تقول Alexandra Dalu، طبيبة متخصّصة في مكافحة علامات التقدّم في السنّ، والتجميل والتغذية، إنّ "ذلك يبدو منطقيّاً للوهلة الأولى، لكنّه خطأٌ كبير.
إنّ الامتناع عن تناول إحدى الوجبات الأساسيّة لا يساعد على التنحيف، لا بل يؤدّي اعتماد هذه الطريقة بانتظام إلى اكتساب الوزن على المدى البعيد. كيف ذلك؟ في الجسم آليّات لضبط وظائفه وهي مسؤولة عن تعديل الوزن: ثبات الوزن، والتوزيع المتناسب للأنسجة العجاف والأنسجة الدهنيّة.
ويفسر الجسم الامتناع عن تناول وجبة الفطور أو الغداء أو العشاء، كخطوة تحرمه من السعرات الحراريّة اللّازمة. ولتعويض هذا النقص، يعمد إلى تخفيف حرق السعرات الحراريّة وتخزينها للاستفادة منها لاحقاً.
وهذا ما يُعرف بفرط الشهيّة التعويضيّ".
فكرة خاطئة ومجرّد أوهام
"ما تمتنعين عن تناوله خلال وجبة معيّنة، سيتمّ تعويضه لاحقاً بسبب الشعور بالرغبة في تناول وجبات خفيفة وكميّات أكبر من الطعام. النتيجة: لا ينخفض عدد السعرات الحراريّة المستهلكة، لا بل قد يرتفع. والواقع أنّ أنظمة ضبط الوزن في الجسم هي التي تتحكّم بكتلة الجسم أو كتلة الدهون في الجسم. تقوم هذه الأنظمة داخل الأنسجة الدهنيّة والعضليّة وهي متّصلة بالمراكز العصبيّة التي تضبط الجوع والشهيّة. وعندما تفرغ الخلايا الشحميّة، أو تفقد العضلات الكثير من البروتينات، ترسل هذه الأنظمة إشارات تحذيريّة للجهاز العصبيّ المركزيّ، فيقوم هذا الأخير بإرسال إشاراتٍ لزيادة كميّة الطعام المتناولة بهدف تعويض النقص وإعادة التوازن السابق. تجنّبي إذاً هذه العادة السيّئة، لأنّ الأفكار السائدة بأنّها تساعدكِ على إنقاص الوزن هي مجرّد أوهام، وأنظمة ضبط الوزن هي التي تؤدّي الدور الحاسم في هذا المجال. وفي حين تقومين بهذه الخطوة على أمل التخلّص من بعض الكيلوغرامات الزائدة، ينتهي بكِ الأمر مع خللٍ في إيقاع الساعة البيولوجيّة، وتكدّس الدهون في الجسم.
احترام الإيقاع البيولوجيّ هو الأهمّ
"عند تناول الكثير من الطعام في الوجبة السابقة، ليس من الضروريّ أن نجبر أنفسنا على تناول الطعام مرّة أخرى طالما أنّنا لا نشعر بالجوع. في هذه الحالة، من الأفضل تغيير وقت الوجبات وتناول وجبات خفيفة تحتوي على نسبة عالية من البروتين (بيضة مسلوقة، خيار أو حبّة فاكهة) بدلاً من الامتناع عن تناول أيّ شيء. ولا بدّ من اتّباع هذا النمط خصوصاً إنْ لم يكن جسمكِ ممتلئاً كثيراً، فكلّما قلّ احتياطيّ الدهون، أدّى الامتناع عن تناول إحدى الوجبات إلى زيادة الكتلة الدهنيّة. ومن ناحية التغذية، من المهمّ جدّاً احترام الإيقاع البيولوجيّ للجسم (تناول الوجبات عند الصباح والظهر، والوجبات الخفيفة بعد الظهر والعشاء مساءً)، لتفادي ظهور رغبة شديدة في تناول الوجبات الخفيفة أو اضطراباتٍ أخرى".