تستعد منظومة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة لإطلاق برامج وافتتاح مراكز جديدة مع بداية عام 2017 أبرزها مراكز الرعاية المتكاملة للطفل وبرامج لحمايته من مخلفات الأزمة ومراكز صديقة للمراهقين فضلا عن توسيع برنامج الترصد التغذوي ليشمل الكبار.
وتضع مديرية الرعاية على جدول أعمالها للعام القادم أيضا حسب مديرها الدكتور فادي قسيس هدفين أساسيين أولهما استكمال إعادة تأهيل وترميم المراكز الصحية التي دمرها الإرهاب والثاني إعادة تأهيل الكوادر البشرية بعد تسرب عدد كبير من الكوادر المؤهلة والمدربة جراء الظروف الراهنة.
وتولي المديرية في خطتها الإعلام أهمية كبرى وفق تأكيد الدكتور قسيس في حديث خاص لنشرة سانا الصحية عبر حملة مكثفة بمختلف الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة لاطلاع المواطنين على برامجها والخدمات التي توفرها وسبل الوصول لها.
ويوضح الدكتور قسيس أن العام القادم سيشهد دخول “برنامجين مهمين” الأول برنامج حماية الطفل من مخلفات الأزمة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” حيث تم تدريب فرق مركزية بالمحافظات ستوزع مع بداية العام بروشورات وألعابا توضيحية تشرح للطفل ضرورة الابتعاد عن أي جسم غريب ومشبوه عند عودته مع أسرته إلى منطقة أعاد لها الجيش الأمن والاستقرار.
وعن البرنامج الثاني ذكر الدكتور قسيس أنه سيتم افتتاح مراكز توفر خدمات متكاملة للطفل من فحص شامل ولقاح وترصد تغذوي لتكون مريحة للأهالي وميسرة مبينا أن البداية ستكون مع مركزين في كل من ريف دمشق وطرطوس وحماة لتعمم في حال نجاحها على كل المحافظات.
أما بخصوص المراهقين فلفت مدير الرعاية إلى وجود دائرة تهتم بصحتهم الجسدية والنفسية لكن الجديد هو التخطيط لإحداث “3 مراكز صديقة لهم” توفر كل أنواع المشورة الاجتماعية والنفسية متوقعا أن ترى المراكز النور خلال الربع الأول من العام القادم.
وفيما يخص برنامج الترصد التغذوي بين الدكتور قسيس أن توسيعه مدرج ضمن خطة عام 2017 ليشمل الكبار مع بروتوكول علاجي خاص بهم عازيا السبب إلى اكتشاف حالات كثيرة في المناطق المحاصرة من قبل التنظيمات الإرهابية خاصة أن الأهل يميلون لإعطاء طفلهم ما يتوفر من طعام والبقاء دونه فترات طويلة.
وتعكر خطة العام القادم بعض المخاوف أبرزها على حد تعبير الدكتور قسيس وجود أطفال لم يتلقوا أي نوع من أنواع اللقاحات في مناطق وجود الإرهابيين وهو ما اكتشف في الأحياء الشرقية لمدينة حلب مبينا أن هؤلاء الأطفال هم “قنابل موقوتة كونهم غير محصنين من أمراض خطيرة كما قد ينقلونها لأطفال آخرين”.
وقال الدكتور قسيس: “إن المديرية ترسل لكل منطقة يعيد لها الجيش الأمن والاستقرار فريقين الأول يعزز الحالة التلقيحية للأطفال والثاني يقوم بالترصد التغذوي لاكتشاف أي حالات سوء تغذية ومعالجتها فورا”.
وتواجه منظومة الرعاية الصحية تحديات أخرى تتمثل بخروج نحو 30 بالمئة من مراكزها الصحية عن الخدمة نتيجة الاستهداف الإرهابي لها إضافة إلى خسارة عناصر مدربة ومؤهلة وصعوبة الوصول إلى جميع المناطق والإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة على سورية والتي تسبب صعوبة في تأمين بعض أنواع اللقاحات.
وأضاف قسيس: إن “برامج الرعاية الصحية الأولى تهتم بالشخص منذ المرحلة الجنينية وحتى الكهولة عبر برنامج الصحة الإنجابية الذي يتابع النساء بسن الإنجاب ويهتم بالحالة التغذوية لهن مع التحري عن سرطان الثدي وعنق الرحم إضافة إلى برنامج إنعاش الوليد ويعنى بتدريب الأطباء في المشافي على كيفية استقبال الطفل وضمان سلامة الإجراءات في الدقائق الأولى لولادته”.
ويشير مدير الرعاية إلى وجود برنامج أيضا لرعاية الوليد عبر مجموعة عيادات تقوم بمسوحات لاكتشاف نقص السمع والإعاقات والاختلاطات بشكل مبكر مع وجود خطة لتطبيق إجراء مسح قصور الدرق إضافة إلى البرنامج الأهم في المنظومة وهو التلقيح الوطني الذي يبدأ مع الطفل منذ ولادته ليحميه من نحو 11 مرضا من أمراض الطفولة الخطرة.
وأشار الدكتور قسيس إلى وجود برنامج يهتم بصحة المسنين عبر عيادات خاصة بهم في المراكز الصحية توفر خدمات طبية لهم ومشورة لأسرهم حول كيفية التعامل معهم وتأمين كل الأدوية التي يحتاجونها.
ومن البرامج التي كان لها دور فعال في السنوات الماضية يوضح الدكتور قسيس آلية عمل دائرة التغذية التي ترصد حالات سوء التغذية عبر نحو 22 عيادة ضمن المشافي حيث يتم تشخيصها وتحديد شدة حالاتها وطرق العلاج.
أما عن جديد برنامج مكافحة التدخين فكشف مدير الرعاية أن التوجه سيصبح اليوم لغير المدخنين عبر مبادرات مدارس ومنازل نظيفة من التدخين.
تجدر الإشارة إلى أن برامج الرعاية الصحية الأولية في سورية بدأت عام 1988 حيث شملت مجالات عديدة منها رعاية الطفل والأم والتلقيح وتنظيم الأسرة بالإضافة إلى إصحاح البيئة ومكافحة الأمراض السارية وصحة الفم والأسنان والتثقيف الصحي.