يعود تاريخ صناعة الزجاج والخزف في مدينة الخليل إلى حوالي 600 عام، حيث بدأت صناعته بأشياء بسيطة كتصنيع الخرز والحلي والكرات الدائرية، واستمرت لغاية اليوم، على الرغم من التطور الاقتصادي والصناعي الذي تشهده المدينة التي ناهز عدد سكانها 900 ألف مواطن.
يحمل الأبناء إرث أجدادهم الكنعانيين على أكتافهم للتدليل على تراث البلاد وأصالتها وعراقتها على شكل لوحات فنية، لتشكل بصمات أياديهم وعرق جبينهم أشكالًا متنوعة ومختلفة من الزجاج والخزف، مثل الفوانيس والصحون والساعات والتحف والمزهريات وكؤوس الحجامة والأباريق وغيرها العشرات من الأنواع. الحاج وليد النتشة (68 عامًا) ورث الحرفة عن جده قبل نصف قرن تقريبا، كان يستغل عودته من المدرسة وهو في الثامنة من عمره، ويذهب لزيارة جده في مصنع الخزف، ثم ترك المدرسة وهو في سن 13 عاما، وباشر العمل مع جده، وورث اليوم مهنته وعلمها لأبنائه، في مصنعه الكائن بمدينة الخليل أقصى جنوب الضفة الغربية.
وقال الحاج النتشة لـ "فلسطين اليوم": الاحتلال الإسرائيلي يحاول طمس المعالم الثقافية والحضارية الفلسطينية في مدينة الخليل، وصبغها بالأساطير العبرية، ويعمل على إعاقة التقدم والتطور في مجال الصناعات الزجاجية عبر منع استيراد بعض المواد الخام، والسماح للسلع الأجنبية بغزو أسواقنا". وأشار النتشة إلى أنه يتم تصنيع الزجاج من خلال الأتربة وصوان البحر والملح والرمل والفحم، حيث تجمع وتخلط مع بعضها في حوض للماء بكميات معينة، ومن ثم يتم تنشيفها، وبعدها يتم تنخيل الخلطة، ويأخذ الناعم منها، فتصبح مثل الملتينة ليتم تصنيعها بالشكل المراد، بعد إدخالها في فرن الصهر.
وتابع "بعد إدخال الملتينة إلى فرن الصهر على درجة حرارة 1200 درجة، لمدة 12 ساعة، تخرج بشكلها النهائي المطلوب، ويتم وضع بعض الأصباغ لمنح الزجاج أشكال وألوان مختلفة حسب رغبة وطلب الزبائن والتجار، وتكون مرحلة الرسم والتلوين اليدوي على القطعة آخر محطة في مرحلة التصنيع. ويروي العامل في مصنع الزجاج منصور النتشة (37 عامًا) حول عمله في تشكيل وصناعة الزجاج ل "فلسطين اليوم" "بدأت العمل في هذه المهنة وأنا في عقدي الأول من العمر، وبعد 7 سنوات من المراقبة والمشاهدة والتدريب على استخدام وتطويع الزجاج وتكوين الأشكال أتقنت العمل بالشكل المطلوب".
وواصل منصور حديثه لمراسلنا بالقول: قبل سنوات كنا نصنع الزجاج من الرمل والصودا، في فرن على درجات حرارة تفوق ألف درجة مئوية، الأمر الذي يتسبب بحر شديد إضافي علينا في فصل الصيف، بسبب المكوث 6 ساعات متواصلة أمام الفرن في أجواء شديدة الحرارة في فصل الصيف، لكن حبي لمهنتي هو سر تحملي لها".
ويقوم المصنع بشراء الزجاج الملقى في الحارات والأرصفة، الذي يقوم الفتية بجمعه وبيعه للمصنع، وبدوره يقوم المصنع بصهره من جديد وإعادة استخدامه، عبر وضعه في فرن الصهر،
واستخدام أنبوب ينفخ فيه على قطع الزجاج السائلة، ليتحول لمناظر وأحجام تسر الناظرين، بعد عمل طويل وشاق وتركيز كبير. وتشير بيانات الغرفة التجارية في الخليل إلى وجود أكثر من 60 مصنعًا ومعملًا لصناعة الزجاج والخزف في مدينة الخليل قبل اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، ولازال سوق القزازين في بلدة الخليل القديمة مغلق بقرار من سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وختم الحاج النتشة حديثه ل "فلسطين اليوم" بالقول: حرفة الأجداد في طريقها للاندثار، نظرًا لتراجع الاهتمام المحلي بها، بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، واعتماد نسبة كبيرة من الأسواق المحلية على الزجاج والخزف المستورد، واستطرد قائلًا:” صناعتنا تضاهي المستورد وأقل ثمنًا منه، ويتوجب على المواطن الفلسطيني قصدها في مناسباته والاعتماد عليها".
GMT 16:54 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر
إسعاد يونس تكشف تفاصيل مشوارها الفني وتتمنى أن يجمعها عمل مسرحي مع شريهانGMT 16:48 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلكGMT 16:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر
أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعيادGMT 15:38 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر
فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمةGMT 15:32 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر
إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025GMT 14:37 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر
البني والبرغندي والأزرق الداكن الأكثر تصدرًا لموسم شتاء وخريف 2025GMT 14:31 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر
بهاء سلطان يستعد لحفل غنائي ضخم ويكشف عن نجاح أغنيته «أنا من غيرك»GMT 14:27 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر
تناول كمية معيّنة من المكسرات يوميًّا يساعد في إطالة العمر Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك