المشكلة : تم عقد قراني منذ سنة، والآن لي ثلاثة أشهر متزوجة، زوجي على قدر من العلم والمكانة الاجتماعية، والحقيقة جدا لطيف ومتعاون، ولكن هناك مشكلة لديه لم أستطع التعامل معها، وهي كانت خلال فترة الملكة أنه لا يقبل أي عذر في الليل لمحادثته، وكان هذا الشيء يسبب لي الضيق؛ لأن المحادثة يكون مجراها غالبا أنه وحيد، ولا أحد يهتم به، وأن المجتمع ضده. وكان يخبرني دائما أن لا أتركه وأطمئنه من هذه الناحية، لكن يوجد به قلق لدرجة أنه بدأ يصيبني بالفتور تجاهه، لا يرضى بأي شيء أقدمه له، أفعل المستحيل من أجل أن يجلس معي، في المقابل كنت أرى أن ذلك يؤثر على عمله فأحثه على أن يوازن وكثيرا ما يغضب مني، أصر على أخذ قروض من أجل الزواج، وأخبرته أنه ليس من الضروري تأثيث كامل البيت، ولا يهم كثرة المصاريف؛ لأنني أعلم أن البداية صعبة عليه، لكنه لم يسمع لي، وأخذ مبلغا كبيرا جدا. قبل الزواج بأسابيع تم تعيينه في مدينة تبعد عن مدينتنا كثيرا، وتم الزواج، وسكنت معه، ولكن المشكلة ما زالت معي، لم يراعي خوفي وقلقي أو مشاعري، في بداية الزواج أخبرته برغبتي بالسفر معه، لكن أيضا أخبرني بحجج غير مبررة، مع ذلك احترمت رأيه ربما لا يحب ذلك، كنت أتوتر من العلاقة لكن في المقابل لم يطمئنني، يريد أن يحقق رغباته فقط, أخبرته أن حاجتي كامرأة تختلف، ولكن لا أرى أي تجاوب. يتعمد عمل العلاقة وقت لجوئي للنوم يوميا مما أصبح لدي نفور كبير من هذا الشيء؛ لأنني لا أرى سوى تحقيق لرغبته فقط، أكره ركوب السيارة معه، يتحدث بطريقة مستفزة بأنني لا أهتم به ولا أحبه، وأنني سأتركه مما يجعلني دائما في قلق واضطراب بكيفية التعامل معه. قبل أسبوع أخبرته بأنني حامل، وتوقعته يكون سعيدا، لكن كان ردة فعله غريبة! ستنجبين معي ولن أرسلك لأهلك، أخبرته أن هذه نعمة حيث رزقنا الله بهذا الجنين دون تعب أو أمراض، والحديث عن الولادة ليس وقته؛ لأننا لا نعلم ماذا سيحدث، وكيف ستكون صحتي وقتها؟ وهل أستطيع حمل العبء وحدي أم لا؟ لكن أصبح يرددها كثيرا لن أرسلك، ويريد فتح الموضوع بأي طريقة، ويتعمد الحزن، ولا يحادثني، ويردد خلاص اجهضي الجنين! حزنت كثيرا بذلك لدرجة أنني غضبت منه في مرة، ونادمة جدا على ذلك، وأخبرته بأن يتركني إن كان يريد أن يتعامل بهذه الطريقة. كان لدي مقابلة عمل والمفترض أن أباشر اليوم وهو على علم بذلك، قال لي: لا أريدك أن تعملي لأنك لن تفكري في طول الوقت، كنت أظنها دعابة، ولكن اليوم خرج من البيت دون أن يسلم علي كعادته، ولم يأخذني لمباشرة عملي، تألمت كثيرا، أخبره دائما أنني أحتاج منه تقديرا بتعبي أو لوجودي في الغربة وحيدة، فيرد أنت تريدين أن تتركيني، أنت لم تقدمي لي أي شيء. علاقته بأهله ليست جيدة نوعا ما، وعندما أحثه على زيارة والدته يخبرني أنه يعرف كيف يبرها، ولكنه ينزل للمدينة وهي تعلم ولا يزورها، وفي نهاية الرحلة يبدأ بإلقاء اللوم بأنني السبب في عدم زيارة والدته، وإذا ذهبنا أخبره بأنني لا أريد النوم في غرف أحد أفراد العائلة؛ لأنها شيئا خاصا بهم، وكل مرة يحدث عكس ذلك. تحدثت مع والدته حول بعض تصرفاته لعلني أفهمها، لكن بطبيعتها كأم لم ترَ بأنها مشكلة!
الحل : نسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يعينك على فهم زوجك، وأن يحقق لكم في طاعته الآمال. أسعدنا ثناؤك على لطف زوجك ومكانته، ونتمنى أن يسمع منك ما يدل على تقديره واحترامه، فإن الاحترام والتقدير هما أكبر ما يحتاجهما الزوج، فإن وجدهما غمر زوجته بالحب والأمان، ومن الضروري سماعه للثناء المذكور منك، فالرجل قد يجد الثناء والمدح والاحتفاء والتقديم من كل من حوله، ولكن ما يشعره بالفخر هو ثناء زوجته عليه. ولا يخفى على أمثالك إن المرأة لا يمكن أن تجد رجلا بلا عيوب، كما أن المرأة لا تخلو من النقائص، فكلنا بشر والنقص يطاردنا، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، ومن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث. بالنسبة لانزعاجك من طلب حاجته عند النوم نتمنى أن تتكيفي مع الوضع، وتتأقلمي لأن عدم انسجامك معه في العلاقة الخاصة سوف يترك آثارا سالبة على الطرفين، كما إن تلبيتك لحاجته بأريحية مفتاح إلى الوصول إلى ما تريديه. ونحن نقر أن هناك صعوبات في التعامل، ولكننا نؤكد إن عمر الزواج القصير غير كاف للفهم للشخصية، كما إن الحياة الزوجية تحتاج إلى تنازلات من الطرفين حتى يكون الملتقى في منتصف الطريق، وعليه فنحن نوصيك بما يلي:- 1- كثرة اللجوء إلى الله. 2- تجنب الشكوى منه لوالدته خاصة بعد أن ظهر لك تأثيرها عليه. 3- تجنب كثرة الجدال معه، والبعد عن الإلحاح. 4- الصبر عليه وعلى الظروف الخارجة عن إرادته، وتفهم رفضه لسفرك معه. 5- زيادة الاهتمام به، كوني له أمة يكن لك عبدا، وكوني له أرضا يكن لك سماء. 6- فهم أسباب رفضه لعملك، واختيار الوقت المناسب لمناقشته حول الموضوع. 7- أنت تشكرين على تشجيعه على التواصل مع أهله، وأرجو أن تتعرفي على طريقة تعامله مع أهله، وأسباب ما يحصل؛ لأن في ذلك مفتاح لشخصيته. 8- عدم إلزامه بنمط معين في المبيت عند أهله، فلكل قوم عاداتهم وتقاليدهم وطرائقهم في إكرام ضيوفهم. 9- الاستمرار في التواصل مع موقعك. 10- عدم التوقف عند المحطات الصغيرة؛ لأن ذلك سوف يتعبه ويتعبك. وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الذنوب
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك