كشفت أبحاث جديدة أن الأطفال قصار القامة معرضون للإصابة بالسكتة الدماغية في المستقبل، حيث إن من 5:7 سنتيمتر أقصر في طول الطفل يرفع احتمال الإصابة عند الرجال والنساء. ويأتي هذا الاكتشاف من قبل علماء بريطانيين، أكدوا أن الأطفال قصار القامة معرضون لخطر الإصابة بأزمة قلبية، واستندت نتاجهم إلى أكثر من 300 ألف حالة على طلاب مدارس دنماركيين، ولدوا بين عامي 1930 و1989.
وأولئك الذين كانوا أقل 5 سنتيمتر من المتوسط في عمر 7 و10 و13، زاد عندهم خطر الإصابة بأزمة قلبية بنسبة 11% حين أصبحوا بالغين مقارنة بأقرانهم الأطول، وهذا هو الشكل الأكثر شيوعا من هذا المرض حيث يتكتل ويتجلد تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، ويتم تشخيص معظم الحالات بين 55 و75 عاما، كما أن الرجال الذين كانوا قصارا في فترة الطفولة أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية ناجمة عن نزيف في الدماغ بنسبة 11%، ويطلق عليه نزيف المخ الداخلي، وهذا لا ينطبق على المرأة.
وتحدث السكتات الدماغية حين تنقطع إمدادات الدم إلى الدماغ، وهي السبب الثالث الأكثر شيوعا للوفاة المبكرة، وسبب رئيسي للإعاقة في المملكة المتحدة، وتؤثر على 57 ألف شخص في إنجلترا وحدها.
ويبلغ طول الطفل الطبيعي في سن 13 عاما نحو 150 سنتيمتر، وفي سن 7 نحو 121 سنتيمتر، ووجدت دراسة سابقة أجريت على أكثر من مليون شخص بالغ كانوا أطول بنحو 7 سنتيمتر أنهم أقل عرضة للوفاة بسبب النزيف الدماغي بنسبة 10%، ولكن هذ المرة الأولى التي يربط فيها بين الطول في مرحلة الطفولة والسكتة الدماغية، ولكن هذا يقود إلى استراتيجيات وقائية مثل تعزيز نمط الحياة الصحي للشباب، وتشجيع النساء على تناول الطعام بشكل جيد أثناء الحمل.
وقالت البروفيسور جينفر بيكر، كبير الباحثين في الدراسة " تقترح دراستنا أن زيادة قصر القامة عند الأطفال يزيد من علامات خطر الإصابة بسكتة دماغية، ونقترح أن هؤلاء الأطفال يجب أن يحظوا باهتمام إضافي لعلاج عوامل الخطر القابلة للتعديل للحد من فرص الإصابة، وهذه السبل تشمل اتباع نظام غذائي صحي والابتعاد عن الإجهاد". وأضافت" على الرغم من ارتباط قصر القامة بالسكتة الدماغية والتي تعد مؤشر قوي مثل مؤشر كتلة الجسم، فالتفسير المحتمل هنا هو أنه من الأفضل اتباع أساليب الوقاية منذ الصغر لتجنب الإصابة في مرحلة البلوغ".
ولاحظ الباحثون أن الانخفاض في معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية ومعدلات الوفاة يوجد في معظم البلدان ذات الدخل المرتفع وخاصة عند النساء. ولفتت بيكر إلى أن زيادة الطول في مرحلة الطفولة تزيد بشكل ملحوظ مع تراجع السكتة الدماغية لدى الجنسين، بجانب نزيف المخ الداخلي لدى الرجال، مشددة أن العبء العالمي للسكتة الدماغية سيزيد في المستقبل، والأفضل تحديد آليات المرض لتحسين إمكانيات الوقاية الضرورية.
ويقول الباحثون إن النتائج المنشورة عن السكتة الدماغية لها آثار لفهم أصل المرض بدلا من التنبؤ بالمخاطر السريرية، وأضافوا أن الدراسات المستقبلية يجب أن تركز على الآليات الكامنة وراء العلاق بين الطول في الطفولة والسكتة الدماغية في المستقبل. ووجدت دراسة سابقة في جامعة ليستر أن زيادة الطول بنحو 5 سنتيمتر يقلل من نسبة تطور أمراض القلب، ودرس الباحثون الحمض النووي لأطوال مختلفة من الناس وبعضهم يعاني من أمراض القلب، ووجدوا أن نفس المتغيرات الوراثية التي تساعد على تحديد طول قامة الأشخاص تؤثر على تطوير نظام القلب والأوعية الدموية، بعد تطبيق ذلك على 200 ألف شخص.
ولفتت الدراسة إلى أن الشخص الذي يبلغ طولة نحو 152 سنتيمتر يزداد خطرإصابته بأمراض القلب بنسبة 32%، ويحدث ذلك بسبب ضيق الشرايين التي تورد الدم إلى القلب، بسبب تراكم المواد الدهنية داخل جدران الشرايين، وإذا تشكلت الجلطة الدموية يمكن أن يصبح الشريان مغلق تماما ويسبب نوبة قلبية.