الأسبارتام، السكرين، أسيسولفام البوتاسيوم، السكرالوز، الدكستروز، الستيفيا... خيارات لا تعدّ ولا تُحصى أمام محبّي الحلويات الذين يرغبون في خفض كميات السكر التي يستهلكونها. لكن ما هي الأنواع البديلة للسكّر التي يمكن الوثوق بها بالفعل؟ وحدهم الاختصاصيّون يمكنهم الإجابة عن هذا السؤال.
قبل كلّ شيء، كفّي عن تشويه سمعة السكّر، أكان "المكرّر" المتوفّر على شكل مكعبات الذي نتناوله مع الشاي أو القهوة، أو الموجود في المشروبات الغازية، أو في العسل، فكما يفسّر عالم الأحياء Jean-François Bézot: "كلّ هذه الأنواع تندرج في إطار السكر السريع الهضم الذي يسبّب ارتفاعاً كبيراً في معدّلات السكّر في الدم، وهو المسؤول، في حال تناوله بكثرة، عن كلّ الاضطرابات التي نواجهها في أيامنا هذه: داء السكري، السمنة، الشيخوخة المبكرة، وأمراض القلب والأوعية الدموية".
لكنّ السكّر يتمتّع أيضاً بسحرٍ خاصّ! ففي الصباح، يحفّز إفراز هرمون النورابينفرين الذي يساعد على الشعور بالسعادة والراحة التامة. أمّا في المساء، فيدخل السكر في حالة منافسة مع هرمون السيروتونين المسكّن والمهدّئ الذي يحضّر الجسم للنوم. لذا، لا ينبغي تناوله بعد الساعة الخامسة مساءً (حتى السكر الموجود في الفاكهة)، بل الاستعاضة عنه بالسكر البطيء الهضم (الأرز، المعكرونة، الحبوب الكاملة، البقوليات...). يجب أن تدركي أنّ الجسم يعتاد تدريجياً على استهلاك السكّر، وبالتالي يصعب على الأشخاص الامتناع عن تناوله، وقد ابتكرت المحلّيات الاصطناعية خصيصاً لهذه الفئة من الناس.
سترة نجاة... ولكن لا يمكن الوثوق بها كليّاً
هذه الأقراص الصغيرة (أو البودرة) التي تمنح مذاقاً حلواً للمشروبات أو قالب الكيك، لا تخلو من المساوئ. قد تزيد تعلّقكِ بالطعم الحلو، وتؤدّي في بعض الأحيان إلى ارتفاع معدّل السكر في الدم... لا بل أنّ بعض الحملات تشنّ ضدها وتعتبرها مواداً مسرطنة. في السبعينيّات، أطلقت فرضيّات تقضي بأنّ السكرين يسبّب سرطان المثانة. أجريت دراسة على فئران في المختبر، فتمّ تزويدها يومياًّ بكميات من السكرين تفوق وزنها بمرّات عدّة! لكنّ هذه الكميات بعيدة كلّ البعد عن تلك المستهلكة عادةً، وتفوق بمئة مرة الكميات المعقولة التي يمكن لمحبي الحلويات تناولها... كذلك الأسبارتام، التي سمح باستخدامها منذ العام 1975، طاولتها الكثير من الشائعات المثيرة للقلق التي تم تبادلها بشكل خاص عبر الإنترنت... في الواقع، كما يقول البروفيسور David Khayat: "لو كانت هذه المواد مسرطنة بالفعل، لكنّا أيقنّا ذلك بعد مرور كلّ تلك السنين!"
سكرّيات زائفة... ومعلومات صحيحة
يفسّر الطبيب Jean-Claude Rodet: "هناك عدّة أنواع من المحلّيات، منها مواد طبيعيّة، متوفّرة بكميات محدودة في النباتات (البتولا، نشاء الذرة، رماد الجبل...)، وهي تندرج ضمن أصناف البوليول: سوربيتول، إكسيليتول، المالتيتول... إيجابياتها أنّها لا تسبّب التسوّس ولا حتّى ارتفاع معدّل السكّر في الدم. سلبيّاتها هي أنّها تسبّب الإسهال عند الإفراط في تناولها! على أيّ حال، يبقى من المهم تعلم كيفية التعرف إلى هذه المواد من خلال قراءة الملصقات جيداً وفهم خصائصها.
السكرين: يعدّ السكرين أشهر وأقدم بديل للسكّر، بحيث اكتشفه أحد علماء الكيمياء في العام 1879. إيجابياته هي قدرته على منحكِ طعماً حلواً أقوى بحوالي 350 مرّة من السكّر، كما أنّه لا يتسبّب بارتفاع كبير في معّدل السكّر في الدم. سلبياته أنّ طعمه يزداد حدّة ومراراة عند الطهو. لذا، غالباً ما يترافق مع محلّيات أخرى، مثل الأسبارتام أو السيكلامات.
سيكلامات الصوديوم: إيجابيات هذا المركّب أنّه يحلّي الطعام بحوالي 30 إلى 40 مرة أكثر من السكّر، وهو مقاوم للحرارة، كما أنّه لا يحتوي على أيّة سعرات حرارية. منع هذا المركّب لفترة طويلة، إذ كان يعتقد أنّه يسبّب السرطان. اليوم، يسمح باستخدامه في أكثر من 55 بلداً من بينها فرنسا. غالباً ما يترافق سيكلامات الصوديوم مع السكرين لإخفاء مذاقه المرّ.
السكرالوز: إيجابيات هذه المادّة أنّها لا تحتوي على أيّة سعرات حرارية، لا تسبّب التسوّس ولا ارتفاع حادّ في معدّل السكر في الدم، كما أنّها مقاومة للحرارة. سلبياتها أنّها تترافق أحياناً مع عناصر تكثيف، مثل المالتوديكسترين التي تتألف من عدة أنواع من السكريات، أو اللاكتوز وهو سكّر موجود في الحليب قد لا يهضمه الجسم في بعض الحالات. لكن هذه العناصر لا تستخدم سوى بنسبٍ ضئيلة للغاية، ما يخفّف من تأثيراتها الجانبيّة. مع ذلك، من الأفضل الاطلاع على الملصقات جيّداً قبل اختيار أحد المحلّيات.
أسيسولفام البوتاسيوم: اكتشفت هذه المادة منذ أكثر من 40 سنة. إيجابياتها أنّها تتمتّع بقدرة على التحلية أكبر بحوالي 150 مرّة من السكّر، وهي تترافق عادةً مع الأسبارتام لإخفاء مذاقها المرّ. سلبياتها أنّها لم تخضع سوى لبعض اختبارات السلامة ولم تحدّد تأثيراتها الجانبيّة على المدى الطويل.
الأسبارتام: اكتشفت هذه المادة في العام 1965، وهي تتألف من نوعين من الأحماض الأمينيّة: حمض الأسبارتيك والفينيل ألانين. إيجابياتها أنّها مادة طبيعيّة، لها قدرة على التحلية أكبر بحوالي 200 مرة من السكروز. هي شبه خالية من السعرات الحرارية، كما أنّها آمنة تماماً، وفقاً لمنظّمة الصحة العالميّة. سلبياتها أنّها غير مقاومة للحرارة، غالباً ما تقترن مع مادة محليّة أخرى، ويمنع تناولها لدى الأشخاص الذين يعانون من خلل وراثيّ في عملية الأيض.
الستيفيا (اسمها العلمي Rébaudioside A): هي مستخرجة من شجيرة برازيليّة. إيجابياتها أنّها تضفي مذاقاّ حلواً أكثر بحوالي 200 إلى 300 مرّة من السكروز، كما أنّها تحتوي على سعرات حرارية محدودة للغاية، لا تؤثر على معدلات السكّر في الدم، وتحافظ على قدرتها على التحلية حتى على درجة حرارة مرتفعة! سمحت فرنسا باستخدامها منذ أكثر من 50 عاماً، وفي العام 1995، سمحت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة استخدامها كمكمّل غذائيّ. سلبياتها أنّ طعمها مرّ للغاية، لذا تضف إليها بعض العلامات التجارية عناصر تكثيف من نوع البوليول لتحسين مذاقها.
حذاري من المشروبات قليلة السعرات الحرارية!
تحذّر اختصاصيّة التغذية Alexandra Dalu قائلةً: "عندما يرغب محبو الحلويات في إنقاص الوزن، لا أمانع أن يضيفوا القليل من بديل السكّر إلى الشاي أو القهوة خلال النهار.
في المقابل، أحذّر من تناول المشروبات قليلة السعرات الحرارية. في الواقع، بيّنت دراسات أميركيّة أجريت مؤخّراً، العلاقة بين تناول المشروبات المحلّاة، لا سيما تلك التي تحتوي على محلّيات اصطناعية، وخطر الإصابة بالاكتئاب. إضافةً إلى ذلك، تشير الأدلّة إلى أنّ هذه المشروبات تزيد الشعور بالجوع والرغبة في تناول الوجبات السريعة. كما أنها قد تؤدّي إلى خلل في البكتيريا المعوية".