الجذام مرض معدي مزمن يصيب الإنسان وتسببه بكتيريا المتفطرة الجذامية، يمكن أن يؤثر المرض على الجلد والأغشية المخاطية وبعض الأعصاب المحيطية الموجودة في اليدين والقدمين والعينين وبعض أعصاب الجلد، في الحالات الشديدة التي لم تخضع للعلاج، قد يؤدي الجذام إلى فقدان الإحساس والإصابة بشلل عضلي في اليدين والقدمين إضافة إلى التشوه والعمى. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، هناك ما يقرب من 208000 شخص في جميع أنحاء العالم مصابون بالجذام معظمهم في إفريقيا وآسيا.
ويُعرف الجذام أيضًا باسم مرض هانسن نسبة إلى اسم العالم الذي اكتشف المتفطرة الجذامية في عام 1873.
نُطلعك على اسباب وأنواع وأعراض والعلاجات المتاحة لمرض الجذام، في الموضوع الآتي:
أسباب مرض الجذام
ينتج الجذام عن نوع من البكتيريا بطيئة النمو تسمى المتفطرة الجذامية، ورغم أن الجذام مرض معدي، إلا أنه ينتقل بالعدوى إلا بالتعرّض المباشر والمتكرر لإفرازات الأنف والفم من شخص مصاب بالجذام غير المعالج. كما أن الاتصال الجسدي الوثيق مع شخص مصاب ضروري لنقل مرض الجذام، لكنه لا ينتقل عن طريق الاتصال العارض مثل المصافحة أو المعانقة أو الجلوس بجانب شخص مصاب، كما لا ينتقل بالاتصال بالعلاقة الزوجية أو من الأم إلى جنينها.
أعراض الجذام
تعتمد الأعراض المحددة (كما طرق العلاج) على نوع الجذام، إذ يؤثر الجذام في المقام الأول على الجلد والأعصاب المحيطية خارج الدماغ والحبل الشوكي، وقد يصيب الجذام أيضًا العين والأنسجة التي تبطن الأنف من الداخل.
والعارض الرئيسي للجذام هو البقع الجلدية شاحبة اللون أو النتوءات التي لا تزول بعد عدة أسابيع أو أشهر، ونتيجة لتلف الأعصاب أسفل هذه البقع والنتوءات؛ وقد يؤدي هذا إلى فقدان الأحساس في الذراعين والساقين وضعف العضلات.
وفترة الحضانة لمرض الجذام عادة ما تستغرق من 3 إلى 5 سنوات بعد ملامسة البكتيريا المسببة للجذام، مما يجعل من الصعب تحديد متى وأين أصيب الشخص تحديدًا بالجذام.
أنواع مرض الجذام
يُصنّف الجذام تقليديًا إلى نوعين رئيسيين، السلي والجذام الورمي، ويعتمد التصنيف على عدد ونوع تقرحات الجلد التي يعاني منها المريض.
-الجذام السلي
وهو شكل خفيف من الجذام يُعد أقل خطورة، إذ يعاني مرضى الجذام السلي من عدد محدود وبكتيريا قليلة نسبيًا في الجلد والأعصاب، بينما يتميز الجذام السلي ببضع بقع جلدية مسطحة أو مرتفعة قليلاً بأحجام مختلفة تكون فاتحة اللون أو حمراء قليلاً وجافة وخدرة عند لمسها بسبب تلف الأعصاب تحتها. فيما يُعدُّ الجذام السلي أقل عدوى من الأشكال الأخرى.
-الجذام الورمي
وهو الشكل الأكثر شدّة من المرض، حيث يعاني مرضى الجذام الورمي من انتشار المرض وأعداد كبيرة من النتوءات والطفح وسماكة العديد من الأعصاب المحيطية، وفي بعض الأحيان تحدث إصابة أعضاء أخرى، مثل العين والأنف والعظام، وهو أكثر عدوى من نوع الجذام السلي.
- الجذام الحدودي
يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من الجذام من أعراض كلا الشكلين السلي والجذامي.
طرق علاج الجذام
لسنوات طويلة في الماضي كان الجذام يُعتبر مرضاً غامضًا مرتبطًا بنوع من أنواع اللعنة، وكان الأشخاص المصابون بالمرض يتم عزلهم، لكن اليوم يوجد علاج فعّال ويمكن الشفاء من المرض، ففي العقدين الماضيين تمَّ علاج 16 مليون شخص مصاب بالجذام حيث توفر منظمة الصحة العالمية العلاج المجاني لجميع المصابين بالجذام.
ويعتمد العلاج على نوع الجذام، بينما تستغرق فترة العلاج بين 6 اشهر إلى عامين، ويُستخدم العلاج متعدد الأدوية (MDT) الذي يجمع بين المضادات الحيوية لعلاج العدوى، ولكن لا تستطيع المضادات الحيوية علاج تلف الأعصاب المرتبط بالجذام.
مضاعفات الجذام
إذا لم يخضع مريض الجذام للعلاج، يمكن أن يتسبب المرض في تلف الجلد والأعصاب والذراعين والساقين والقدمين والعينين بشكل دائم نتيجة تلف الأعصاب المحيطية، ويمكن أن يؤدي تلف الأعصاب إلى فقدان الإحساس بشكل خطير، حيث قد لا يشعر المصاب بالجذام بالألم عند إصابته بجروح أو حروق أو أي إصابات أخرى في يديه أو ساقيه أو قدميه
ويمكن أن تشمل مضاعفات الجذام ما يلي:
- التهاب القزحية وقد يتطور إلى العمى أو الجلوكوما؛
- تساقط الشعر؛
- تشوه الوجه نتيجة تورم أو ظهور كتل غير مؤلمة على الوجه أو شحمة الأذن وفقدان الرموش والحواجب؛
- ضعف العضلات الذي يؤدي إلى قِصر أصابع اليدين والقدمين أو عدم القدرة على ثني القدم؛
- نزيف في الأنف وانسداد مزمن في الأنف نتيجة تلف الأعصاب؛
- العقم و ضعف القدرة على إقامة علاقة زوجية عند الرجال.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
قلة النوم المزمنة تُقلل من قوة المناعة وتضعف الاستجابة للقاحات ضد الأنفلونزا والتهاب الكبد
5 نصائح لتقليل أعراض التهاب البنكرياس منها الإقلاع عن التدخين