المشكلة:أنا متزوجة منذ سنتين من أقرباء أمي، كانت تجمعنا قصة حب دامت 8 سنوات عبر الهاتف، ومنّ الله علينا بالزواج ولكن، في يومي الأول اكتشفت أن زوجي له علاقة مع امرأة أخرى منذ 3 سنوات، علما بأن تلك المرأة قد تواصلت معي قبل الزواج بفترة لتخبرني أنه رجل مخادع، وغير كفؤ لي، ولكني لم أصدقها وأخبرته بالأمر. هذه المرأة هي ذاتها التي اكتشفت أن زوجي له علاقة مستمرة بها في أول يوم لزواجنا، وعلى الرغم من رفض أهلي زواجي المبكر بسبب عدم إكمالي الدراسة الجامعية إلا أنني تزوجته، والآن بعد أن عرفت خيانته، لا أستطيع طلب الطلاق والرجوع لأهلي؛ لأني قد عصيتهم وتزوجته رغم رفضهم للموضوع. مرت الأيام، وأنا أحاول نسيان ما فعله بي، وما عانيته من الصدمة، استمرت حياتي معه، وأحاول كل يوم نسيان ذلك وإعطائه فرصة جديدة، ومنذ خمسة أشهر تقريبا شككت بحركاته الغريبة والمريبة، وقد قام بتغيير رمز هاتفه، ويمنعني من لمسه ويدخله معه أي مكان، ولا يفلته من يده وأمور أخرى كالمكالمات الخافتة والغامضة، أحاول إعطاءه فرصة جديدة، ولكني أشعر بأنني حزينة وأن كرامتي لم تعد تسمح لي بذلك، وأنا أشك فيه كل يوم، ولم أعد أثق فيه كالسابق، وأشعر أنه قد عاد لعلاقته السابقة. أطلب المشورة منكم، فلم أعد أتحمل، منذ سنتين وأنا أعاني وحيدة، ولا أفصح بذلك لأحد، وعندما واجهته بشكوكي أخبرني أنه يحبني فقط، ولم يقم حتى بالدفاع عن نفسه، هل الطلاق أفضل أم ماذا؟
الحل:لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: - تعلمين – أختي العزيزة – أن الحياة الدنيا قد طبعت على الابتلاء, ولا ولن تخلو الحياة الأسرية من هذه المشكلات، فالواجب على المسلمة التقرب إلى الله باحتساب عظيم الثواب والجزاء على عبادات الصبر على البلاء وللشكر للنعماء والرضا بالقضاء (ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه) (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). - وعلى الزوجة العاقلة ألا تفكر في طلب الطلاق إلا في أضيق الظروف والضرورة القصوى فحسب؛ حفاظاً على مصلحتها وبيتها وحرصاً على الوفاء لزوجها بالسعي إلى إصلاحه ما أمكن. - وتبدأ فكرة الإصلاح بمحاولتك التعرف على جوانب الخلل لديكما لإزالته ما أمكن, فإنه (إذا عرف السبب بطل العجب) كما يقال في المثل, والمسؤولية تقع على عاتق كل من الزوجين. - واجبك أن تحرصي على إصلاح وإكمال نفسك ظاهراً وباطناً شكلاً ومضموناً, ذلك من حيث الاهتمام بجمالك وثيابك وأناقتك وطيب رائحتك ونظافة البيت، وخدمة الزوج والتلطف معه، وحسن الحديث معه، والمعاملة له طاعة لله أولاً، وإزالة الفجوة بينكما, واستمالته إليك بشتى الطرق الممكنة من غير إظهار زائد، وتكلف ظاهر. - اعطي حاجة زوجك من الإحساس بحلاوة المحبة والعلاقة الزوجية واكسري حاجز الرتابة والملل الذي يفسد الحياة الزوجية بطلب الخروج معه بهدوء ولطف في نزهة وزيارة ورحلة ومشاركته القراءة ومتابعة البرامج الطيبة والعمرة ونحوها. - لتكن ملامحك معبرة عن معاتبته بإبداء الاندهاش من تغيره وسلوكه من غير مصارحة. - أشعريه بالحب منك والثقة والاهتمام والتقدير والاحترام. - احذري أن تعامليه بالمثل بالصراخ والاتهام والانتقام أو التعامل بندية وغلظة. - تحلي بالثقة بنفسك تماسكي وأحسني الظن بربك وتحلي بالهدوء والصبر والحلم والحكمة والواقعية وعدم المبالغة في القلق والهم والخوف والتوتر. - احرصي على الستر عليه, ولا تشتكي إلى أحد إلا عند الضرورة فحسب وعند من تثقين بأمانته وحكمتهن ومن تأنسين منه القبول لديه والتأثير الإيجابي عليه. - ولا أجمل من اللجوء إلى الله تعالى بحسن الصلة به بالذكر والطاعة, وحسن التعلق به توكلاً واستعانة (ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا .. ومن يتوكل على الله فهو حسبه). - اللجوء إلى الله بالدعاء أن يرزقك الصبر والسداد والحكمة، وأن يرزق زوجك التوبة إلى الله والعودة إليك. - فرج الله همك، ويسر أمرك، ورزقك التوفيق والسداد، ورزقكما الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك