الحلم:ما تفسير رؤية الدرج في المنام ؟
التفسير:تشير رؤيا الدَّرج في المنام إلى الطريقة التي ينتهجها الشخص في الوصول إلى أهدافه، وتحقيق أعلى درجات النَّجاح، فهو أسبابُ الرِّفعة، والعلوِّ في الدُّنيا، والصعود على الدَّرج دليلٌ على إقبال صاحب الرؤيا على الدُّنيا مع حُسن ما يخفيه لآخرته، حيث قيل عن الرَّجل رفيع الشأن عند العرب : ارتفعت درجة فلان، وهو رفيع الدَّرجة، والدرج العالي دليلٌ على السفر إلى مكانٍ بعيد. تشير رؤيا الدَّرج أيضاً إلى المراحل التي يسلُكُها المسافر في سفره، أو هي منازل المسافرين التي ينزلونها خلال رحلتهم منزلةً بعد الأخرى، والدَّرج عُمُرِ الإنسان الذي يسلكه للوصول إلى آخرته، والدرج المعروف دليلٌ على أهل الدَّار، والخدم القائمين على راحتهم، وعلى عبد صاحبها، ودابَّته، ومن صعَد على درجٍ مجهول، وكان مريضاً، ودخل في غرفةٍ في أعلى الدَّرج فذلك دليلٌ على دخوله الجنَّة. الصعود على الدَّرج دليلٌ على قوَّة العقيدة، وحَسُن الدِّين، ومن رأى أنَّه على غرفةٍ بلا مرقاةٍ، ولا سلَّم صعِد فيه؛ فإنَّه كمالُ دينه، وارتفاع درجته عند الله؛ لقوله تعالى { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ}، والمراقي من طين رفعةٌ، وعزٌّ مع دين، وللتُّجار تجارةٌ مع دين، وإن كانت من حجارةٍ؛ فإنَّها رفعة مع قساوةٍ في القلب، ومن صعد على مرقاةٍ استفاد فهماً، وارتفع في نفسه. الوصول إلى نهاية الدَّرج دليلٌ على الوصول إلى الأهداف وتحقيقها، فمن وصل إلى نهايته وكان يريد السَّفر خرج لوجهته، وحصل على الرِّزق والخير فيه، ذلك إن كان سفره لمالٍ يناله، أو علمٍ يحوزه، وإن كان لغير ذلك استدللت بما أفضى إليه، أو لقيه حين صعوده ما يشير إلى خير الرؤية أو شرِّها من تمام الحوائج أو نقصها، وذلك مثل أن يلقى أربعون رجلاً في انتظاره، أو يرى الدنانير على هذا العدد فإنَّ ذلك بشارةٌ له بتمام ما خرج إليه، فالأربعين تماٌ أتمَّها الله عزَّ وجل لموسى بعشرٍ، ولو وجد ثلاثةً، وكان خروجه في وعدٍ؛ تمَّ له وذلك لقوله تعالى { ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}، وإن كان أقلَّ من ذلك فلا تمام لما يريد. الأذان وقت صعود الدَّرج دليلٌ على الخروج إلى الحجّ، ذلك إن كان ينوي الحجَّ إلى بيت الله الحرام، أمَّا إن كان لا ينوي ذلك، ولم يرى الحلم في أشهر الحجَّ، نال سلطاناً، ورفعةً إمَّا بولايةٍ، أو بفتوى، أو بخطابةٍ، أو بأذانٍ، والدَّرج من الذهب دليلٌ على نيل الخصب، والخير، والولاية، وإن كان من فضَّةٍ فذلك نيل الجواري الحسان، وإن كان من صُفْرٍ فذلك نيل متاعٍ كثير في الدُّنيا. بناء الدَّرج أو إصلاحه دليلٌ على صلاح ما في حياة صاحب الرؤيا من فساد، فإن تمَّ إصلاحه من لَبِنٍ كان صالحاً، وإن كان من آجرٍّ كان مكروهاً، والدَّرج دليلٌ على أعمال الخير، فالأولى منه الصَّلاة، والثَّانية الصَّوم، والثَّالثة الزَّكاة، والرَّابعة الصَّدقة، والخامسة الحج، والسادسة القرءان، والسابعة الجهاد، وقيل : الدَّرجة رجلٌ زاهدٌ، عابدٌ، ومن اقترب منه نال رفعةً، ونُسكاً، لقوله تعالى { يَرْفَعِ الله الَّذيِنَ ءَامَنُوا مِنْكُم وَالَّذِيْنَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجَات}، وكلُّ درجةٍ للوالي سنةٌ جديدة في الحُكم. نزول الدَّرج لمن كان مسافراً دليلٌ على الرجوع من السَّفر، وإن كان راكباً مشى راجلاً، وإن كان النازل هو صاحب الرؤيا وكان عليلاً في نفسه، نُظر في حاله، فإن كان نزوله إلى مكانٍ معروف، أو إلى منزله الذي فيه أهله بيته، أو إلى مكانٍ فيه شيءٌ من متاع الدُّنيا من المال والتِّبن والشَّعير أفاق من علَّته، وإن كان سليماً في اليقظة من السَّقم، وكان طاغياً، أو كافراً، كان خير الرؤيا فيما نزل إليه، فإن دخل إلى مسجدٍ، أو مكانٍ خصبٍ، أو رياضٍ، أو اغتسال، فإنَّه يتوب ويسلم، ويترك ما فيه من الضَّلالة.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©