في تعاملهم مع أبنائهم! 8 لكن الآن أنت في عمر تستطيعين فيه التأثير على أهلك بتصرفات لطيفة ومبادرات تغير أجواء البيت مثل دعوتهم لمشاهدة فيلم ظريف معاً، أو احتفالك من دون مبالغة بمناسبة تعنيهم كعيد ميلاد أحدهم، أو تقديم هدية بسيطة أو معاونتهم في مهمات منزلية. 9 كل هذا يا حبيبتي يلين أقسى القلوب، بالإضافة إلى سعيك للنجاح فهذا أهم عمل تحمين به نفسك، فالنجاح يساعدك على تجاوز الانزعاج أو الحزن، ونصيحة أخيرة هي أن تعبري عن نفسك بهواية ما مثل الرسم أو الكتابة أو أشغال يدوية أو أي نوع من الإبداع الذي يعوض الكثير من فقدان احتياجات نفسية معقدة. 10 ويبقى الأهم من كل هذا أن يكون منبع احتياجك للحب هو الله -سبحانه-، فتوجهي إليه بكل الحب واطلبي حبه ومساعدته فتفتح لك كل أبواب حب الدنيا من أهل ودراسة وعمل. وفقك الله.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك