قدمت السينما المصرية عددًا من النجوم والنجمات الذين أثروا الحياة الفنية بأعمال خالدة ولكن لم يحتاطوا من غدر الزمن وماتوا مفلسين، منهم الفنان الكبير إسماعيل يس، الذي كان واحدًا من أغنياء مصر، حتى أنه في "سبوع" ابنه الوحيد يس إسماعيل يس كان يقوم برش جنيهات الذهب على المدعويين، وفي الستينات حجزت الذرائب على أمواله وأفلس وذهب إلى سورية وكسب أموالًا كبيرة وعاد لمصر لعمل فرقة مسرحية جديدة ولكن لم ينجح وعاد للإفلاس مرة أخرى، ومات ليس لديه أموالًا وليس لديه قبر يدفن فيه.
ويأتي الفنان الكبير عماد حمدي، فتى الشاشة في الخمسينات، فكان يكسب أموالًا طائلة من الفن، وكان مسرفًا ونصحته الفنانة الكبيرة فاتن حمامة أن يدخر بعض النقود للزمن ولم يستمع وفي آواخر أيامه كان يقوم بتصوير مشاهد سينمائية مقابل 20 جنيهًا حتى يستطيع أن يعيش، ومات في حالة اكتئاب.
أما الفنانة فاطمة رشدي، بطلة فيلم "العزيمة"، فعاشت في آواخر أيامها في لوكاندة شعبية في وسط البلد، وعندما علم الراحل فريد شوقي بذلك بكى وذهب لها وقبل يدها واستطاع أن يخصص لها شقة من الدولة، ولكنها ماتت قبل أن تسكنها.
بينما كانت الفنانة زينات صدقي تعيش في بيت قديم ولم يكن يعلم أحد أنها حية، عندما قرر الرئيس الراحل السادات تكريمها فبحث عنها صحافي في "روز اليوسف" وقامت بتأجير ملابس لحضور الحفلة وعندما علم الرئيس السادات بحالتها خصص لها معاشًا.
وتأتي الفنانة ميمي شكيب لتكون هي الأخرى ضحية لعدم حسابها للزمن، ففي آواخر أيامها لم تكن تجد مالًا لتأكل به وعاشت أيام صعبة وتم توريطها في قضية مخلة بالشرف وهي بريئة منها، حتى استطاعت الفنانة الكبيرة الراحلة نجوى سالم أن تقف بجانبها وتثبت براءاتها حتى ماتت هي الأخرى مفلسة.