طرحَت المطربة اللبنانية، أمل حجازي، ألبومًا بعنوان "زمان"، كان تستجدي بهِ الحنين للماضي، وساعدها على ذلك ملامح وجهها الصبوح، وبسرعة حققت نجاحًا كبيرًا، واحتلت مكانًا في قلوب الجماهير، وتوالت ألبوماتها الغنائية طوال الألفيّة، يسطع نجمها أحيانًا ويأفل أحيانًا أخرى، لكنها لا تغيب عن الذاكرة.
اختفت أمل حجازي كثيرًا، ولكنها عادت مؤخرًا بضجة كبيرة، لتُعلن عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك"، اعتزالها الفن، معربة عن سعادتها بالقرار، وتمنت الهداية من الله لها وللجميع وأن "يجعلها الله من أهل الجنة". وكتبت "وأخيرا يا رب استجبت لدعواتي يا أرحم الراحمين.. منذ سنوات وأنا داخلي يتألم بين الفن الذي كنت أعشقه ولم أكن أمتهنه كمهنة بل كان هواية وبين الدين، على الرغم من أنني كنت قريبة داخليا من الله عز وجل ولكن بيني وبين نفسي كنت أعيش هذا الصراع، وكنت أطلب من الله دائما الهداية الكاملة، إنني لا أنتقص من مهنة الفن أو الفنانين فهناك طبعا الفن المحترم وفنانون محترمون كثر ولكني أتكلم عن ذاتي".
وأضافت "إنني الآن أشعر أنني في عالم آخر وسعيدة كل السعادة به، وسيكون لي بإذن الله إطلالات قريبة بشكل آخر أردت اليوم أن أعلن اعتزالي هذا النوع من الغناء وارتداء الحجاب". واختتمت حديثها قائلة "شكرًا لكل شخص كان يحب فني والذي يحبني حقًا هو من يتمنى لي السعادة الداخلية التي وصلت إليها الآن ليست كأي سعادة مررت بها من قبل جعلني الله أنا وأنتم من أهل الجنة وهداني وهداكم جميعا لحب الخير وطريق النور.. كان هذا القرار في يوم عرفة الحمد لله على هذه النعمة #أمل_حجازي".
ولدت أمل حجازي داخل بلدة "كفرفيلا" الجنوبيّة، عام 1977، لأسرة لبنانية عانت من ويلات الحروب. وضمّت أسرتها 5 إخوة ذكور و5 شقيقات، ولكن توفي والدها وهي لا تزال في العاشرة من عمرها، فعكفت والدتها على تربيتها هي وإخوتها، وكونَّت أسرة كبيرة. و حصلت أمل على بكالوريوس الهندسة المعماريّة. ورغم أنها عاشت في فرنسا لمُدة 10 سنوات، فإنها تُفضل اللغة العربية، وتعتبرها الأصل والهوية. و بدأت خطواتها المهنية بالعمل عارضة أزياء.
و في عام 1998، شاركت في برنامج "كأس النجوم"، المُذاع على شاشة لبنان الشهيرة، LBC، ولكنها لم تفز في المسابقة، ولم يعرفها كثير من الجمهور اللبناني. وبحلول عام 2000، قدّمت أمل أولى أغانيها، بعنوان "حالا"، ثم أغنية أخرى تم تصويرها على طريقة فيديو كليب، بعنوان "ريّح بالك". و "آخر غرام"، كان ذلك عنوان أول ألبوماتها الفنية، والذى أصدرته سنة 2001.
في 2006، أطلقت ألبومها الرابع "بياع الورد" الذي يحتوي على 10 أغان، وصورت منه كليب "بياع الورد" مع يحيى سعادة، وأثار الكليب بلبلة كبيرة بعد اتهامها بتشجيع المثلية الجنسية. و كان عام 2006 بمثابة "وش السعد" على أمل حجازي، حيث حصلت على جائزة أفضل أداء في الدورة الرابعة لمهرجان "أوسكار السينما المصرية"، الذي تنظمُه شبكة راديو وتليفزيون العرب. وقدّمت بعدها ألبومي "خاله يا خاله"، عام 2007، و"كيف القمر"، عام 2008.
وتقول "تعرفت على خطيبي قبل أربعة أشهر في محل المجوهرات الذي يمكله. وحصل إعجاب بيننا، ومن ثم تعددت لقاءاتنا، وعندما اكتشفت أننا على تفاهم حول كل المواضيع قررنا كتب الكتاب وإعلان خطوبتنا في شكل رسمي".و أنجبت أمل من زوجها طفلين، كريم، مواليد 2009، ثم لارين فيما بعد. وابتعدت عن الفن، لكنها عادت إليه مرة أخرى عام 2014 بأغنية "منفردة".
ورفضت أن تُلقب بـ"ملكة الرومانسية"، وقالت: "الألقاب لا تعنيني، عندما بدأت أطلق علي لقب (المطربة الرومانسية)، ولكن لم أعمل على حصر نفسي في هذا اللقب، بعض النجوم قد لقبوا بألقاب متعددة مثل (سلطان الطرب)، (شمس الأغنية)، و(سوبر ستار) ولكن أنا ضد أن يلقب الفنان نفسه، خصوصاً إذا لم يستحق هذا اللقب".
كانت "كذبة كبيرة" آخر أغنية لـ"أمل حجازي"، صدرت قبل عام، من كلمات "مارسيل مدور"، وألحان أوميت سايان، وتوزيع إيتكن كورت وناصر الأسعد، لكن الأغنية السابقة عليها حازت شهرة كبرى، ووصل عدد مشاهدي أغنية "الليلة" إلى 16 مليونا على اليوتيوب. وترى أمل حجازي أن الأغنية الفرحة التي تحمل جرعة من السعادة للناس أصبحت تشكّل ضرورة على الساحة الفنيّة العربية اليوم، وأضافت "أعتقد أن الناس عانت بما فيه الكفاية من الحزن والقساوة، في ظل أعمال الإرهاب والقتل والدمار السائدة في مختلف دول العالم، لا سيما في منطقتنا".