اكتشف العلماء أنه يمكن رصد مرض ألزهايمر قبل "سبع سنوات" من ظهور الأعراض للمرة الأولى مع اختبار بسيط للذاكرة التي وضعته كلية لندن الجامعية، ومن المعروف أن حالات الزهايمر تتزايد، ويعاني حاليًا 850 ألف شخص من الخرف في بريطانيا فقط، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من مليون بحلول عام 2025. وحتى الآن فشلت جميع تجارب العقاقير لعكس الحالات المتدهورة، ومعظم العلماء يعتقدون أن هذا المرض لن يهزمه إلا اكتشافه في وقت مبكر قبل وقوع أضرار لا رجعة فيها. وفي تجربة جديدة نشرت في المجلة العلمية الشهيرة "لانسيت نيورلوجى"، أظهر العلماء أن اختبار بسيط للذاكرة يمكن أن يكتشف أول بوادر من الخرف أو الوهن العقلي، حتى عندما لا تتواجد أعراض له .
ويعتقد الباحثون أنه هو أقرب طريقة للكشف عن التغيرات حول ما إذا كان يؤدي إلى مرض الزهايمر، ويعمل عن طريق اختبار بسيط للذاكرة. وقد تم تجنيد مجموعة من 35 شخصًا، 21 منهم يحملون طفرة مما يجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض الزهايمر في الأربعينيات والخمسينيات. وطلب منهم أن يتذكروا قائمة مليئة بالأشياء، وتفاصيل لرسم بياني، وفي الاختبارات يطلب من الناس أن تتذكر التفاصيل بعد 30 دقيقة، ولكن بالنسبة للتجربة الجديدة، تم تمديد الفاصل الزمني إلى سبعة أيام.
ووجد الفريق أن أولئك الذين لديهم الطفرة والذين كان من المتوقع أن يتطوروا لديهم الزهايمر خلال سبع سنوات، تمكنوا من اجتياز الاختبار في 30 دقيقة، ولكن أداءهم انخفض بشكل كبير في سبعة أيام. وقال البروفسور "نيك فوكس"، مدير مركز أبحاث الخرف وأستاذ علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، "إنها حقا حالة من النسيان المتسارع وكثير من الناس لديهم شعور بأن شيئا ما يحدث خطأ في ذاكرتهم، ولكن عندما يأخذون الاختبار الحالي، فإنه لا يظهر أي شيء. 30 دقيقة ليست في الحقيقة ما يكفي من الوقت ".
وقال الدكتور "فيل وستون" بمركز البحوث الطبية المشارك في البحوث السريرية على المرضى "يبدو أنه لا يمكن الكشف عن مشاكل الذاكرة و خاصة الزهايمر بالاختبارات المعروفة والمستخدمة حالياً، ومع الأفراد في دراستنا يجري متوسط الاختبار في سبع سنوات بعيدا عن البداية المتوقعة من أي أعراض معرفية". وأضاف "هناك اهتمام كبير في تطوير أدوية لمرض الزهايمر لتكون فعالة في وقت مبكر، قبل خسارة عدد كبير من خلايا الدماغ، وربما حتى قبل ظهور الأعراض السريرية". ويأمل الفريق في أن يكون الاختبارات مفيدة ليسمح للعلماء بالبدء في استخدامها في وقت أبكر من ذلك، مما قد يمنع مرض الزهايمر على الإطلاق.