إذا قمت بزيارة للشقق السكنية الخاصة بدوق أوميل بقصر «دي شانتلي» الواقع خارج باريس؛ سيتوارد إلى ذهنك التصاميم الداخلية للقصور الفرنسية في القرن الثامن عشر. فالغرف تتميز بالفخامة بجدرانها الأرجوانية المغطاة بألواح خشبية، والأثاث مرصع بالحلي، والأرضيات من باركيه فرساي، والمراجل منحوتة بشكل رائع، ناهيك عن الآلات الموسيقية وأدوات الحديقة.
يبدو كل شيء بالغ الروعة على الرغم من أن هذه الغرف قد أعيد بناؤها في القرن التاسع عشر، لكن المحزى في الأمر أن هذا الديكور الرائع مرتبط بمأساة، وفي عام 1930، ورث دوق أومالي، أحد الأبناء الثمانية للملك لويس فيليب دورليان، حكم البلاد بينما لم يتعد عمره الثامنة بعدما جرى إطلاق النار على الوريث الشرعي من قبل فرقة إطلاق النار بأمر من نابليون بونابرت. التحق الدوق الشاب بالمدرسة في باريس واختار العمل في الجيش، وشارك في حملات عسكرية في الجزائر.
وفي عام 1844، تزوج الدوق من ابنة عمه ماري كارولين، ابنة الأمير سارلينو وحفيدة ماري أنطوانيت، وقام باستئجار مصمم الديكور العصري المعني بقصور البلاط الملكي أوجيني لامي ليتولى التصميمات الداخلية للشقق الخاصة القديمة بالطابق الأرضي بأحد أجنحة القصر.
اقرأ أيضا:ديكورات إندونيسية في قصر إلين دي جينيريز
اندلعت الثورة عام 1848 وسقط النظام الملكي ليجبر الدوق وعائلته على الحياة في المنفى في إنجلترا (مع أثاثهم لحسن الحظ)، في حين بيع قصر «شانتلي»، حيث لم يستطع الدوق العودة إلى فرنسا طيلة 20 عاماً حتى سقطت الإمبراطورية الثانية عام 1870 عندما أطيح بنابليون الثالث. وفي الوقت نفسه توفيت زوجة الدوق وابنه الأكبر في إنجلترا. عاد الدوق إلى فرنسا ليشهد وفاة ابنه الأصغر نتيجة لإصابته بمرض خطير. استعاد الدوق ملكية القصر، وقام بإعادة تجديد وتأثيث الغرف الخاصة القديمة بأثاثها الأصلي وأعادها إلى ما كانت عليه في البداية في أربعينات القرن التاسع عشر.
وبحسب ماثيو ديلوك، أمين متحف «كوند» بقلعة شانتلي، فقد «باتت هذه الشقق الخاصة قبره»، كما أطلق عليها الدوق، مضيفاً أن «الدوق راعى وضع قطع الأثاث في مكانها القديم»، وفي النهاية، قرر الدوق توريث القلعة لـ«معهد فرنسا» بعد وفاته لضمان الحفاظ على الديكور ومجموعات الأثاث بالقلعة وعرضها على الجمهور. وبعد وفاته عام 1897، أغلقت الغرف الخاصة واستمرت مغلقة حتى عام 1990.
وحالياً، يتولى ماثيو ديلوك الإشراف على عمليات التجديد الكاملة لكافة محتويات الغرف الخاصة في مشروع يستغرق عاملين بتكلفة 2.5 مليون يورو (2.8 مليون دولار). تضمنت عمليات الترميم والتجديد إزالة الطلاء المتكرر على الجدران التي تعود للقرن التاسع عشر، وإصلاح السقوف المطلية بالذهب، وإعادة تركيب ستائر وأقمشة وتنجيد بعض قطع الأثاث، وبالفعل افتتحت الشقق القديمة في فبراير (شباط) الماضي.
قد يهمك أيضا:"قصر السراب" في أبو ظبي أفضل فندق بالعالم لصور "إنستغرام"
الممثلُ الأمريكي نيكولاس كيج يُخفق في بيع أحد قصـوره الفخـمة