الأخصائية الأسرية الأردنية الدكتورة نجوى عارف

أكّدت الخبيرة الأسرية الدكتورة، نجوى عارف، على أهمية الإعلام الأسري في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي المتسارع والذي يوفّر المعلومات بالكم الهائل، مشيرة إلى أنّ الإعلام بوسائله كافّة يوفّر المعلومات المختلفة والدعم الكامل إلى الأسرة لذلك لا بد من التخصّص في مجال الإعلام الأسري، لأنه يعتبر من المجالات الملحّة والضرورية في الإعلام، ومشدّدة على أنه أصبح وسيلة لتقدم وتطوير وحماية الأسرة العربية.

ولفتت عارف إلى أنّه "لوسائل الإعلام المختلفة وخاصة التلفزيون، إيجابيات وسلبيات، وتتجلى الإيجابيات في كونه يوفّر إلى الأسرة كمًا هائلًا من المعلومات المفيدة والضرورية لبناء وتسير أمور الأسرة العربية، ففي معظم دراستنا وأبحاثنا ركزنا على تأثير الإعلام على الأبناء، أما الإعلام الأسري فنستطيع آن نقول إنه يركز على الآباء الأزواج".

واعتبرت نجوى عارف، في مقابلة خاصّة مع "لايف ستايل"، أنّ "الإعلام في عصرنا الحالي من ضروريات الحياة المعاصرة، ولا غنى عنه إلى الفرد والمجتمع، فهو الرابط بين ما يجري حولنا، وبعد هذا الانتشار الكبير للقنوات الفضائية المتنوّعة الغثة والسمينة، وبعد أن احتل التلفزيون هذه الأهمية في حياة الإنسان ولم يعد وسيلة تسلية وترفيه فقط، بل هو الآن وسيلة تعلم وتثقف وتواصل وتطوير وغسل الأدمغة".

وشدّدت عارف على ضرورة أن يشرّف المختصّين على البرامج الأسرية من حيث الإعداد والتقديم والتحضير لما يملكونه من خبرة، مستشهدة ببرنامجها الذي قدّمته على شاشة التلفزيون الأردني لسنوات عدّة سابقة "حوارات الدكتورة نجوى" والذي كانت تناقش من خلاله العديد من المواضيع الأسرية التي تهمّ الأسرة والمجتمع إضافة إلى برنامجها الإذاعي "بيوت أمنة".

ونوهت عارف إلى أنّه لابد للإعلام الأسري، من مناقشة الظواهر السلبية في المجتمعات وعرضها ومناقشتها وتحليلها بطريقة متحضّرة وفعالة وخادمة أكثر منها هادمة، وإلقاء الضوء على المظاهر والمشاكل الاجتماعية والأسرية السيئة بطريقة علمية وليست استفزازية، فمن أخطر الأدوار السلبية للإعلام غير المدروس تزييف اهتمامات الأفراد وتشويه معاييرهم وقيمهم

وقالت عارف إنّ التلفزيون من أهم الوسائل التثقيفية والترفيهية والإعلامية للصغار والكبار، لدرجة أنّه أخذ يشكّل المرتبة الأولى من حيث التأثير في الأطفال وأخذ يشارك الأبوين في تربيتهم ولكي يكون التلفزيون أداة تربوية عليه أن يراعي أن يكون العاملون في حفل البرامج التربوية من معدين ومخرجين ممن لهم خبرة كافية في التربية وعلم اجتماع والنفس، بحيث يوصلون رسالتهم بقبول وإقناع وتأثير وأن يكون التوجيه التربوي التلفزيوني مثيرا ومقنعا ومرفقا بالمشاهد المصورة والمقاطع النابضة بالحركة التي ترافق الفكرة التربوية ولا بد من التكرار وذلك على نمط الإعلانات التجارية فالتكرار يعمل على تكوين تراكمات نفسية وتربوية .

ونوهت عارف إلى أنه لا بد أن يكون إلى المخرجين والمنتجين والمعدين للبرامج التلفزيونية أن ينتهجون مبدأ التقويم إلى برامجهم، هل وصلت مبتغاها أو لا، وذلك بالقيام في دراسات علمية واستطلاعية تشمل المشاهدين لمعرفة مدى النتائج والتأثيرات، وعلى ضوء هذه النتائج يستطيع المعدون والمخرجون تكييف برامجهم مع ما يطلبه المتلقي بمعنى أن التغذية الراجعة هي من عناصر التقويم المهمة، ويشير عالم النفس هيمان إلى أن التلفزيون كوسيلة اتصال، يتدخل بشكل كبير في تنشئة الأطفال الصغار.