المشكلة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب أبلغ من العمر ٢٨ عامًا، أعمل مشرفًا في إحدى الشركات، منذ ٣ أشهر تعرَّفت على موظفة في الشركة، لكنها لم تكُن ملتزمة بالقدر الكافي؛ إذ إنها لا تحافظ على الصلاة، وملابسها متبرِّجة، وجريئة في كلامها وتعامُلها مع الرجال، وقد صارحتُها بتعلقي بها، فوجدتُها تُحبني ومتعلقة بي. المشكلة أنها أخبرتني أنها خُطبت مرة وانفصلتْ، ثم تزوَّجتْ مرتين وطلِّقت، ولها طفل من زوجها الأول عمره ٩ سنوات، وقالت إن سبب طلاقها من زوجها الأول وتركها لخطيبها، هو أنهما كانا يتعاطيان المخدرات، ويُسيئان معاملتها، وأما طلاقها من زوجها الثاني، فكان بسبب كثرة المشكلات مع زوجته الأولى، فصُدمت في البداية؛ لأني شديد الغيرة والتفكير، لكني حاولت تقبُّل الأمر، فهي كانت متزوجة وهذا أمر طبيعي، وقد تقابلنا أكثر من مرة وحدَثت بيننا بعض التجاوزات، لكنَّا تبْنا وطلبتُ منها المحافظة على الصلاة، ولبس اللباس الساتر، فتقبَّلت الأمر وبدأت في التغيير. فاتحتُ أهلي في الموضوع، فوافق إخوتي ولم توافق أمي، وأنا الآن أُحبها بشدة، وأرغب في الزواج بها في أقرب وقت؛ حتى لا أسقط مرة أخرى معها في التجاوزات، ولا أريد أن أتركها؛ حتى لا أكسِر قلبها وقلبي، وأريد أن أُحسن إليها وإلى ابنها، وسؤالي: فهل أتزوَّجها دون موافقة أمي، وأضعها أمام الأمر الواقع، ثم أُحاول إقناعها بعد ذلك، أم ماذا أفعل؟
الحل : تقول إن أسباب طلاقها فساد زوجيها السابقين، وقمت بتصديق ذلك دون تثبُّت من صحته، وفي صحته نظر، وكما يقال: الناقة إذا سقطت كثُرتْ سكاكينها، ووقعتَ معها في تجاوزات شرعية، وبعد ذلك كله تتعلق بها جدًّا وتريد الزواج بها، وأمُّك معترضة، وتسأل هل تُقدم على الزواج بها ولو أغضبت أمَّك، فأقول ومن الله التوفيق: ما دمتَ استشرتَني والمستشار مؤمن، أقول لك بصراحة: هذه المرأة لا يبدو أنها تصلُح زوجة لك لأسباب كثيرة؛ منها الآتي: أولًا: ذكرتَ أنها جريئة مع الرجال، وهذا يدل على قوة شخصيتها في مقابل هدوء شخصيتك أو ضَعفها. ثانيًا: جرأة هذه المرأة مع الرجال الأجانب ومنهم أنت، وتساهُلها بالمخالفات الشرعية في لباسها، وما حصل بينكما من تجاوزات، هذا كله يدل على أنها لديها ضَعفَ إيمانٍ وضعف تعظيم لشعائر الله، وأنها بهذا الوضع غير صالحة لك زوجةً ومربيةً لأطفالك. ثالثًا: يبدو من رسالتك أنك رجلٌ عاطفي جدًّا، قد رقَّ قلبُك لهذه المرأة ولابنها، والرقة العاطفية محمودة إذا كانت باعتدال، ووُضِعتْ في مواضعها الصحيحة، أما إذا كانت غير ذلك، فستكون سببًا للمآسي والآلام الغائرة. رابعًا: يبدو أيضًا أن تعلُّقك بها تعلُّق عاطفة ونتيجة حتميَّة للتجاوزات الشرعية التي وقعتُما فيها، ولِما سبق أقول: اتَّقِ الله ولا تُخاطر بمستقبلك في أمر محفوف بالمخاطر، ولا تُغضب أمَّك من أجل تحقيق نزوة عابرة مع امرأة وضْعُها غير مريح، والمستقبل معها محفوف بمخاطر عدم التوفيق، ومِن ثم الطلاق. خامسًا: قد تقول لي أنها تابت والتوبة تَجُبُّ ما قبلها، فأقول لك: نحن لا نعلم ما في قلبها من صدق أو توبة كاذبة لتحقيق مقاصد دنيوية، ولكنَّ الحذرَ وأخْذَ الحيطة مطلوبان؛ لأن توبتها محتملة الصدق، أو أنها من أجل تحقيق غرض معين، ولأن الضعف البشري تلاحقه الوساوس الشيطانية بتزيين الباطل السابق.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك