arablifestyle
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل
لايف ستايل
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل

الرئيسية

ابني كتوم وهذا ما يقلقني!

لايف ستايل

لايف ستايلابني كتوم وهذا ما يقلقني!

ابني كتوم وهذا ما يقلقني!

يتهمني بالقلق، وبأنني أضخّم الأمور! كيف لا وابني بشار لا يشاركني أفكاره وهمومه، ولا حتى بعض الأحداث البسيطة في يومه، خاصة إن قارنته مع أخيه الأصغر نوّاف، الذي يحدثني عن كل أموره! بالطبع أتفهم أن لكل منهما شخصية مختلفة عن الآخر، ولا أتوقع من بشار أن يكون كنوّاف، ولكن على الأقل لو شاركني بالقليل؛ لما وصلت إلى ما أصل إليه الآن من قلق. كلاهما غادر المنزل للدراسة في بلد آخر، والحمد لله بفضل وسائل الاتصال الحديثة اقتربت المسافة وقلّ البعد، ولكن مع بشار حتى هذه الوسائل الحديثة لم تفِ بالغرض، ومبررات بعده وعدم تواصله المستمر كثيرة، فتارة النت لا يعمل، وتارة انشغاله مع أصدقائه، وتارة أخرى الدراسة شغلت وقته، وقد تمرّ أحيانًا ستة أيام من دون أن أسمع صوته، أو أتسلم منه رسالة قصيرة! عندما أفضي بهمّي وقلقي لابنة خالتي وصديقتي الوحيدة والمقربة وداد، يكون رأيها بأن الابن الأكبر دائمًا يكون مختلفًا عن غيره، ويجب ألا أقارنه بأخيه. أنا لا أقارن لكنني أقلق، خاصة وهو بعيد عني، فعشرات الأفكار تأتي برأسي؛ هل هو بخير؟ هل أغراه أصدقاء السوء؟ هل وضعه المادي مستقر؟ هل وهل وهل؟! لماذا يضعني في هذه الحالة، خاصة أنني أخبرته من قبل ألا يقطع أخباره عنّا. أشعر وكأنه كالطير الأسير في قفص، وما إن أتيحت له الفرصة ليحلّق بعيدًا؛ حلّق بدون عودة! هل كان أسيرًا في بيته؟ لا.. كان لديه رفاقه الذين يخرج معهم ويتسلى، فهو بطبعه اجتماعي جدًا. لم يبخل عليه والده بشيء، وفي نفس الوقت لم نغدقه دلالاً ونفسده، فـ«بشار» شخصية ترفض القيود والقوانين، ليس بمعنى أنه متهور أو ثائر، بل هو لا يحب التقيّد والعيش ضمن نظام، وقد فهمت هذا الأمر مؤخرًا ربما. ما يقلقني ليس فقط ابتعاده الجغرافي، الابتعاد الوجداني هو الأهم، خاصة وهو ابني البكر، الذي أريد أن أجده وقت الحاجة، لا أن أرسل له رسائل يرد عليها ثاني يوم، ومكالمات هاتفية لا يجيبها! ربما عليَّ أن أحدد وقتًا لأكلمه عن كل هذا، وأفهمه بأن بعده المستمر يثير قلقي، الذي يلومني عليه ويصفه بأنه لا يُحتمل، فهو الذي يستطيع إزالته بسهولة إن تواصل معنا باستمرار!

لايف ستايل

أمي قلقها لا يُحتمل! أمي، أطال الله بعمرها، لا تفكر إلا بالاحتمال الأسوأ، وأنا لا أدّعي هذا، بل هي في كلامها العادي عندما تتحدث وتبدي رأيها أو مقترحاتها؛ غالبًا ما تستخدم عبارة (على أسوأ تقدير)، فدائمًا ما تذكر السيناريوهات الأكثر تعقيدًا، على قناعة منها بأن الإنسان يجب أن يفكر دائمًا بالأسوأ؛ كي يسعد بالأحسن! لن أعترض على قناعاتها هذه، ولكن أخالفها إن أصبح أسلوب تفكيرها دائمًا يحمل الاحتمالات السيئة، وهذا ما يحدث في علاقتها معي. تنسى أمي أحيانًا أنني طالب جامعي، وفي بلد غريب، وبدأت بتكوين صداقات جديدة، وأدخل في هذا المجتمع الجديد، ولا تسمح لنفسها بالتفكير العقلاني، بل القلق دائمًا هو صاحب الهيمنة عليها. نعم أعترف بأنني أحيانًا أقصّر، ولكن ليس عمدًا، فتقصيري هذا يأتي من التأجيل لا أكثر، فإن تسلمت رسالة منها ولم أرد عليها في حينها، فغالبًا ما أنسى، لذا قررت من الآن فصاعدًا أن أجيب على رسائلها فور قراءتي لها، كي أحاول قدر الإمكان التخفيف من حدة القلق هذه التي تسوء ولا تتحسّن. بالنسبة لي، أستطيع تحمل قلقها بحدود، لا أن يصل بها الأمر إلى أن تتهمني بمعاشرتي لأصدقاء سوء، هي تتخيلهم، وأنني أستبدل عائلتي بأصدقائي، وهذا أيضًا من وحي خيالها. ماذا ستكون ردود أفعالي وهي تزيدني ضغطًا تلو الآخر؟ تطالبني بأن أشاركها أحداثي والأجزاء البسيطة من يومي، وعندما أفعل؛ تنهال عليَّ بالانتقاد والتوجيه والنصائح. مللت من سماع نفس الكلام وتكرار نفس المواقف، لذا أتجنب الحديث والمشاركة، كوني مقتنعًا بأن كل ما أفعله لا يعجبها، فلماذا أفتح عليَّ بابًا لن يؤدي إلى شيء؟ أبسط الأمور تنتقدها والدتي، ولا تترك مساحة كي تفكر بها؛ بأنني شاب قد أسهر أحيانًا مع الرفقة، وأتأخر عن دوامي، قد أبذّر قليلًا، ولكني سأتعلم، وقد أعيش في فوضى ولا أرتب ملابسي، كل هذه أمور طبيعية وعادية، فما شأنها وشأن أصحاب السوء والخيال الواسع، والسيناريوهات التي يخطّها عقل والدتي! أتمنى منها أن تمنحني بعض المتنفس ولا تحاصرني هكذا، وتلقي اتهاماتها، فهذا الوضع بات يشكّل توترًا بيني وبينها، وعلاقتنا أصبحت تسوء؛ بسبب قلقها الذي ليس له داع. أتفهم جيدًا مشاعر الأمومة لديها، وأن حياتها تغيّرت بعد أن سافرت أنا وأخي نوّاف، فكلّ منا الآن لديه حياة جديدة منغمس بها، أما والدتي فهي التي تعاني من فقدانها لنا، لذا أتفهم جدًا، ولكن عليها هي أيضًا أن تستوعب قليلاً وتتروى قبل السماح لقلقها بأن يتغلّب عليها.

لايف ستايل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابني كتوم وهذا ما يقلقني ابني كتوم وهذا ما يقلقني



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابني كتوم وهذا ما يقلقني ابني كتوم وهذا ما يقلقني



GMT 12:05 2016 الإثنين ,19 أيلول / سبتمبر

علاقة محرمة بين زوجي وأبنة أخي

GMT 08:48 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

بيكيه يخرج عن صمته ويعلن حقيقة انفصاله عن شاكيرا

GMT 05:18 2017 الإثنين ,27 شباط / فبراير

"Fantastic Beasts" يفوز بجائزة أفضل أزياء في أوسكار 2017

GMT 07:54 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

دايزي ماي أصغر عارضة أزياء بلا قدمين تخطف قلوب الملايين

GMT 06:44 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

ظهور خط ضوئي غريب في سماء ولاية كاليفورنيا

GMT 12:54 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سلمى حسن تُؤكّد على سعادتها بالعمل في "لا أحد هناك"

GMT 10:47 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

الأرز على الطريقة الصينية

GMT 19:47 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

احرصي على اتباع التغذية السليمة للأطفال فى مرحلة الحضانة

GMT 03:23 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

دراسات تؤكد أن الصيام عن الطعام ليلًا يبطئ أعراض الشيخوخة

GMT 18:39 2016 الثلاثاء ,06 أيلول / سبتمبر

فوائد صحية لورق الكرنب

GMT 17:15 2016 السبت ,17 أيلول / سبتمبر

الپاچة العراقية

GMT 19:11 2023 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

أفكار لتزيين غرفة الطعام بشكل عصري
 
arablifestyle

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

arablifestyle arablifestyle arablifestyle arablifestyle