المشكلة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخي الأصغر لم يتفوقْ في دراسة الثانوية، مع أن والدي أنْفَقَ عليه كثيرًا؛ ليحصل على مجموعٍ عالٍ، ولكنه لم يُوفَّق! بدأ منذ مدة يعمل في شركةٍ، ولكن تغيَّر حاله بعد العمل؛ فأصبح يدخِّن، وترك الصلاة، ويكذب! علِم والدي أنَّه يدخِّن؛ فحزن حزنًا شديدًا، وتغيَّرتْ معاملة والدي له، وأصبح شديدًا عليه، كثير الانتقاد له، أعلم أنَّ أخي مُخطئ، ولكني أخشى عليه كثرة انتقاده أمامنا، فأنا أعلم أنه في سنِّ المراهقة، وأن بعض تصرفاته طبيعيَّة، ومن كثرة الانتقاد أصبح لا يحب الجلوس مع العائلة.
الحل : فقد سعدتُ جدًّا باهتمامكِ بأخيكِ، وسعيكِ لمساعدتِه، والوقوف بجانبه، وهذا إنما يدلُّ على حُسن التربية التي تربَّيْتِ عليها، وعلى الحب الذي نشأ بينكم كإخوةٍ, والذي أثمر ثماره الجميلة معكِ، فبتّ تحملين هَمَّ أخيكِ وعائلتكِ، وفَّقكِ الله دومًا للخير، وأقر عينيكِ بكل ما تتمنينه. أخوكِ في مرحلةٍ مهمة جدًّا من عمره، وإن لم نساعده - بعد توفيق الله له - على تخطِّي تلك الفترة، فقد يضيِّع مُستقبله الدِّيني والدنيوي، فإليكِ الآتي: 1- لا بُدَّ أن تعلمي أنَّه في تلك المرحلة العمرية تتغيَّر فيها هرمونات الجسم، وهي ما تجعله يَتَصَرَّف بعنادٍ أو قسوةٍ معكم، فهو يُعاني من التغيُّرات التي تحدث بداخل جسمه، كما تعانون أنتم مِن تصرفاته الناتجة عنها! 2- أهم نقطة أن تتحدثي مع والديكِ، فعليهما تحمُّله، والابتعاد عن كثرة الانتقاد؛ فهي تُدمِّره، وتُبعده عن البيت شيئًا فشيئًا، فدائمًا تحدَّثي مع والدكِ أن أخاكِ بحاجةٍ إلى أن يشعرَ برجولته، وبالثقة منكم فيه، ونظرتكم الإيجابية له بأنه سينجح، وسيسير في طريق النجاح دومًا، فهذا سيُعطيه دفعةً قويةً، وثقةً في نفسه. أحضري لوالدكِ كُتُبًا تتحدَّث عن كيفيَّة التعامُل مع المراهِق، أو اقرئي له على الإنترنت، فمِن خلال نظرتكم له، يرى هو نفسه، وطمْئنيه دومًا بأنه سيراه في يومٍ كما يتمنَّى، وأنَّ نصائحَه سيتأثَّر بها، ولو بعد حينٍ - بإذن الله تعالى. 3- دائمًا تحدَّثوا معه عن النجاح والطموح، وعن أهدافه، ولا تُعايروه بالماضي، وامنحوه التفاؤل والنظر للمستقبل وحبِّ الحياة. 4- أنتِ لكِ دورٌ كبيرٌ معه أيضًا، فبِقُربكِ منه في العمر تستطيعين التقرُّب منه، وفَتْح قلبكِ له؛ ليحكي لكِ دومًا، أشعريه بالأمان، وأنكِ تشعرين به وتُحبينه، وتودِّين أن تتشاركا في كلِّ شيء. 5- كلِّفوه بمَسْؤوليات في البيت تُشعره بأهميته؛ كأن يقومَ بِتَوْصيلكِ أو مساعدتكِ، أو شراء طلبات للمنزل، واطلبوا منه بحبٍّ، وأشْعِروه أنكم بحاجة له لا بطريقة الأوامِر. 6- لا بُد أن تَثِقي أنتِ ووالداكِ في أنَّ الإنسان يعود إلى ما نشأ عليه، وتربَّى عليه مِن أخلاقٍ حميدةٍ، وتصرُّفات سويَّةٍ، لكن لا بُدَّ مِن توخِّي الحذر ألا تكون تلك المرحلة الصعبة سببًا في بُعده وفقدانه للأسرة بعدم فَهْمكم له. 7- لا تُعلِّقوا على كلِّ خطأ من أخطائه، ولا تُكرِّروا التوجيهات والنصائح طوال اليوم؛ فقُربكم منه، وحُبكم له، يجعله يبتعد عما سيضايقكم. 8- فلْيَمْنحه والداكِ الحنان والعطف والاحتضان؛ فهو ما زال بحاجةٍ للشعور بحبِّهم وقربهم، وأنه مهما فعل فَهُم ما زالوا يحبونه. 9- لا بُدَّ أن يشغلَ وقته بالأنشطة، فمن الجميل لو ساعدتِه على الالتحاق بالمؤسسات الاجتماعية التي تُساعد الفقراء مثلًا، أو لها أي أنشطة يشغل بها نفسه، ويضع بها همه، لكن لا تُخبريه بطريقة مباشرةٍ؛ فينفر، ومن الرائع لو تشاركتما معًا في مكانٍ واحد. 10- من المهم جدًّا في هذا العمر الصحبةُ الطيبةُ الصالحة، والتي تؤثِّر جدًّا عليه في هذا السنِّ، فتحدَّثي معه عن أصدقائه، وكوني قريبه منه، وأشعريه أنكِ تشعرين بمثل ما يشعر، ولا تتميَّزين عنه بشيءٍ. 11- اطلبي مِن والديكِ الدعاء له في كل وقت؛ فدعاء الوالدين مُستجاب، وادعي له أنتِ أيضًا؛ فهو في حاجةٍ لذلك. والله الموفق
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك