المشكلة: أنا فتاة عمري 22 سنة، انفصل والديّ وأنا عمري شهور، أمي أوكرانية ووالدي سعودي، وكلاهما تخلى عني، وأخذني جدي لأبي ثم توفي بعدها ب4 سنوات وأخذني عمي وعشت معه وأسرته، وتكفل بالإنفاق علي ورعايتي. أنا الآن في السنة النهائية في الجامعة، ولا زلت أواصل تفوقي العلمي الدراسي، وزميلاتي يحببني لحسن أخلاقي، ومحافظتي على ديني، ولكن كل من يحيط بي غيرهن من النساء خاصة من يمتون بصلة لزوجة عمي يقولون أنني مثل أمي منحرفة لأنها أجنبية! زوجة عمي لا تحبني بكل أسف وكانت تفرق بيني وبين بناتها، وتزرع الغيرة والحقد بيننا، وتحاول تلطيخ سمعتي ليكرهني عمي ويتخلى عني فحرضت أحد أقربائها الشباب على أن يتحرش بي ويحاول تقبيلي عندما كان عمي مسافرًا في رحلة عمل خارج البلاد وكان هذا الشاب وهو ابن أختها يزورنا في البيت، فأخذت بناتها وصعدت للطابق العلوي وتركتني وحدي معه، لكنني صددته وصرخت وضربته، وعندما عاد عمي قالت له أنني من جرأته علي ليتزوجني! لم يصدقها عمي، وبقيت في البيت تحت رعايته، واغتاظت هي وانطلقت تشوه سمعتي وسط النساء والفتيات في محيطنا. الآن، ومنذ3 شهور تعرفت على شاب عبر الانترنت، وحدثت بيننا مشاعر، ووعدني بالزواج، وعرف عني كل شيء ولم يمتعض من شيء، بل قال لي أنه يحبني بكل مشكلاتي وظروفي، وأنه يرى مميزاتي وأنها كثيرة، وأنا أصبحت متعلقة به جدًا، انتظر مكالمته كل يوم فأشعر أنني ذات قيمة، وعلى قيد الحياة، وأنني لست موصومة بأمي الأجنبية، وهو يعدني بحياة مستقرة وجميلة وأنا أتوق لهذا اليوم الذي استقل فيه بحياتي بعيدًا عن جحيم زوجة عمي وبيتها وبناتها، فأنا أشعر معهم بالضعف، والوحدة، والضياع، لكنني أيضًا أخشي أن لا يفي هذا الشاب بوعده، أو يعيرني هو الآخر بأمي وكلام زوجة عمي بعد الزواج، أو أن يعرف عمي القصة ويغضب مني ويفقد ثقته بي، وتتغير معاملته لي، ماذا أفعل؟
الحل: مرحبًا بك عزيزتي .. أقدر مشاعرك، وأتفهم ظروفك القاسية سواء في التنقل من بيت إلى بيت، أو فقد الأم والأب معًا، وأراك في الوقت نفسه فتاة ذات عزيمة وارادة، على الرغم من كل هذه المحن، وهذا الفقد وما يتبعه من ألم، وهذا التنقل وما يعنيه من تشتت وعدم استقرار، متفوقة دراسيًا، وخلوقة، ومتدينة، وتحبك زميلاتك المقربات من يعرفنك على حقيقتك. إن هذه كلها يا عزيزتي نقاط مضيئة، لك، لا عليك، ثم إنك من بعد تتعرضين لحقد وجفاء من زوجة عمك، وتقاومين ذلك أيضًا، فكيف لا ترين نفسك القوية هذه، وتقدرينها، وتفخرين بها؟! ثم هذا عمك، يدعمك، ويرعاك، ولا يصدق عنك وفيك العيب والنقيصة، عمك هدية الله إليك ويراك على حقيقتك، فكيف تشعرين بالوحدة، والضعف، والضياع، وأنت معك من بعد الله عز وجل، رجل البيت والأسرة والعائلة؟! أما احتياجاتك العاطفية فأتفهمها يا عزيزتي، وهي حقك، وما أدعوك إليه هو الحذر عند اشباعها، فإلحاح الاحتياجات غير المشبعة قاسي وقد يجنح عند الاشباع، فنلجأ إلى مصدر خطر وغير آمن بوهم الإشباع وتحت ضغطه، وهو ما أخشى عليك منه. لذا أوافقك في خشيتك من الشاب، فعلاقات الانترنت بشكل عامة غير حقيقية، وغير آمنة، وكذلك الهاتف، هذا كله يا عزيزتي لا يظهر حقيقة الشخصية، ولا المشاعر، ولا مدى كون هذا الشخص مناسب لنا أم لا. أما الجزء الآخر في قصة الشاب، ومكمن الخطر، هو قولك " انتظر مكالمته كل يوم فأشعر أنني ذات قيمة، وعلى قيد الحياة، وأنني لست موصومة بأمي الأجنبية"، فكل الخطر في أن نستمد قيمتنا من آخرين، قد يختفون، أو يتجاهلوننا، أو يهملوننا، فماذا يحدث عندها؟! هل تدركين الآن ما تفعلينه بنفسك يا عزيزتي؟! أنت به وبدونه ذات قيمة، هذا هو الأصل، والحق، وما ينبغي أن تؤمني به. أما الجزئية الخطرة الأخرى فهي احساسك بالوصمة، وتصديقك كلام زوجة عمك ومن سمع لها وصدقها، وأنت معذورة كونك مكثت طويلًا ومنذ صغرك في هذه البيئة السلبية، وتسمعين هذا الكلام، وتتلقين هذه النظرات غير الجيدة، ما شوه صورتك الذهنية عن نفسك في نفسك!! والآن، هل تتسق هذه الصورة التي تسببت فيها زوجة عمك مع حقيقتك كفتاة متفوقة، خلوقة، متدينة، محبوبة ممن يعرفنها؟! إن الإجابة التي هي "لا " يا عزيزتي تدعوك أن تعتقدي في نفسك عن نفسك صورتك الحقيقية، لا المزيفة التي كرست زوجة عمك جهدها لتثبيتها لديك وتدميرك. صورتك الحقيقية هذه تحتم عليك الثقة في النفس، وتقدير الذات، وحسن التصرف، والتقدير، وهو المطلوب منك، وبعدها ستتغير مشاعرك تجاه نفسك، ولا تلقي بها في أي "حضن" ولن تنخدعي بأي وعود هي محض خيال لا واقع، ولا تصدقي سوى من يستحق أن يصدق. حافظي يا عزيزتي على مكاسب نفسك من قوة، ومثابرة، وحسن خلق، وتدين، فهذه كلها أسلحتك في هذه الحياة، ولا تخسريها بمقابل رخيص، خادع. وأخيرًا يا عزيزتي، صدقي في نفسك، صدقي أنك أنت وحدك بطلة حياتك الصعبة، وعمك سندك، فلا تتعلقي بأمل وهمي، أو تنتظري "منقذًا"، فتصبحين بالضرورة "الضحية"! هذه أدوار قاتلة، مسمومة، أربأ بك وبشخصيتك الطيبة، القوية أن تنزلق إليها. وبالتالي، لابد من إخبار هذا الشاب أن يتقدم لخطبتك من عمك، وإلا فاقطعي علاقتك به، ولا تخسري عمك، وثقته بك، فهو كما ذكرت لك "هدية الله" إليك، ونعمته، فحافظي على هذا الوضع لديه، وهذه العلاقة الداعمة، الصحية، معه، واستعيني بالله ولا تعجزي.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك