المشكلة: نا متزوجة من 13 سنه وماعندنا اطفال من اول اسبوع اكتشفت زوجي يدردش مع بنات وواجهته ووعدني وحلف بالله مايكررها بعد مده قصيره تغيرت معاملته معي وحسيت انه يخونني وبحثت بجواله وانه يدردش بكلام عمره ماقاله لي وواجهته ووعدني مايكررها وكل مره كذا لدرجة ماصرت اصدقه حتى لو حلف كسر ثقتي فيه وكل مره اصبر وتعبت نفسيتي كرهت كذبه وكرهت كل شيء فيه صرت اشك فيه في كل شيء وهو تعب مني يقول كل يوم تسوين مشكله وانا عندي قولون عصبي ما اقدر اتحكم بنفسي.
الحل: نعم حبيبتى فتلك هى الغريزة،غيرة الأنثي، ومثلها كذلك غيرة الرجل على أنثاه، ولكن غيرة المرأة المسلمة تكمن سر زيادتها دائما لشعورها بأن الله تعالى قد شرع للرجل الزواج من 3 نساء غيرها، فبالتالى تظل طوال الوقت قلقة من مشاركة غيرها في زوجها، وبغض النظر عن أن فكر المرأة بهذا الشكل ما هو إلا موروث ثقافي خاطيء تحمله أذهان السيدات في معظم الدول العربية والإسلامية، إلا أنه واقع لابد أن نتعامل معه مع السعي على تغييره(وليس الآن بالطبع المجال لسرده أو الإسهاب في تفنيده وكيفية معالجته).. أما وإنك هنا عزيزتى الزوجة فمعك كل الحق في غيرتك وغضبك ولا سيما معرفتك بتعدد علاقات زوجك الغير شرعية للأسف.. ولكن دعينى أحدثك بشكل عملي..فأنت متزوجة منذ 13 عام، ومن بداية الزواج واكتشفتِ طبع زوجك وظللتِ طوال السنوات الماضية في قلق وريبة وشك، مما عصف بحياتك مع زوجك إلى الهم والنكد الدائم نتيجة لعدم الاستقرار النفسي والعاطفي معه، وبالطبع انتقل هذا النكد والإحباط إليه وشيئاً فشيئاً اتسعت الفجوة العاطفية والزوجية بينكما، وتبعا لطبيعته وميله للنساء، فإن زوجك وجد ضالته في الحديث مع غيرك بشكل أكبر الأمر الذي يحدث لديه التوازن النفسي والعاطفي..نعم يا عزيزتى، فأنت لم تستطيعي احتواء زوجك، وبدلاً من اجتهادك لملء فراغه العاطفي والزمنى ومحاولة إشغاله وإلهائه عن المحادثات غير الشرعية مع النساء والفتيات، انشغلت أنت للأسف بمراقبته والبحث ورائه وتتبع تصرفاته، فسائتك أفعاله.. في حين أنه كان ينبغي عليك من البداية حسم أمرك معه بعدما تأكدتِ من طبيعته، إما أنك لن تتحملين تلك العلاقات أو الإصلاح من أحواله وكنت طلبتِ الطلاق والابتعاد عنه ووفرتِ على نفسك وصحتك كل ذلك العناء، أو أنك كنت عزمتِ النية على الجهد بغير ملل لعلاجه من تلك الآفة، ولكن للأسف زاد شكك وإحباطك أكثر عندما لم ترزقا بأبناء، وبالتالى ظل ذهنك في حالة توتر وشعور باحتمالية زواجه من أخري لكى ينجب، في حين أن الزوج صاحب تلك العادة السيئة لا يردعه عنها إنجابه حتى رهط من الأبناء، ولكن ما يمنع المرء عنها فقط إتقاءه لله تعالى ثم احتواء الزوجة ومضاعفة مشاعر الحب والثقة له، وملء فراغه بأشياء وممارسة أعمال مفيدة والأخذ بيده إلى طريق الله وطاعته.. وهذا ما أنصحك به حبيبتى بداية من الآن وصاعداً، لا تراقبيه ولا تبحثي ورائه، تغاضي واغفري وأنت محتسبة النية لله لإصلاح حال زوجك حتى لا يأثم ويحمل أوزاراً لن يتحملها هو ولن تتحمليها أنت بتقصيرك معه في هذا الشأن أمام الله تعالى.. فقط افعلى ما عليك من حسن التبعل له لكى تعفيه عن ما حرم الله والعمل هلى توفير الاستقرار النفسي والمعيشي له والتجديد من شكلك وملابسك وشخصيتك، فكونى له الصديقة والحبيبة وشاركيه اهتماماته وكل ما يحب وتجنبي مضايقته، مع نصيحته بدون انفعال وبكل حب وقدر خوفك عليه من عقاب الله تعالى له، فالحياة في دنيانا يا عزيزتى لا تحتمل شد وجذب وإرهاق نفسي تسبب لنا ولمن نحب أمراضاً عضوية، بل أنها أبسط من ذلك لمن يتركها وراء ظهره، فنحن نعيش فيها لعبادة الله أولاً وابتغاء مرضاته، فقط عليك أن تذكريه بأنه كما يدين يدان وأنه لن يقبل أن يكون لك أصدقاء رجال وبينكما كلام خاص وحساس..إستعينى بالله، اجتهدى وافعلى ما عليك مع الدعاء له بالهداية، ثم اتركى أمره وأمرك كله لله - عز وجل – بل همسة منى لك أختى الحبيبة، فربما لو شجعتيه على الحلال وشرع الله، لكان خيرا لكما، فأتمنى لو كان ليس عند زوجك مانع عضوي أو طبي من الإنجاب، وأنت تشعرين بأنه يتمنى أن يُرزق بطفل، و كانت لديك القدرة النفسية وشجاعة المسلمة الحق على تحمل زواجه من أخري، فشجعيه وتسامحي، فزوجك لم يتزوج من غيرك مبررا حاجته للإنجاب طيلة 13 عام إلا لأنه يحبك جدا ويحرص على جرح مشاعرك، وأفعاله ما هي إلا ضعف إيمان وعلاقات واهنة عابرة، وثقي أن الله تعالى سيكون معك وسيفعل لك كل خير، ففي النهاية لن يتم أمر ولا خطوة إلا بأمر الله، كما أنه لن يمنع حذر من قدر غير الدعاء والسعي للخير.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك