المشكلة: أنا أم لأربعة أبناء وأعيش في لندن منذ العام 1995، ومشكلتي هي ابني الكبير"علي"، حيث كان صديقًا لمجموعة من الشباب هنا، وللأسف كانت بين هؤلاء وشباب من عصابات ال"gang" مشكلة، وخلال تعارك بينهم قتل أحد الشباب، وقبضت الشرطة على المجموعة الأخرى وكان من بينهم ابني، وتمت ادانة الجميع، وحكم عليه بالسجن 22 عامًا، ومن يومها تدمرت حياتي، وأشعر بكسرة في قلبي، أصلي ولكنني أشعر بالضياع، وكأن روحي شابت، ويتجدد ألم فقدي لإبني مع كل زيارة، أحيانًا أحمد الله أنه لم يؤذى أكثر من هذا، ولكنني متعبة ولم أعد أعبد الله كما كنت، لا أدري ما بي، وماذا أفعل؟
الحل: مرحبًا بك عزيزتي: أقدر مشاعرك بسبب الفقد لولدك، وأرجو أن تجدي عبر السطور التالية ما يريح قلبك وينير لك بصيرتك لحل يناسبك. إن مشاعر ما بعد "الصدمة" النفسية تتسم بما وصفت يا عزيزتي، وصدمات الفقد من أشد ما يمكن أن يقابله المرء، لذا فكسرة القلب والشعور بالضياع كل ذلك تداعيات متوقعة، يعرفها اختصاصيو النفس، فهوني على نفسك، وارفقي بها. عبر سطور مشكلتك كتبت أنك تحمدين الله أن الأذى الذى أصاب ابنك هو السجن، وفقط، وهذه نقطة منيرة في تفكيرك، هذه حقيقة تستحق الحمد بالفعل يا عزيزتي الأم المكلومة، إن تفكيرك بهذا الشكل سيساعدك على مقاومة هجمة المشاعر السلبية بسبب الفقد، فنعم هو تم سجنه، لكنه "حي" لازلت ترينه، ولا زال على قيد الحياة، وسيخرج، وستنعمي بوجوده جوارك. ولأنه لا شيء يبقى على حاله، فهذه التجربة القاسية ستعلمه الكثير، وسيكون أفضل حالًا مما كان عليه وقت طيشه واندفاعه في سنه الصغيرة الآن، فلا تخشي شيئًا، وأحسني ظنك بالله، واجعلى يوم الزيارة يوم فرح بأنه من الأحياء، وأنك لا زلت تسمعين صوته، وترين وجهه، وتلمسين يديه، هو الآن يحتاج إلى أم داعمة، متقبلة، محبة، مهتمة، متفائلة، محفزة، مستقرة، ومتماسكة، فكوني أنت هذه الأم يا عزيزتي، لأجلك، ولأجل ولدك، وإخوته أيضًا.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك