المشكلة : مشكلتي هي والدتي المسنة، فهي عمرها 70 سنة، وصحتها الجسدية جيدة ولكنها كثيرة التفكير في أشياء وهمية، فتأول كلام الآخرين على غير محله، وتربط بينه وبين أحداث وقعت لها معهم من زمان، وتشكك في النوايا وتسئ الظن، وهي غير منصفة في اطلاق الأحكام نهائيًا، وتريد مننا كأولادها موافقتها دائمًا، ومن لا يفعل تتشاجر معه، أو تغضب وتخاصمه، أو تجلس تبكي بشدة لمدة طويلة. كلما دخلت عليها وجدتها تتحدث مع نفسها، تتوعد مثلًا فلانة من أقاربنا بأنها ستفعل وستفعل معها، أو تعاتب أحدًا غائبًا من أقاربنا أيضًا لم يسأل عليها بالتليفون من فترة، أو تبكي بشدة بسبب فلانة التي كانت تتكلم معها في التليفون ولم تقل لها كل سنة وأنت طيبة بمناسبة عيد ميلادها، وهكذا.. أنا تعبت من التعامل معها، وحزين عليها في الوقت نفسه، وقد أصبحت أزورها كل أسبوعين بدلًا من كل أسبوع لأنني تعبت، ولا أدري ماذا أفعل، ولا كيف أتعامل معها؟
الحل : لن أتحدث معك طويلًا واقترح عليك أشياء تفعلها بنفسك معها، فكبار السن غالبًا لا يستجيبون لأبنائهم ولو حدث فليس بسهولة أبدًا، كما أنك غير مقيم معها، فلن يجدي شيء أن تتحدث معها وتحاول اقناعها بالكف عن طريقة التفكير هذه، أو تدخل معها في مناقشات وجدال، أو تجاريها وتوافقها وكما يقولون "تريح دماغك"، ولكن ذلك كله غير مجدي، ستظل هي كما هي وأنت كما أنت منهك ومتعب، وبل وربما يزيد الطين بلة. طريقة التفكير التي تعتمد على التشكك في النوايا وسوء الظن والتأويل ترهق صاحبها ومن حوله بالطبع وهي مصنفة نفسيًا على أنها من الإعاقات الذهنية المستهلكة للطاقة النفسية، لذا لابد يا عزيزي من طلب المساعدة من متخصص نفسي قبل أن يتفاقم الأمر لدى والدتك، فربما يتحول إلى ضلالات وهلاوس. اذهب إليه أنت في البداية واشرح له الحالة، حتى يتمكن من وضع خطة علاجية تساعدها في التغيير، وحتى لا تصل إلى مراحل متقدمة من هذا الاضطراب النفسي. اختر من يمكنه اقناعها ممن تحبه منكم أو الأقرباء أو الأصدقاء بضرورة الذهاب إلى المتخصص، ولو أن تقول لها أنه سيساعدها في التغلب على مشكلتها مع فلان الفلاني مثلًا، فالمهم أن تقنعها، واستعن بالله ولا تعجز.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك