تكثر الخلافات بين الكنة والحماة، وتتعدد أسبابها ويحتار الكثير عن سببها، بالرغم من أن الكنة تكون إنسانةً جيدةً ومحبوبةً من قبل الناس، والحماة أيضاً تكون محبوبةً من قبل الآخرين، ولكن مع بعضهما البعض تبدأ الكوارث، ونعود ونسأل أنفسنا ما هي اسباب الخلافات بين الحماة والكنة؟، هناك الكثير من الناس يعتقد أن هذا الخلاف أزليٌّ ومحتمٌ بين الكنة والحماة، وهو لايعود إلى أن إحداهما سيئةٌ، ولكنه يعود إلى سوء التفاهم بينهما، ولانستطيع أن نلوم أية واحدةٍ منهن فكلنا كنةٌ وكلنا حماةٌ، والشيئ الذي علينا التفكير فيه هو ماهية تفكير كل واحدةٍ منهن.
تبدأ الكنة حياتها الزوجية بالتفاؤل والآمال والأحلام الوردية التي كانت تدور في رأسها قبل الزواج، وعندما يتم الزواج تحاول تنفيذ ما كانت تحلم به مع زوجها وتحاول بناء حياتها الخاصة كما تراها هي وزوجها، إن كان من تأثيث منزلها الخاص، وتربية أطفالها كما تحب وطريقة طهيها للطعام، ويبدأ الزوج بحصر اهتماماته بزوجته وبيته، وأولاده الذين سيرزق بهم، ويبتعد قليلاً عن أمه وعائلته أو على الأقل هذا ما تشعر به الحماة، وهنا يكمن السر.
تبدأ مشاعر النقص والغيرة عند الحماة، وتتطور هذه المشاعر إن وجدت من يغذيها، ويبدأ الصراع بينهما، وكلتاهما يصارعان على حقٍ لهما، وتختلف شدة الخلافات من بيتٍ لآخر فهناك بعض الحموات مثلاً يبدئن بدس الدسائس على كنتها وبعضهن ينتهي بهن المطاف بالتسبب بطلاق الكنه، وبعضهن لايكتفين بذلك فقد تصل بهن الأمور بضرب الكنة المسكينة، وخصوصاً إن كانت بعيدةً عن أهلها وزوجها المسكين لايحب أن يصل إلى غضب أمه عليه فغضب الوالدين معصيةٌ كبيرةٌ عند الله تعالى، وفي منازل أخرى تكون الكنة هي اللئيمة التي تبعث الفتن بين زوجها وأهله وأمه وأخوانه، ويكون مسعاها أن تستحوذ عليه وتبعده عن أهله من باب أنها لاتريد المشاكل معهم.
ولكن يا صديقتي وبعد كل تلك الأشياء التي ذكرتها لك من قبل، سأبدأ بروايتي الخاصة فأنا كنةٌ وسأكون حماةً في يومٍ ما، وسأخبرك عن تجربةٍ شخصيةٍ بأنه لا مقياس في هذه العلاقة فقد شابت علاقتي بحماتي الكثير من المشاكل مرةً مني ومرةً منها، ولكن وفي كل مرةٍ وقفت وسألت نفسي عن سببها ويكون جوابي لا أعرف، لأنها تكون أسباباً تافهة فقط لكي نخلق المشاكل، وبدأت علاقتي بزوجي بالتراجع وأصبحت تزيد المشاكل بيننا بسبب مشاكلي مع والدته وقد وصلت بي الأمور بالتفكير أن أترك منزلي وطفلي.
ووقفت مع نفسي للحظةٍ وفكرت، ما هي الدنيا و ما هي هذه المشاكل التافهة التي ستدمر حياتي وتسلبني زوجي الذي أحب وطفلي فلذة كبدي، فهي ومهما طالت الأيام ضيفةٌ على هذه الدنيا والكبير بالعمر يصبح كالصغير يحتاج لمن يرعاه ويهتم به، فلما أضع نفسي بمواقف تافهةٍ معها وأنا أستطيع أن أكسبها بصفي بكل الأحوال، واخفف عن زوجي وعن نفسي، وأن أجعل حياتي كما أتمنى، وأغض النظر عن أفعالها وأكون الوعاء الكبير الذي يتسع للصغير وأعاملها كما أتمنى أن تعاملني كنتي بالمستقبل، فكما تدين تدان.
فلذلك ياصديقتي العزيزة الحياة أهم بكثيرٍ من أن نهدرها بالمشاكل التافهة الغبية التي تنغص علينا حياتنا، حاولي أن تتعايشي معها، واطلب من كل حماةٍ قرأت هذا المقال، ان تعامل كنتها وكأنها ابنةٌ لها، وأقول لها انت كنت كنةً وابنتك كنةٌ وتعرفين شعور الكنة وكيف تكسبها حماتها، فحافظوا على عائلتكم متماسكةً وجميلةً.