كشفت دراسة حديثة، أن أصحاب الشعر الأحمر أكثر عرضة للإصابة بأمراض "باركنسون"، حيث توصل العلماء إلى أن نفس الجين الذي يجعل الأشخاص أصحاب الشعر الأحمر، معرضين للإصابة بـ"سرطان الجلد" يجعلهم أيضا عرضة للإصابة باختلال دماغي قاتل.
وتتلخص الحقيقة التي تؤكد ذلك، في تحور الجين الذي يخلق الشعر الأحمر "mc1r"، والذي يجعل الجلد أكثر عرضة لأضرار أشعة الشمس، يؤثر أيضا على المواد الكيميائية في الدماغ، وبينما يتقدموا في العمر، يقلل جين "mcr1 " كمية الدوبامين "هرمون الحب"، الذي يصدر من أجزاء معينة في الدماغ، والدوبامين ضروري لمهاجمة السموم التي تؤدي إلى بداية أعراض مرض "باركنسون".
وتتوافق النتائج التي نشرت من قبل مستشفى ماساتشوستس العام، مع الاعتقاد السائد بأن الذين يعانون من "شلل الرعاش"، لديهم خطر أقل للإصابة بجميع السرطانات باستثناء "سرطان الجلد"، وفي المقابل فإن مرضى "سرطان الجلد" لديهم مخاطر عالية للإصابة بـ"شلل الرعاش".
وركز الدكتور زيجون تشن، على كيفية تأثير الجينات المرتبطة بـ"سرطان الجلد" والدماغ من خلال تحليل هذا الرابط بين الحالتين، واهتم فريق البحث بالمادة السوداء، وهي منطقة من الدماغ التي يشار إليها عادة باسم "نقطة الصفر" لمرض "باركينسون"، وعلى وجه التحديد، كانوا يبحثون عن كيفية يوثر جين "MCR-1" على الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين، والتي تكون مصابة في مرضى "الشلل الرعاش".
ووجد العلماء أن الفئران الذين كانت لديهم جينات مرتبطة بـ"سرطان الجلد" كان لديها خلايا عصبية منتجة للدوبامين أقل عن غيرها من الفئران، وعانت من الانخفاض التدريجي في الحركة وانخفاض مستويات الدوبامين عند التقدم في العمر، وأكثر حساسية للمواد السامة التي تضر الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين.
وبدأ كل ذلك يتفاقم إلي توتر تأكسدي -وهي عملية الصدأ الطبيعية التي تحدث في الجسم مع مرور الوقت، وهذا الاكتشاف يمكن أن يمهد الطريق لعقار جديد يستهدف البروتين في مرضى "الشلل الرعاش"، وأكد الدكتور تشن، أيضا أن هذا ينبغي أن يدفع أصحاب الشعر الأحمر للتحقيق في عوامل الأخطار المرتبطة بالمرض.