كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة أوهايو الأميركية، أن ذهاب المرء إلى فراشه غاضبًا يؤدي إلى زيادة مخاطر إصابته بأمراض تقود إلى وفاته. فإذا تشاجرت يوماً مع شريك حياتك فلا تُقدم على الخلود إلى النوم قبل أن تتوصلا إلى تسويةٍ للخلاف.
قد تحسب أن النصيحة السابقة تستهدف ضمان سعادتك الزوجية فحسب، ولكنها في الحقيقة ربما ترمي إلى إنقاذ حياتك نفسها أيضاً.
وأوضح الباحثون أن نومك في هذه الحالة سيجعلك لا تنعم بالقدر الكافي من الراحة، وهو ما يزيد فرص تعرضك لمشكلاتٍ صحية جسيمة من قبيل أمراض القلب والسكري بل و"ألزهايمر" كذلك. وبحسب نتائج الدراسة، يزيد معدل حدوث التهاباتٍ داخلية لدى من ينامون بعد الانخراط في شجارات زوجية بنسبة 10%، مقارنة بنظرائهم ممن لا يمرون بمثل هذه المواقف، وهو ما يُعزى بشكلٍ كبير إلى حرمان الأزواج الذين يسود التوتر أمسياتهم من النوم المريح.
ومن شأن استمرار هذه الالتهابات إحداث مشكلات صحية خطيرة على المدى البعيد. وأشارت الدراسة، التي جرت في أحد المختبرات، إلى أن الخلافات الزوجية التي لا يتسنى إيجاد حل لها قبل النوم، تقود إلى تصاعد التوتر في اليوم التالي مباشرة بين الأزواج.
ومن جانبها، قالت د. جانيس كيكولت غلازير المسؤولة عن أبحاث الطب السلوكي في جامعة أوهايو إن بقاء الالتهابات قائمة لأمدٍ طويل هو أكثر ما يثير القلق في هذا الصدد. وأضافت أن عدم قدرة الزوجين على إيجاد وسيلة لتسوية خلافاتهما يجعلهما يعانيان من ارتفاع معدلات تلك الالتهابات بشكل مستمر "وهو ما قد يزيد خطر الإصابة بمجموعة متنوعة من الأمراض".
وفي إطار الدراسة، طلب الباحثون من الأزواج من أفراد العينة فتح نقاش حول الخلافات القائمة بينهما، وأجروا فحوصاً على دم المبحوثين قبل وبعد مناقشة هذه الخلافات. وتبين أن من نجحوا في تسوية المشكلات القائمة بينهم قبل النوم، لم يعانوا من زيادة في نسبة الالتهابات.
وفي ضوء هذه النتائج، أكدت د.ستيفاني ويلسون أحد الباحثين البارزين المشاركين في التجربة أن للنوم دوراً كبيراً في هذا الأمر. ونقلت صحيفة «دَيلي مَيل» البريطانية عن ويلسون قولها إن نجاح الزوجين في نيل قسطٍ من النوم لعدة ساعات، يجعلهما أقل عدائية حيال بعضهما البعض في الصباح التالي، وهو ما يعود بالإيجاب على الحالة الصحية لكلٍ منهما.