المشكلة : أنا شاب متزوج حديثًا، زوجتي شديدة العصبية، ولا تُحب أن تتنازلَ عن شيءٍ، ولا تحب أن (يدوسَ لها أحدٌ على طرف)، تطيل النقاش والجدال إذا لم أوافقْ على طلباتها، زوجتي دائمةُ الزعل والإلحاح، ولا تَمَلُّ أبدًا مِن كثرة الإلحاح، وفي النهاية من كثرة ما أجد منها أوافق على طلباتها؛ لأني أنزعج بسرعة، ولا أحبُّ الجدال الكثير، إذا أطالت الجدل في كثير من الأحيان أقول لها: (أنت صح، وأنا غلط)؛ لأنهي الحوار الذي لا فائدة منه. زوجتي لا تَقْبَل النقد، ولا ترى أنها مخطئة في أي شيء، ولا تقبل التوجيه، صبرتُ عليها كثيرًا، وقلتُ: مع الأيام ربما يتحسَّن الحال، لكن للأسف الحال كما هو. المشكلة الثانية: زوجتي كثيرة المشكلات مع أمي، فلا يوجَد بينهما أي اتِّفاق، ولا يُحب كلٌّ منهما الآخر، ولا ترتاح لها ولا تهتم بها، فكرتُ كثيرًا في حل لهذا الوضع، لكن لم أجد إلا الزواج الثاني لعلي أجد امرأةً طيبةً أستطيع التعامُل والتوافُق معها، لأني مللتُ مِن المشكلات والنَّكَد المستمر، كل ما أُريدُه أن أجد زوجةً تتحمل أمي، وتكون علاقتها بها طيبة. عرفتْ زوجتي بقرار الزواج الثاني فطلبت الطلاق، وقالت: لا يمكن أن أعيشَ معك في ظل زوجة ثانية، ولا أعلم هل أطلقها أو لا؟ زوجتي بها صفات حسنة إلى حدٍّ ما، فهي امرأة عاقلة وعملية، لكنها عصبية جدًّا، وتفهم الناس خطأ، ودائمًا تُسيء الظن بالآخرين!
الحل : أعانك الله، ولا تحزنْ على حالك؛ فإنَّ أغلب العلاقات الزوجية يعتريها شيءٌ من الاضطراب يزيد أو ينقص، المهم في كلِّ ذلك أن تثق بالله قبل كلِّ شيء بأنه وَحْدَهُ سبحانه مَن يملك تصريف أمورك، فأحْسِن اللجوء إليه والاستعانة به في أن يُوَجِّهَك ويرشدك، ويجعل لك مخرجًا، هذا النوعُ مِن الزوجات هو مَن يمتلك شخصية حساسة جدًّا، وتشعر بالنقص إما بسبب نشأتها في بيت أهلها، أو بسبب زوجها الذي قد يُسِيء إليها بتصرفات غير مقصودة، أحيانًا يكون الحلُّ أسهل مما نتصوَّر، فمثلاً: قليل من إعطاء الثقة مع شيءٍ مِن المدح والثناء قد يكون كفيلًا بعد توفيق الله بأن يُحَقِّق لها راحة نفسيةً تجعلها تتنازل عن كثيرٍ من هذه الأخلاقيات. زوجتُك تحتاج لمن يتحدث إليها حديث القلب للقلب، فما دمتَ تذْكُر أنها امرأة عاقلة ومتدينة، ولكنها تفتقر إلى المرونة في تعاملها مع الآخرين، فليتك تحاول أن تربطها بإحدى الداعيات أو المصلحات الاجتماعيات، وذلك حين تعجز أنت عن ذلك، ولعل فكرة الزواج تكون سببًا في تغيُّرها بإذن الله؛ لأن الزواج بثانية بقدر ما يكون همًّا على المرأة، إلا أنه أحيانًا يكون سببًا في تعديل السلوكيات وتغيُّر الأحوال، بشرط أن تُحسنَ التصرف. ليتك تعطيها فرصة لتبقى مع نفسها وتفكِّر في الأمر،لذا اقتَرِحْ عليها أن تذهبَ لبيت أهلها وتقرر بعد ذلك إما البقاء أو الانفصال، ولا يعني ذلك أن تبادر بتطليقها، وإنما القصد هو أن تجعلها تُفَكِّر عن بُعدٍ ليكون القرارُ صادرًا عن قناعة، وفي حال طلبت الطلاق فالذي أنصحك به هو ألا تستجيب لذلك، وتظهر لها بأنك لا ترغب في ذلك حبًّا ووفاءً، المسألة قد تحتاج إلى وقتٍ مع بعض المعاناة، والمطلوب منك هو أن تتعامل مع ذلك بالحكمة والرحمة.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك