المشكلة : تطلقت من أبو أولادي منذ عام ونصف، وبسبب مصروفات الأولاد وتكلفة المعيشة والمستوى الإجتماعي تركت الأولاد ليعيشوا مع والدهم، وهذا كان الحل الوحيد حتى يستمر أولادي في مدارسهم الأمريكان، وعشت مع والدي ووالدتي، وطليقي على الرغم من ذلك لا يسمح لي بمقابلة أطفالي، فقط أحدثهم تليفونيًا، وأذهب لهم يوميًا لرؤيتهم في فسحة المدرسة. تزوجت شخص حنون ويحبني ويراعي الله فيّ، وهو مسافر خارج البلاد، ينزل مصر إجازات فقط، وأنا حريصة ألا يعرف أبو أولادي ولا أولادي شيء عن زواجي، فلو حدث ذلك، سأخسرهم للأبد، ولن يسمح لي طليقي بمكالمتهم عبر الهاتف، ولا رؤيتهم نهائيًا. المشكلة أنني الآن نادمة، ونفسي أولادي يعودوا إلى حضني ولو حتى تركوا مدارسهم وحولتهم إلى مدارس عادية، ورضينا بالقليل من المال، لكنني أعود وأفكر في زوجي الطيب، ما ذنبه، أخاف إن فعلت ذلك أن أظلمه، وفي الوقت نفسه أعتصر ألمًا لفراق أولادي، أنا حائرة ، ماذا أفعل؟
الحل : مرحبًا بك عزيزتي أقدر مشاعرك وألمك لفراق أطفالك، وما تعانيه من تمزق وحيرة، وأرجو أن تساعدك السطور التالية على تبصرتك بحل مناسب لك. لا أدري يا عزيزتي كيف رضيت ألا يسمح لك بمقابلة أطفالك بطريقة كريمة ولائقة كأم؟! كيف تكون طريقة رؤيتك لهم هي انتهاز فرصة فسحة المدرسة؟! هذا التعسف، والتعنت، هل فرضه طليقك، وبأي حق، ولم تمت الموافقة علي ذلك؟! طريقة تواصلك مع أطفالك مضرة بك وبهم، ولا ترضي شرع ولا عرف ولا أي شيء، لذا أنت تشعريني بكل هذا الأسى. من حقك ما دام الأب تعسف وهدد –وهو ما فهمته من خلال رسالتك- أن حضانتك لهم تعني تخليه عن الإنفاق عليهم، أن تري أولادك مرة أو مرتين يبيتون معك في الأسبوع. إن ما يحدث معك لا يحدث في حالة الحضانة مع الأم، إذ يكون من حق الأب رؤيتهم، والمبيت معه يوم مثلًا في الأسبوع، فما بالك بالأم؟! لم تذكري يا عزيزتي أعمار أطفالك، فهذه تفصيلة مهمة، ولكن على أية حال، يمكن تفهم أن تضطري لترك الحضانة لوالدهم حرصًا على استمرار عيشهم بشكل لائق، وهو ما تعودوا علي، ولكن لا يمكن تفهم أن يكون تواصلك معهم بهذه الطريقة. لابد من إعادة الحديث مع والد أطفالك في هذا الأمر، حرصًا على صحة أطفالك النفسية، واتزانهم النفسي، لابد أن توسطي أطرافًا مؤثرة إن فشلت معه في الحوار، والتفاوض. أما اقتراحك أن تأخذي أطفالك، وتغيري مدارسهم، وترضون بعيشة أقل، فهذه أيضًا مخاطرة، ومجازفة، فمن يدريك أن هذا سيريح أطفالك، وسيعجبهم، وسيتكيفون معه بسهولة؟! إن ما سيصل إليهم يا عزيزتي غالبًا أنهم " عرائس ماريونت" في يد والدهم تارة، ويديك تارة، وربما تسوء العلاقة بينكم، غالبًا سيشعرون أن كلا من والدهم ووالدتهم أنانيون، يلقون بهم في يكل جانب تارة بحسب المزاج!! وأخيرًا، طلبك الطلاق وخسارتك زوج كما تصفينه محب، هو مجازفة ومخاطرة أخرى، فأنت من حقك كأنثى وامرأة أن يكون لديك زوج وشريك حياة تشبعين معه احتياجاتك الانسانية، ثم، من أدراك لو تم الطلاق منه أنك لن تندمي على ذلك، فهل ستقضين عمرك في الندم، مرة على فراق الأبناء، ومرة على فراق الزوج؟! أنت بحاجة للجلوس مع نفسك، والتفكير بهدوء، وبعقلك، وليس عاطفتك، والابقاء على زواجك ما دام مستقرًا ومريحًا ومشبعًا لك، واعادة التفكير في طريقة تواصلكمع أطفالك، كما ذكرت لك عاليه، فلا تتهاوني في حقك في المشاركة في تربيتهم ورعايتهم، لا تتهاوني في الحفاظ على حقك هذا الذي يكفله الشرع والقانون، عندما يحدث هذا الاتزان ستصبحين أفضل نفسيًا، فافعلي ولا تتردي، واختاري الطريقة المناسبة بحسب وضعك، وطبيعة شخصية طليقك التي تبدو صعبة، ولكن لا بأس من المحاولة، والدأب للحصول على حقك في تواصل أفضل، وصحي مع أطفالك، واستعيني بالله ولا تعجزي.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك