يعاني 30 – 40 في المئة من سكان العالم من نوع أو أكثر من أنواع الحساسية، والأرقام في تصاعد مستمر.
لقد كان للتغيرات المناخية والبيئية الأثر المباشر في تلوث الهواء الخارجي والداخلي والزيادة في انتشار مرض الحساسية في جميع أنحاء العالم، مما يشكل خطراً على صحة الإنسان، ويفاقم أمراض الجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض، ويزيد القلق العام.
إنَّ النسبة الأكبر من الزيادة وانتشار هذا المرض تظهر لدى فئة الشباب التي تلازمها حتى مرحلة البلوغ، مما يزيد أكثر من عبء أمراض الحساسية.
مؤتمر لأمراض الحساسية والمناعة
وفي هذا الإطار، نظّمت الجمعية الوطنية لأمراض الحساسية والمناعة مؤتمرها العلمي الثاني عشر بعنوان "تلوث الهواء وأمراض الحساسية"، في فندق الحبتور، برعاية وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور ممثلاً برئيس قسم المهن الطبية أنطوان رومانوس، وبحضور نخبة من الإعلاميين. وأدار جلسة الافتتاح الأطباء فيليب روادي، وفارس زيتون، والياس خيرالله، وزياد رحيّم، وكارلا عيراني.
تحدث في حفل الافتتاح رئيس الجمعية الوطنية لأمراض الحساسية والمناعة الدكتور فيليب روادي، مشيراً إلى "التصاعد الكثيف والمستمر في أمراض الربو والحساسية والمناعة في السنوات الخمسين الماضية، لأسباب عدة".
وألقى رومانوس كلمة الوزير أبو فاعور، فقال: "إنه لمن دواعي سروري أن أشارككم المؤتمر الذي يلقي الضوء على أهمية التوعية حول أمراض الحساسية وزيادة عبء هذا المرض على انخفاض مستوى الحياة، مع إضافة أكلاف كبيرة على المرضى ونظام الرعاية الصحية".
وأعلن "أنَّ ما يتضمنه هذا المؤتمر هو تأثير أمراض الحساسية في المريض والعبء الناتج منها على القطاع الصحي ومشاكل تأثير تلوث الهواء على صحة الجهاز التنفسي وتنوع الأمراض المواكبة لها والآثار الاجتماعية والاقتصادية، وجميعها مشاكل تتحدى بنيان النظام الصحي في لبنان، والتي ـ بالتعاون المشترك ـ يمكن إيجاد سبل استيعابها ومكافحتها".
تلوث الهواء الداخلي يفضي إلى الوفاة!
ثم قدَّم الاختصاصي في أمراض الحساسية والمناعة الدكتور فارس زيتون محاضرة بعنوان "جودة الهواء الداخلي، هل هي مطابقة للمواصفات الصحية؟"، أشار فيها إلى أنَّ "تلوث الهواء في الأماكن المغلقة هو المسؤول عن أكثر من 20 مليون حالة وفاة سنوياً في العالم، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي في صحة الإنسان عموماً، وأمراض الجهاز التنفسي والحساسية خصوصاً".
وأوضح أنَّ " تلوث الهواء الداخلي هو بالأدنى 2 - 5 مرات أعلى من تلوث الهواء الخارجي"، مشدداً على "ضرورة إطلاق حملة توعية ودراسات تهدف إلى إيجاد خطة وطنية شاملة لوضع معايير صحية سليمة لجودة الهواء الداخلي وضمان تطبيقه".