لامست الإصابات المؤكدة بفيروس "كورونا" المستجد مليوني حالة حول العالم، وكانت مواقع عدة قد أعلنت تجاوز الإصابات حاجز المليونين، ثم عادا وأعلنا أن الرقم يقترب تماما من المليونين، لكنه لم يتجاوزه بعد، وبدأ تفشي الفيروس الذي لقبته منظمة الصحة العالمية بـ"عدو البشرية" أواخر ديسمبر الماضي، ثم انتقل لاحقا إلى مختلف أنحاء العالم.
ومساء الاثنين، سجلت الولايات المتحدة وفاة 1509 أشخاص من جراء الفيروس خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية تناهز تقريباً تلك المسجّلة في اليوم السابق (1514 وفاة)، وأظهرت بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز التي تعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس، أن وباء كوفيد-19 حصد حتى اليوم أرواح 23.529 شخصاً في الولايات المتحدة، البلد الأول عالمياً من حيث عدد المصابين بالفيروس الفتاك، وكذلك أيضاً من حيث عدد ضحاياه، وتم، إجمالا، تشخيص ما يقرب من 600 ألف حالة إصابة بمرض كوفيد-19 في الولايات المتحدة، وفقًا للأرقام التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز.ويوجد في إسبانيا 170 ألف مصاب بالفيروس، بينما تضم إيطاليا نحو 160 ألفا، مع وجود عدد كبير من الحالات في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والصين.
وفي تقريرها اليومي قالت وزارة الصحة الصينية، الثلاثاء، إنها سجلت أمس 89 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، مقابل 108 حالات في اليوم السابق، وذكرت لجنة الصحة الوطنية أن 86 من الحالات الجديدة لأشخاص جاءوا من الخارج، انخفاضا من 98 في اليوم السابق.وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية في وقت سابق إن 79 من الحالات الوافدة كانت في إقليم شمال شرقي البلاد، متاخم لحدود روسيا، وارتفع بذلك العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بكورونا في الصين إلى 82249، في حين استقر عدد الوفيات عند 3341 دون تسجيل أي وفاة جديدة، أمس.
ورغم رقم المليونين، وفي خضم المعركة العالمية مع فيروس كورونا، تلوح نقاط مبشرة أبرزها غياب نقاط ساخنة جديدة في الولايات المتحدة، أو في أي مكان آخر بالعالم، مما يترك قدرا من التفاؤل بشأن الجهود العالمية لمجابهة المرض، حتى إن ظلت عودة الحياة إلى طبيعتها أمرا غير محتمل في القريب العاجل؛ أما سبب تأخر العودة المرتقبة للحياة الطبيعية فيمكن في أن المسؤولين حول العالم يتعاملون بحذر إزاء أن يؤدي إيقاف سلوكيات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، إلى افساد التقدم الذي تم تحقيقه "بشق الأنفس".
بيد أن هناك مؤشرات على أن بعض البلدان تتطلع إلى هذا الاتجاه. وقد سمحت إسبانيا بالفعل لبعض العمال بالعودة إلى وظائفهم، وخففت المنطقة الأكثر تضررا في إيطاليا من قيود الإغلاق، كما لم تتحقق "التنبؤات السوداء" بشأن تفشي الفيروس بشراسة على نحو متساو مع نيويورك في أجزاء أخرى من الولايات المتحدة.وفي ألمانيا ستعقد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي حثت على اتباع نهج حذر في أي تخفيف للقيود، مؤتمرا بالفيديو مع الحكام الإقليميين، الأربعاء، بعد أن دعا حاكم الولاية التي تعاني من معظم الإصابات إلى "خارطة طريق" للعودة إلى وضعها الطبيعي.
ترامب يجيب على السؤال الأهم
أجاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، على عدد من الأسئلة المهمة بشأن تعامل بلاده مع تطورات أزمة فيروس كورونا، وخطة إعادة فتح البلاد، وقال ترامب، خلال مؤتمره اليومي بشأن تطورات الأزمة، "نحن قريبون جدا من الانتهاء من خطة لإعادة فتح البلاد.. ونأمل ان يكون هذا قبل الموعد المقرر".وأوضح الرئيس الأميركي أن الجميع سيعرف، خلال الأيام القليلة المقبلة، الموعد الذي يريده لإعادة فتح البلاد، وكان ترامب قد أعلن سابقا أنه يريد إعادة الولايات المتحدة للحياة الطبيعية بالتزامن مع عيد الفصح، لكن أمنيات الرئيس الأميركي لم تتحقق بسبب الزيادة المطردة في حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وأظهر إحصاء، جمعته رويترز، أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة من جراء فيروس كورونا المستجد تجاوز 23 ألفا، الاثنين، بينما قال مسؤولون إن المرحلة الأسوأ ربما انتهت، وإن التفشي قد يبلغ ذروته هذا الأسبوع، وسجلت الولايات المتحدة، ثالث أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، أكبر عدد من الوفيات بسبب مرض كوفيد-19 الذي يسببه الفيروس بين دول العالم.
وفي هذا الصدد أشار ترامب، خلال المؤتمر الصحفي، إلى أن عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا في الولايات المتحدة بات شبه ثابت، وذلك بعد أيام من الارتفاع المستمر.كما أعلن الرئيس الأميركي أنه يريد اتخاذ قرار بشأن رفع قيود السفر مع أوروبا "في الوقت الصحيح"، وقال إنه سيتخذ قرارا قبل نهاية هذا الأسبوع بشأن التمويل الأميركي لـمنظمة الصحة العالمية، التي وجه له اتهامات سابقا بالتقاعس، و"الانحياز" إلى مواقف الصين في أزمة كورونا.كما أعاد الرئيس الأميركي التأكيد على أنه اتخذ قرار إغلاق البلاد "في الوقت المناسب"، قبل حدوث وفيات بالفيروس على الأراضي الأميركية، في رد مبطن على انتقادات بشأن تهوينه سابقا من خطورة الوباء.
وتفرض السلطات الأميركية منذ أسابيع قيودا واسعة ألزمت الناس في مناطق كثيرة من البلاد بالبقاء في بيوتهم لكبح انتشار الفيروس، مما سبب أضرارا اقتصادية فادحة، وبدأ المسؤولون والمشرعون يناقشون متى قد يتم البدء في إعادة فتح بعض القطاعات، وبلغ إجمالي الإصابات في الولايات المتحدة حوالي 570 ألفا حتى اليوم الاثنين، بينما بلغ إجمالي الإصابات المسجلة في أنحاء العالم أكثر من 1.8 مليون.
29 وفاة بـ"كورونا" في بلد أوروبي والرئيس يُكذِّب حكومته
في واقعة غريبة من نوعها، ربما تحدث للمرة الأولى في ظل أزمة كورونا التي تروع العالم منذ أسابيع، أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الاثنين، أن بلاده لم تسجل أي وفاة بسبب كوفيد-19، رغم إعلان حكومته وفاة 29 مصاباً بفيروس كورونا المستجدّ لغاية اليوم، ومطالبة منظمة الصحّة العالمية مينسك، بفرض تدابير حجر لاحتواء الوباء.وفي تصريح نشرته الرئاسة على موقعها الإلكتروني قال لوكاشينكو خلال اجتماع رسمي إن "الناس خائفون لذلك أريد أن أقول لهم التالي: في بلدنا، لم يتوف أي شخص بفيروس كورونا المستجد"، وأضاف "لقد توفوا بسبب أمراض مزمنة يعانون منها"، من بينها "القصور القلبي" و"القصور التنفسي والرئوي" ومرض السكري.
ويعتبر مرضى القلب والسكري من بين الأكثر هشاشة تجاه كوفيد-19، ولديهم قابلية عالية لأن تظهر عليهم أخطر أعراض المرض، وتتضارب هذه التصريحات مع الأرقام التي نشرتها الحكومة، التي أعلنت فيها وجود 2929 إصابة، و29 وفاة بسبب الفيروس، ونصح لوكاشينكو مواطنيه بنصائح عدة منها استخدام "السونا" والعمل في الحقول، معتبراً ذلك علاجاً فعالاً لمرض كوفيد-19.والسبت، حذر خبراء منظمة الصحة العالمية سلطات بيلاروسيا من أن وباء كوفيد-19 يسجل "انتشاراً سريعا" في البلاد. وأوصت المنظمة مينسك بإقرار تدابير حجر، وتأجيل الفعاليات الجماهيرية والرياضية؛ لكن الرئيس قال إنه يعطي الأولوية للاقتصاد الهش، معتبراً أن البلد لا يحتمل فرض تدابير حجر، وفق ما نقلت "فرانس برس".
قــــــــــــــد يهمك أيـــــــــــــضًأ :
علماء يرجّحون اكتساب الأوروبيين مناعة قوية ضد فيروس "كورونا"
تعرف على قصة عجوز إيطالي نجا من سرطان الرئة ليموت بـ"كورونا"