أدعى علماء في دراسة حديثة أنه يمكن للحرير أن يُساعد في إصلاح أجزاء الحبل الشوكي التالفة، عن طريق إنتاج مواد تعمل بمثابة "سقالة" لدعم هذه الأجزاء، ووجد فريق من الباحثين البريطانيين أن الحرير المعقم الناتج من حشرات "العثث" له خصائص مناسبة تمامًا لإصلاح العمود الفقري.
وهناك نسخة معدلة من المواد خفيفة الوزن يمكن أن تدعم نمو الأعصاب في المناطق المتضررة، وفقًا للباحثين، إذ قال الدكتور فريتز فولراث، من جامعة أكسفورد، إن النتائج هي "الأكثر أهمية وإثارة للاهتمام" التي أجريت على أهمية الحرير حتى الآن.
ويعتقد فولراث وفريق من الباحثين في جامعة أبردين، أن مشتقات الحرير يمكن أن تساعد على التجدد الطبيعي لإصابات العمود الفقري الكبرى، وتفيد الإحصائيات أن نحو 50 ألف شخص في المملكة المتحدة أصيبوا بجروح خطيرة في العمود الفقري، في حين تشير الإحصائيات أيضًا إلى وجود نحو 250 ألف مصابون في الولايات المتحدة.
وأوضح كاتب الدراسة، الدكتور وينلونغ هوانغ، من جامعة أبردين: "يمكن لنتائج الدراسة أن يكون لها آثارًا مدمرة على الناس الذين يعانون من مشاكل العمود الفقري"، مضيفًا أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى فقدان وظيفة الحسية والحركية تحت مستوى الإصابة، في المثانة والأمعاء ويتسبب في مشاكل وعجز جنسي، ولا يوجد حاليًا أي علاج لصدمات خطيرة لأن الأعصاب لا يمكنها عبور حاجز الأنسجة وتشكيل تجويف في العمود بعد الإصابة.
واكتشف الفريق أن حرير "أنتيرايا بيرني" المعدل له خصائص هامة مرغوب فيه يمكن أن تكون بمثابة "سقالة" لإصلاح العمود الفقري، وقد استمدت النتائج التي توصلوا إليها، والتي نشرت في مجلة التقارير العلمية، من اختبارات طبق بتري على خلايا الفئران.
وأضاف الدكتور هوانغ: "إذا كنا نستطيع العمل لإيجاد حل، مثل استخدام حرير "أنتيرايا بيرني"، لتحسين حياتنا ولو قليل فمن المفيد القيام بذلك"، متابعًا "لا يزال الوقت مبكرًا لمزيد من الدراسات القائمة، ولكن يبدو بالتأكيد أنها تُظهر أن حرير "أنتيرايا بيرني" لديه خصائص رائعة مناسبة خاصة لإصلاح العمود الفقري."
ومن خصائص حرير "أنتيرايا بيرني" أنه يتحلل تدريجيًا مع مرور الوقت، وهذا يعني، بعد أن يدعم النمو المبكر للأعصاب عبر موقع الإصابة المواد سيذوب.