:يبدو أن مهرجان كان السينمائي 2019 في دورته الـ72 حظي بسلسلة من المفاجآت إلى جانب العودة إلى الاحتفاء بنجوم سابقين فازوا بجوائز من المهرجان من قبل، فلقد حقق فيلم المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون «طفيلي» المفاجأة وفاز بالسعفة الذهبية، ليصبح أول كوري جنوبي ينال المكافأة الكبرى.
ويرى النقاد أن سبب فوز الفيلم بالجائزة قدرته على مزج ما هو اجتماعي وفكاهي وحتى سياسي، كما أنه كشف للجمهور الجزء الاجتماعي غير المرئي في المجتمع الكوري الجنوبي، وتنافس المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون مع مخرجين عالميين كبار بينهم البريطاني كين لوتش والمخرجان البلجيكيان الأخوان داردان، اللذان فاز فيلمهما «أحمد الصغير» بجائزة أحسن إخراج، والمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار الذي اعتقد الجميع بأن فيلمه «الألم والمجد» سيكون الأقرب للجائزة ومع ذلك حصل بطله أونطونيو بانديراس على جائزة أحسن ممثل؛ وربما هذا يفسر ما قاله رئيس لجنة التحكيم المخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليس إينياريتو قبل بداية الإعلان عن اسم الفائز بالسعفة الذهبية، إن هذه الجائزة لا تعني اختيار كل العالم، وإنما هي «تعكس رأي ستة أشخاص فقط» في إشارة إلى عدد أفراد لجنة التحكيم. وجاءت كلمته كتوضيح منه على الضجيج الإعلامي، الذي سبق إعلان النتائج، حول المخرج الأجدر بجائزة السعفة الذهبية.
اقرا ايضاً:
إعلان صاحب السعفة الذهبية والجائزة الكبرى في مهرجان كان
ويبدو المخرج أن الفلسطيني إليا سليمان صاحب فيلم «إيد إلهية» الذي عرض في كان من قبل أنه اعتاد التكريم في كان فلقد حصل على الجائزة الخاصة من مهرجان كان عن فيلمه «لا بد أن تكون هي الجنة»، الفيلم العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية الذي تم وصفه من قبل النقاد بأنه لوحة تجريدية، يسافر من خلالها المشاهد داخل نفس وقلق الإنسان الفلسطيني في الداخل والخارج. وفضل فيه بطل الفيلم، وهو المخرج نفسه، الصمت، محاولا إيجاد إجابات للعديد من الأسئلة. ونالت الجائزة الكبرى في المهرجان الفرنسية - السنغالية ماتي ديوب (36 عاما) عن فيلمها «أتلانتيك» الذي يتطرق إلى مصير المهاجرين والشباب في دكار بأسلوب يجمع بين السياسة.
وحصد فيلما (البؤساء) للفرنسي لادج لي و«باكوراو» للبرازيليين كليبير مندونسا فيليو وجوليانو دورنيليس مناصفة جائزة لجنة التحكيم.
وفيلم البؤساء يمزج بين الرواية الشهيرة للكاتب الفرنسي فيكتور هوجو إلى جانب رصد الأحداث التي تدور في الأيام الأولى لدخول الشرطي بنتو (داميان بونار) وحدة مكافحة الجريمة بعد فوز المنتخب الفرنسي في كأس العالم لكرة القدم صيف 2018. بينما يستعرض فيلم «باكوراو» بين ظاهرة غريبة تشهدها قرية باكوراو المتخيلة في منطقة سيرتاو القاحلة والفقيرة في شمال شرق البرازيل مستخدما أسلوب الويسترون والفانتازيا. وحصدت جائزة أحسن سيناريو المخرجة الفرنسية سيلين سياما بفيلمها «بورتريه» (بورتريه شابة تحترق)، عن الحياة المثلية لامرأتين في القرن الثامن عشر.
ونال الشقيقان لوك وجان بيار داردين جائزة أفضل إخراج عن فيلم «أحمد الصغير» لتكون بمثابة الجائزة الثالثة بعد أن فازا بسعفتين ذهبيتين من قبل ، وتوج الفيلم أيضا بفوز الأمريكية الإنجليزية إميلي بيتشام بجائزة أفضل ممثلة في المهرجان عن دورها في فيلم «أحمد الصغير».
وفاز فيلم «حياة غير مرئية» للمخرج البرازيلي من أصل جزائري كريم عينوز، بجائزة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي. بعد المنافسة مع 18 عملا، منها فيلما «بابيشا» للمخرجة الجزائرية منية مدور و«آدم» للمغربية مريم التوزاني. عن قصة شقيقتين في الخمسينات، عاشتا في عمر الشباب حياة مشتركة في البرازيل إلى أن فرق بينهما يوما القدر، وتعملان جاهدتين في ما بعد على تجديد اللقاء بينهما.
قد يهمك ايضاً:
كارول سماحة على السجادة الحمراء لـ مهرجان كان السينمائي الدولي