توصّلت دراسة حديثة إلى أن المراهقين الذين يدمنون وسائل التواصل الاجتماعي عدة مرات في اليوم معرضون لخطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه, وخلصت دراسة إلى أن المراهقين الذين يستخدمون الهواتف المحمولة والأجهزة الرقمية الأخرى هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
يعتقد الخبراء بأنهم يتلقون تحديثات رقمية ثابتة بينما يتطور الدماغ بسرعة مما يجعل المراهقين يجدون صعوبة في إعطاء أي شيء اهتمامهم الكامل, حيث تصدر أصوات التنبيهات والأصوات الثابتة للهاتف المحمول، والتي تنبههم إلى رسالة نصية أو تحديث للتواصل الاجتماعي، يصرف انتباههم عن المهام الأخرى.
وتتبع فريق البحث، من جامعة جنوب كاليفورنيا، 2600 مراهق أعمارهم 15 عاما و16 عاما لمدة عامين, وسألوهم عن عدد المرات التي قاموا فيها بفحص هواتفهم وغيرها من الأجهزة الرقمية لأسباب مختلفة، ثم قاموا بمراقبتها لأعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، بما في ذلك الاندفاع، وفرط النشاط، وعدم الانتباه, وكانت وسائل التواصل الاجتماعي أكثر الأسباب شيوعًا لفحص جهاز رقمي، مقارنة بالرسائل النصية، والموسيقى، والدردشة المرئية، والدردشة، والاستخدامات الشائعة الأخرى.
بعد مرور عامين، كان الأشخاص الذين فحصوا هواتفهم أكثر من مرة لديهم ضعف الاحتمال بظهور علامات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عليهم, وقال العلماء في جريدة "جاما" الطبية: "وسائل الإعلام الحديثة تخبر المستخدمين على الفور عند وصول رسائل نصية جديدة أو منشورات وسائل الإعلام الاجتماعية أو دعوات تشغيل ألعاب الفيديو, وقد يؤدي الانتباه إلى مثل هذه الإشعارات إلى جذب الانتباه بعيدًا عن المهام البؤرية.. يمكن أن يؤدي التشتيت المتكرر إلى تعطيل التطوير المعياري للمهارات المستمرة والمهارات التنظيمية".
ويعتقدون بأن الوصول المستمر إلى الترفيه الفوري له تأثير أيضًا, فكتب الباحثون "قد يصبح مستخدمو الوسائط الرقمية الحديثة عالية التردد معتادين على ردود الفعل السريعة التي يمكن أن تعطل تطوير السيطرة على الصبر", وقال الباحث البروفيسور آدم ليفينثال إن جميع الأبحاث السابقة ركزت على العلاقة بين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتلفزيونات, وقال: "الجديد هو أن الدراسات السابقة حول هذا الموضوع أجريت منذ سنوات عديدة، عندما لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي، والهواتف المحمولة، والأجهزة اللوحية، وتطبيقات الجوّال موجودة".
يمكن أن توفر التقنيات الجديدة والمتنقلة تحفيزًا سريعًا وعالي الكثافة يمكن الوصول إليه طوال اليوم، مما أدى إلى زيادة التعرض للوسائط الرقمية إلى أبعد مما تمت دراسته من قبل, وأضاف: "يمكننا القول بثقة أن المراهقين الذين تعرضوا لمستويات أعلى من الوسائط الرقمية كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في المستقبل", وقال إن النتائج تساعد على سد فجوة في فهم كيف تشكل أجهزة الوسائط المتنقلة الجديدة والمحتوى الذي لا حدود له على ما يبدو خطراً على الصحة العقلية للأطفال، وتخدم تلك النتائج كتحذير لأن وسائل الإعلام الرقمية تصبح أكثر انتشارًا وسرعة وتحفيزًا.
وقال البروفيسور ليفينثال: "تثير هذه الدراسة القلق مما إذا كان انتشار تقنيات الوسائط الرقمية عالية الأداء قد يعرض جيل جديد من الشباب للخطر جراء اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه", ورحب العلماء البريطانيون الليلة الماضية بالنتائج, لكن البروفيسور آندي برزيبيلسكي من معهد أكسفورد للإنترنت قالت: "تعتمد الدراسة على إجابات المسح التي يقدمها الطالب المعني, وليس من الواضح ما إذا كان المدرسون أو أولياء الأمور سيقيمون الأطفال بالمثل أو إذا كان المقياس المبلغ عنه ذاتيًا لاستخدام الشاشة الرقمية مرتبطًا بسلوك فعلي أو عناصر مسح أعلى جودة".
وأضافت الدكتورة جيسيكا أغنيوبليز من كلية كينغز في لندن: "تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 80٪ من الطلاب أفادوا عن استخدام الوسائط الرقمية بشكل عالي التردد، وأن الغالبية العظمى من هؤلاء الطلاب لا يعانون من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه".