المشكلة: بسبب الطلاق بين والدي ووالدتي منذ كنت في المرحلة الابتدائية، وزواج كلًا منهما، وعدم رغبتي في استكمال الإقامة مع والدي وزوجته، لإنعدام راحتي معهم، اخترت دخول مدرسة داخلية للثانوي. ومشكلتي أنني أعاني من سلسلة من الضغوط، فأنا لا أتحدث مع أهلي ولا أخبرهم بصراحة عن أخباري وأحوالي، وبالتالي أشعر بالحزن والاختناق كثيرًا، ولا أعرف ماذا أفعل، أصاب بضيق في التنفس جراء ذلك، ودوخة، وارتعاشه في جسدي، بالإضافة إلى الحزن والانعزال، وفقد الرغبة في كل شيء. حتى زميلاتي وصديقاتي، لم يأتيني منهم سوى الخذلان، وبالتالي أشعر أني وحيدة، وأصبحت أتحدث مع نفسي في المرآة، أوبخها أحيانًا وأشجعها أحيانًا أخرى، أكاد أجن، فأنا متفوقة دراسيًا وأحب التعامل مع الناس ومحبوبة منهم، وأخشى أن أفقد ذلك كله، ما الحل؟
الحل: مرحبًا بك عزيزتي: أقدر الضغوط التي تعانين منها، وهي ليست هينة، خاصة وأنك في هذه المرحلة العمرية الحساسة. ضغط الوضع الأسري اجتماعيًا ونفسيًا، وضغط الدراسة، وضغط الإقامة في مدرسة داخلية، وضغط خذلان الزميلات والصديقات، ومن الطبيعي في ظل عدم وجود علاقة صحية، شافية، جيدة، مع أحد أن ينعكس ذلك كله عليك نفسيًا وجسديًا، كما ذطرت بنوبات ضيق التنفس هذه، واحساسك بالحزن وفقد الرغبة في كل شيء والرغبة في الاعتزال. حديثك لنفسك في المرآة هو نوع من الطمأنة لها و"الطبطبة " عليها ، وهو ما تفتقدينه، وأتفهمه، ولا بأس به، والبعض يستجيب مع الضغوط بهذا الشكل، وهو غير ضار ولكنه لن يحل المشكلة الأساسية. ما أراه أن استجابتك للضغوط يا عزيزتي كانت " المواجهة "، فأنت شخصية تبدو "قوية " تواجهين وتكملين في حياتك، دراسيًا واجتماعيًا، لذلك أنت متحسسة لموقف زميلاتك وأنت محقة فيه، فأنت لا تفضلين الانسحاب والهروب ، أو الوقوف مكانك سر والجمود واليأس، وعلى ما يبدو أنك صمدت طويلًا، حتى أعلنك نفسك العصيان بالرغبة في الانعزال والحزن الدائم وفقد الشغف والرغبة في كل شيء، وهي كلها أعراض مرض "الاكتئاب". ومع الاكتئاب يا عزيزتي لابد من علاج، ولأنني لا أعرف طبيعة مرحلة الاكتئاب التي أنت فيها، فأنصحك بطلب المساعدة من طبب أو معالج نفسي، فهناك طرقًا كثيرة للعلاج بحسب الحالة، هناك علاج دوائي، وآخر سلوكي معرفي، وآخر سلوكي جدلي، وهكذا، وهذا يحدده المعالج النفسي من خلال الجلسة الأولى معك، ويفضل أن تختاري متخصص في علاج اكتئاب المراهقين، حتى يكون أقدر على مساعدتك علاجيًا، وانقاذ علاقاتك الاجتماعية وكل ما تخشين عليه، ووضع استراتيجية صحية للتعامل مع أهلك ومن حولك، ومع نفسك في البداية وأولًا وقبل أي شيء، وفقك الله، واستعيني بالله ولا تعجزي.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك