المشكلة: أنا فتاة جامعية عمري 21 سنة ومشكلتي أنني تعرضت لتحرش جنسي من والدي، فأنا مقيمة معه وأخي ووالدتنا توفيت منذ 6 سنوات وهو متزوج وزوجته تعيش معنا، ومن يومها وأنا أشعر بالصدمة، ليست لدي قدرة على التفكير، أشعر بالخوف الشديد وكأنني في كابوس، وهو يتعامل معي بشكل عادي وكأنه لم يفعل شيئًا وهذا يشعرني بأنني على حافة الجنون، حتى أنني فكرت في الانتحار، ما الحل ؟
الحل: أقدر أن ما حدث معك هو بالفعل اساءة وانتهاك جسدي وصدمة مفاجئة أنتجت مشاعر مؤذية وأرجو أن تجدي عبر هذه السطور ما يفيدك للوصول إلى الطريقة السليمة التي يتوجب علينا اتباعها في مثل هذه الحالة. أولًا يا عزيزتي الطيبة نحن جميعًا في هذه الدنيا نتعرض لصدمات نفسية، تهزنا بقوة، ولا نشعر بآثارها إلا بعد حين يختلف من شخص لآخر، هذه الآثار تتلخص في حدوث تشوه ما في الشخصية، وفقدان القدرة على التركيز، والشعور بحدوث خلل في الحياة، وهذا كله استجابة تصدر من الجسم نتيجة التعرض للأذى، والتجربة السيئة. من الطبيعي أن تشعري بالخوف فعالمك المحيط القريب غير آمن بعد هذه الحادثة، وهي شيء خارج عن توقعك، ولم تكوني مستعدة لمواجهته ولا السيطرة عليه، والتشوش العقلي هو أيضًا من أعراض التعرض لصدمة نفسية، وسيكافح عقلك يا عزيزتي كثيرًا لفهم ما قد حدث، والنتيجة غالبًا تكون انعزالًا عن الواقع، وفقدان القدرة على التعامل مع المحيطين والبقاء في أسر الذكرى المؤلمة، والتي تنهك المشاعر وتسترجع المؤلم منها، ومن ثم تشعرين بفقد القدرة على فعل أي شيء وربما كما تقولين فقد الرغبة في الحياة وتمني الموت، أو التفكير في انهاء الحياة. أنت يا عزيزتي في حالة اشتباك عاطفي شديدة ومؤلمة ومن الصعوبة أن تواجهينها بمفردك، لابد من طلب المساعدة من طبيب نفسي، لابد من البحث عن بيئة "آمنة" كالعيش ولو بشكل مؤقت مع خالة لك أو عمة .. إلخ أنت الشخص المهم في الحادثة يا عزيزتي، ومسئولية انقاذ نفسك هي مسئوليتك، أما والدك فهو مصدر غير آمن لتوفير الاحتياجات النفسية لك كإبنة، هو شخص به خلل ما نفسي أدي إلى سلوكه هذا السلوك الشاذ، ومن ثم، لابد من البعد عن مصدر الأذى قدر المستطاع، ومساعدة الطبيب النفسي لتتجاوزي الصدمة وتسلكين طريق التعافي منها.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك