لقد كانت شجرة النيم مصدرًا للحلول الصحية الفعالة والقوية والآمنة للمشاكل الصحية للبشر منذ مئات السنين. وخلال العقود القليلة الماضية، قام علماء باحثون معاصرون بتنقية بعض المكونات النشطة من هذه الشجرة القديمة، التي "تعالج الأمراض"، وبدأوا تدريجيًّا بفهم وإدراك آليات الشفاء والعلاج الخاصة بها.
والآن هناك دليل علمي قوي للغاية، يشير إلى أنّ العديد من مركبات النيم، تمتلك خصائص واعدة لمحاربة السرطان. وفي المستقبل القريب، يبدو من المحتمل أنّ مزيجًا من مركبات النيم النشطة بيولوجيًّا، سواء بمفردها أو تعطى مع الأدوية المضادة للسرطان، والعلاج الكيميائي، والعلاج بالأشعة سيكون علاجًا قياسيًّا يُعتمد عليه كخيار للعديد من مرضى السرطان.
النيم: العلاج المناعي الحيوي ضد السرطان
تُعرّف عملية زيادة قوة نظام المناعة في الجسم لاستهداف مخاطر صحية معينة، بإسم "العلاج المناعي الحيوي". وقد بدأ الأطباء العاملون في مجال محاربة السرطان، بإدماج هذه الاستراتيجية في محاربة السرطان. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنّ النيم قد يمارس بعضًا من تأثيره المضادّ للسرطان، بزيادة استجابة نظام المناعة في الجسم.
وقد أظهرت الدراسات التي تمّت مراجعتها والتي أُجريت في معهد شيتارانجان الوطني للسرطان في كولكاتا بالهند، أنّ البروتين النشط حيويًّا من أوراق شجرة النيم، يمنع الخلايا السرطانية من النمو في الفئران عن طريق القيام بذلك بالضبط. وبدلًا من استهداف الخلايا السرطانية مباشرة، يعمل هذا البروتين - المعروف باسم "نيم ليف جلايكوبروتين- (NLGP) " (Neem Leaf Glycoprotein) على الخلايا المناعية الموجودة في محيط الورم المباشر، والمعروف باسم "البيئة الميكروية- متناهية الصغر- للورم".
وفي العادة تهاجم الخلايا المناعية الخلايا السرطانية وتدمرها. ولكن عندما تنمو بعض أنواع الأورام، فإنَّ الخلايا المناعية في بيئتها الميكروية تصبح "عبدة- تعمل لصالح" الخلايا السرطانية. وفي دور غريب – معكوس، بدأت هذه الخلايا المناعية الآن بتعزيز نمو وانتشار الخلايا السرطانية في الورم، بدلًا من القضاء عليها.
وفي تحوّل جذري، يبدو أنّ (NLGP) وهو البروتين الموجود في أوراق النيم، يعمل على إعادة حالة الخلايا المناعية في البيئة الميكروية للورم إلى وضعها الطبيعي، وتجعلها عدائية مرة أخرى للخلايا السرطانية وتمنعها من النمو أكثر.
ويمكننا أن نجد مثالًا جيدًا على ذلك، في مجموعة الخلايا المناعية القاتلة للسرطان والمعروفة باسم CD8+ أو خلايا تي T cells القاتلة، فعندما تستهدف بواسطة البروتين NLGP لوحظ أنّ عدد خلايا تي القاتلة يزداد بشكل كبير، ما يساعد على الحدّ من نمو السرطان.
وعلاوة على ذلك، فقد ثبت أنّ خلايا تي القاتلة هذه، أظهرت قدرة أكبر على قتل الخلايا السرطانية مقارنة بخلايا تي القاتلة التي لم تعالج بواسطة البروتين NLGP.
قد يهمك أيضا:
الأطباء يعلنون أن التعرق ليلًا من أهم أعراض الإصابة بورم في الغدد الليمفاوية