المشكلة: السلام عليكم.. أنا رجل في الخامسة والثلاثين من عمري، أعمل قبطان سفن أي أنني قليل التواجد في بيتي وبين أهلي بسبب سفري المتواصل. وأنا وحيدٌ بين أختين، أي أنه ليس لي أخ. تزوجت منذ عشرة أعوام ورزقني الله بنتاً وولداً والحمدلله. توفى والدي في السنة الماضية فطلبت من أمي أن تأتي لتسكن في بيتي كي لا تعيش وحدها، خاصة بعد زواج أخواتي البنات، رفضت أمي في بادئ الأمر ولكنها قبلت بعد إصراري وإلحاحي المتواصل. وأنا كي لا تشعر نفسها ضيفة في بيتي طلبت من زوجتي أن تعاملها كأنها صاحبة البيت أي أن تستشيرها بشؤون المنزل وأمور الأولاد. وطبعا بحكم عملي لا أدري كيف هي العلاقة بينهما. ولكن أتيت منذ ثلاثة شهور إلى بلدي وكنت سعيداً جداً لأن أمي وزوجتي وأولادي سيستقبلونني معاً في بيتٍ واحد، وإذ بي أُفاجأ أن أمي ليست في البيت فأخبرتني زوجتي أنها ليست مرتاحة معنا بسبب ضجيج الأولاد فأخذت أغراضها وعادت إلى بيتها، فذهبت لعندها كي أسلم عليها وأطلب رضاها وعبرت لها عن عتبي عليها لأنها تركت بيتي، فأخبرتني نفس كلام زوجتي بأنها اعتادت على العيش وحدها وأنها تحب الهدوء، فلم أصر عليها أكثر كي لا أحرجها. ولكن بعد مدة كنت ألعب مع أبنائي فأخبراني بطريقة عفوية أن أمهما كانت دائماً تصرخ على جدتهما وتخبرها أنها تضيّق علينا البيت، وفي مرة تشاجرت معها وطلبت منها أن تعود إلى بيتها فبكت وذهبت، فغضبت غضباً شديداً وتشاجرت معها وأخبرتها أن أمي خط أحمر، وأن هذا المنزل ومن فيه تحت قدميّ أمي، وإن لم يعجبها الأمر فعليها أن تترك البيت وتمشي فقالت أن البيت ضيق وأنها تنام على سرير ... مما يضطره للنوم بجانب أخته ... فقلت لها لو كان البيت لا يسعها فمكانها فوق رؤوسنا. صارت تجادلني بأن منزلها كبير وفارغ ومنزلنا صغير فلِمَ التضييق، وبسبب جدالنا ارتفعت أصواتنا كثيراً فصفعتها (علماً أنني إنسان هادئ بطبعي ولست عصبي أبداً، ولم أتجرأ أبداً أن أمد يدي عليها من قبل مهما بلغ حجم المشكلة بيننا) وطلبت منها أن نذهبت لكي نراضي أمي ونطيّب خاطرها ولكنها رفضت وأخذت الأولاد وذهبت إلى بيت أهلها باكية، وعندما علمت أمي بما حدث بكت واتهمت نفسها أنها خربت بيت ابنها الوحيد، ومنذ ثلاثة شهور وهي تطلب مني وتترجاني أن أرجع زوجتي وأولادي ولكنني أرفض، وفي يومٍ هددتني بأنها ستغضب عليّ إن لم أرجعها فاتصلت بها وقلت لها أنني سآتي وآخذها هي والأولاد ونأتي إلى أمي كي نطيّب خاطرها ومن ثم نعود إلى منزلنا ولكنها رفضت وقالت أنها لم تسامحني على صفعي لها. ومن يريد أن يلومني على صفعي لها فلا يتسرع لأنه لم يكن موجوداً ولم يرَ أو يسمع كيف كانت طريقة كلامها عن أمي. والآن أمي تطلب مني أن نذهب أنا وهي لكي أرجع زوجتي وأولادي إلى بيتي فهل أطيعها؟. وبماذا تنصحوني؟.
الحل: لا شك أن زوجتك استفزتك بكلامها مما أدى الى فقدانك لاعصابك وصفعك لها ولكن ذلك لا يغفر لك تماديك معها ، فلا بد لك أن تذهب لزيارتها عند أهلها وتعتذر عن تصرفك ، فهي أم أولادك والمشاكل لا تحل بالضرب بل تتفاقم . والدتك امرأه طيبة، لا تريد هدم بيتك ، حتى أنها مستعده لزياره زوجتك ، ولكن لا ضرورة ذلك ، ففيه إحراج لها. حاول أن ترضي زوجتك وتتفاهم معها حول ترتيب البيت بطريقه يكون لوالدتك بعض الخصوصيه ، اشتري لها سريرا خاصا بها أو استأجر بيتا أوسع تخصص لها فيه غرفه مستقلة او بيتين متقابلين. لا بد لزوجتك أن تتفهم ظروفك ورغبتك في سكن والدتك بقربك، فهي بحاجه لك ولاهتمامك بها. طيب خاطر زوجتك وأشعرها بندمك على ما فعلته وتقديرك لتفهمها واهتمامها بوالدتك ففي النهاية هذا ليس واجبها بل مروءة منها ومن حقها أن تسكن في بيت مستقل.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك