المشكلة : لسلام عليكم حياتي الدينية صعبة، أعاني من مشاكل في الدراسة والتشويش، وأحس كأنني أعاني من انفصام قوي، وأصوات وأشياء من العالم الروحاني.
الحل : من أسباب السعادة الوقوف عند حدود الله سبحانه، بعمل الصالحات التي تقوي الإيمان، والابتعاد عن المحرمات التي تغضب الله، يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖوَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). الإعراض عن منهج الله والوقوع فيما يسخطه من أسباب جعل الحياة ضنكا، يقول تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا). عليك بتقوى الله سبحانه فإنها مفتاح العلم، كما قال تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖوَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗوَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). المعاصي تتسبب في ظلمة القلب وطمس البصيرة، فلا يكاد يستقر العلم في القلب بسبب الذنوب، ولعلك تدرك أن العلم والفهم رزق من الله تعالى، ففي الحديث: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، ولقد شكى الشافعي -رحمه الله- إلى شيخه أنه سيء الحفظ، فقال رحمه الله: شكوت إلى وكيع سوء حفظي، فأرشدني إلى ترك المعاصي. وقال اعلم بأن العـلم نور، ونور الله لا يؤتاه عاصي. اجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فقوة الإيمان سبب من أسباب جلب النور إلى القلب، وعليك بكثرة تلاوة القرآن الكريم والمحافظة على أذكار اليوم والليلة؛ فإنها تجلب الطمأنينة للقلب كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗأَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحرَّ أوقات الإجابة، وسل الله تعالى أن يصلح شأنك، واطلب خيري الدنيا والآخرة، فإن الله تعالى يستحيي أن يرد يدي عبده صفرا. الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم يقول -عليه الصلاة والسلام-: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ). أكثر من دعاء: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك)، وأكثر من دعاء ذي النون: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ). عليك بصحبة الصالحين والابتعاد عن رفقاء السوء، فإنهم سم زعاف، ويتسببون في اسوداد القلب وظلمته، ففي الحديث: (إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) ويقال في المثل: الصاحب ساحب. حافظ على أداء الصلوات الخمس في جماعة في بيوت الله مع المسلمين؛ فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وتشرح الصدر وتريح النفس، ولقد كان -عليه الصلاة والسلام- إذا أصابه هم فزع إلى الصلاة وقال: أرحنا بها يا بلال.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك