أكد باحثون في دورية حول الطب الباطني في دراسة جديدة، معاناة طفل من بين أربعة أطفال من الناجين من السرطان من مشاكل مزمنة في الـ 20 و30 من أعمارهم، وهذا الرقم يعد مطابقًا وفقًا لمعدلات عام 1970, وبهذا كشف الباحثون أن هذه الأرقام لم تنخفض عن سابقاتها.
وأوضحت كاتبة الدراسة كريستن نيس من مستشفى سان غود للأطفال في ممفيس في تينيسي: "توقعنا أن متابعة صحتهم ستكون أفضل لكن هذا لم يحدث، بل لديهم حالات مزمنة بمعدلات أعلى من أشقائهم والأفراد العاديين، وتوقعنا أن تكون صحتهم أفضل لكن ذلك لم يحدث أيضًا".
وكانت الدكتورة نيس وزملاءها قارنوا 14,566 ناج بالغ من السرطان في طفولتهم تلقوا علاجهم بين عامي 1970 و1980 بأشقائهم لم يكن لديهم تاريخ أورام خبيثة، وعلى مدار الأجيال الماضية كان هناك انخفاض بشكل عام في التعرض إلى الإشعاع وجرعات العلاج الكيميائي لأن الدراسة تشمل الناجين الذين تلقوا العلاج منذ وقت قريب من خلال أدوية أكثر استهدافًا للمرض وأقل سمية، كما توقع الباحثون أن تصبح تقارير الناجين الذين تم علاجهم منذ وقت قريب أفضل من غيرهم.
وانخفضت نسبة الناجين من الظروف المهددة لحياتهم والصعوبات من 33% في عام 1970 إلى 21% من بين الذين تم علاجهم في فترة التسعينات، ولكن الدراسات وجدت أنه بالمقارنة مع أولئك اللذين تم علاجهم في فترة السبعينات فإن الناجين في فترة التسعينات هم الأكثر تعرضًا إلى المعاناة من ضعف الصحة بشكل عام والقلق المرتبط بالسرطان.
وبحلول فترة التسعينات عانى الناجون من سرطان الدم من ضعف عام في الصحة، أما الناجون من سرطان العظم كانوا أكثر تعرضًا إلى الآلام المستمرة، إضافة إلى أن التغييرات في الإشعاعات والعقاقير بمرور الوقت لم تكن مقترنة مع تغييرات نسب الناجين من السرطان الذين يعانون من مشاكل صحية حسبما وجدت الدراسة أيضًا.
وبغض النظر عن متى تم علاج المصابين فإن الناجين أيضًا أكثر عرضة إلى ضعف في الصحة عندما يدخنون أو لا يمارسوا رياضة بشكل كافي، وذلك عندما يعانون من نقص غير عادي في الوزن أو سمنة.
وأضافت نيس بشأن الناجين من سرطان الطفولة: "تزداد النتائج الصحية العكسية مع تقدم العمر مثل بقية الناس ويحدث ذلك لهم في غضون العقود المقبلة, أما بالنسبة إلى الناس الذين توفوا في فترة السبعينات بسبب السرطان سمحت لهم التغييرات في العلاج ونتائج الناجين بمرور الوقت بأن يعيشوا طويلًا, لكنهم عانوا من مشاكل صحية أخرى في فترة التسعينات".
ومن المحتمل أيضًا أن يواجه بعض المرضى مخاطر شخصية تتمثل في مشاكل صحية معينة قد تسبق مرحلة السرطان بدلًا من أن تكون ناتجة عن العلاج منه، وأوضحت الدكتورة سارو أرمينيان وهي مديرة عيادة سرطان الطفولة في مدينة الأمل الشاملة للسرطان في دوارتي التابعة لولاية كاليفورنيا: "بينما تحسنت كمية الناجين فإن هذا يستلزم متابعة نوعية البقاء ومدى تحسنهم. وقد كشف البحث بشأن قضايا الناجين من سرطان الطفولة خلال العقدين الماضيين العبء الكبير للحالات الصحية المزمنة في الشيخوخة بين الأفراد".
ومن جانبها أكدت الدكتورة جون آتر من برنامج الناجين من سرطان الطفولة في جامعة تكساس ومستشفى أندرسون لسرطان الأطفال أن اتباع أسلوب حياة صحي مع نظام غذائي جيد وممارسة الرياضة، قد يقلل من مخاطر التعرض إلى مشاكل صحية إضافية, كذلك تجنب السمنة وارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم قد يقلل من مخاطر التعرض إلى آثار جانبية من الإصابة القلبية وربما التعرض إلى نوع ثان من السرطان.
وأضافت آتر والتي لم تكن مشاركة في الدراسة: " على الأطفال المشاركة في التدابير الصحية الوقائية كافة مثل عدم التدخين وتعاطي التبغ ولقاح الورم الحليمي البشري، وضع واق للشمس للوقاية من سرطان الجلد واتباع فحص السرطان للبالغين المرضى به مثل إجراء مسح على عنق الرحم بالنسبة للشابات".