صورة لحذاء أحمر صغير بين الركام، علقت في أذهان متابعي مأساة الطائرة الأوكرانية التي سقطت الأسبوع الماضي، مودية بحياة 176 راكبًا معظمهم إيرانيون وكنديون، ولعلها الصورة الأكثر "وجعًا" رغم بساطتها، وخلوها من الدماء، لكنها حملت في طياتها قصة مأساوية لرحيل الطفلة "كورديا"، ابنة العام والنصف، المتحدرة وعائلتها من مدينة مهادبا الكردية الإيرانية، على متن الطائرة الأوكرانية التي أسقطت بصاروخ إيراني الأربعاء الماضي، بحسب ما أقر الحرس الثوري الإيراني، وراح ضحيتها عشرات الركاب، كانت صاحبة الحذاء الأحمر أصغرهم.
وفي التفاصيل، كشفت صحافية كردية مهتمة بالشأن الكردي، أن الطفلة كورديا، صاحبة الحذاء الأحمر، أصغر ضحايا الحادثة، مشيرة إلى أن والد الطفلة هيوا مولاني وعائلته اختاروا الخطوط الأوكرانية بدلًا من التركية، وكتبت في تغريدة على تويتر: "يعود الحذاء الصغير المحترق إلى كورديا، أصغر ركاب حادثة تحطم الطائرة المنكوبة، وجاء اسمها من الهوية الأصلية "كرد"، واختار والداها الخطوط الجوية الأوكرانية بدلًا من الخطوط التركية، بسبب انتقادهما للعملية العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد الأكراد في شمال سورية الشهر الماضي".
خال الطفلة مصدوم
وعبّر خال كورديا "أمير" عن صدمته من فقدان شقيقته أفين وزوجها وابنتهما كرديا الذين ذهبوا لإيران ولم يعودوا. وقال "شقيقتي أفين أصغر مني بـ8 سنوات وابنتها عمرها عام ونصف.. لقد كنت أتصفح الفيسبوك حين قرأت لأول مرة خبر تحطم الطائرة الأوكرانية في إيران ليلًا"، وتابع "اعتقدت أنها قصة نشرت من شخص ما للفكاهة فقط"، هذا وطالب أمير بإجابات مقنعة حول ما حدث، وقال "العائلة والإخوة والأخوات والكل لديه أسئلة حول ما حدث، ونستحق الحصول على إجابات مقنعة".
يذكر أن الحرس الثوري كان أعلن، السبت الماضي، مسؤوليته عن حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، عازيًا السبب إلى "التوتر" الذي كان سائدًا في المنطقة، وقال قائد القوة الجوفضائية في الحرس، أمير علي حاجي زاده، في حينه إن الحرس ظن أن الطائرة الأوكرانية صاروخ كروز، كاشفًا أنها أُسقطت بصاروخ قصير المدى، كما برر ظروف إسقاط الطائرة قائلًا: "في تلك الليلة كانت البلاد في حالة حرب، وتم إعلان أعلى مستوى للتأهب، وفي مثل هذه الظروف واجه النظام الدفاعي هدفًا علی بعد 19 کیلومترا، وحدده خطأ علی أنه صاروخ کروز".
وقد يهمك أيضًا:
جدل حقوق المرأة يعود من جديد في إيران بعد قصة "البطلة الهاربة"