اضطرت بعض الدول الأكثر تضررا من وباء كورونا أن تطلب من الأطباء اتخاذ قرارات صعبة بإعطاء الأولوية لبعض المرضى في تلقي العلاج على حساب آخرين، لكن المعايير التي يبني عليها الأطباء قراراتهم اختلفت من بلد لآخر.
وتصدر المستشفيات وهيئات الرعاية الصحية حول العالم مبادئ توجيهية لمساعدة أعضاء الفرق الطبية في اتخاذ القرارات الصعبة بشأن الأولوية في العلاج، خصوصا عندما تزداد الضغوط على المستشفيات وأنظمة الرعاية الصحية بسبب ارتفاع حالات الإصابة والنقص الحاد في المعدات الأساسية كأجهزة التنفس الاصطناعي ومعدات الوقاية الشخصية وحتى أعضاء الفرق الطبية.
وبحسب تقرير نشرته "بي.بي.سي" فإن الأطباء في دول كثيرة يعطون الأولوية للحالات الحرجة بين المرضى الأصغر سنا الذين يعانون من أمراض مزمنة أقل.
ففي إيطاليا نصت المبادئ التوجيهية التي يسترشد بها الأطباء الإيطاليون على وجوب إعطاء الأولوية للمرضى الذين تزيد فرص شفائهم بالعلاج، ووصفت المبادئ الوضع الحالي بأنه يشبه طب الكوارث، وذكرت أنه قد يكون من الضروري وضع حد أقصى لعمر المريض الذي يسمح بنقله إلى غرفة العناية الفائقة.
ويقول إزيكيل إيمانويل، رئيس مجلس إدارة الأخلاقيات الطبية والسياسة الصحية بجامعة بنسلفانيا، إن المعيار الأساسي هو تعظيم الفوائد، من حيث عدد الأرواح التي سينقذها الأطباء وعدد السنوات التي سيعيشها المريض بعد التعافي، ويرى واضعو هذه المبادئ أن فرص المرضى الأصغر سنا والأفضل صحة أعلى من فرص نظرائهم الأكبر سنا في البقاء على قيد الحياة.
وشددت اللوائح على إعطاء الأولوية في الحصول على المعدات الطبية والعلاج للأشخاص الذين يؤدون أدوارا محورية في مكافحة الوباء، مثل من يعمل بالخطوط الأمامية، وغيرهم من الموظفين في المهن الضرورية لتسيير الدولة، بحجة أن وظائفهم تتطلب تدريبا شاقا ومن الصعب العثور على من يقوم مقامهم.
وفي بعض الولايات الأمريكية تطبق مبادئ توجيهية، إذ تشير الوثائق إلى أن بعض الولايات تستبعد المرضى الذين يعانون من إعاقة عصبية أو خرف أو مرض نقص المناعة المكتسبة، من العلاج بأجهزة التنفسي الاصطناعي.
وتنص خطة ولاية ألاباما على أن المرضى الذين يعانون من تأخر عقلي حاد أو خرف متقدم أو إصابة الدماغ الشديدة قد يستبعدون من العلاج بأجهزة التنفس الاصطناعي.
وأصدرت الجمعية الطبية البريطانية وثيقة بشأن المسائل الأخلاقية، تنص على أن أعضاء الفرق الطبية قد يضطرون لنزع الأجهزة عن بعض المرضى وإعطائها لغيرهم الذين يرى الأطباء أن فرصهم أعلى في البقاء على قيد الحياة، حتى لو كان المريض الذي نُزعت منه الأجهزة قد كانت حالته مستقرة أو أظهر استجابة للعلاج.
وأثيرت مخاوف أيضا بشأن الآثار النفسية التي تتركها هذه القرارات التي قوبلت بتنديدات من منظمات حقوقية وصفتها بأنها غير أخلاقية على أعضاء الفرق الطبية، إذ يجري الأطباء الذين يتخذون هذه القرارات محادثات جماعية يوميا ليدعم بعضهم بعضا، حتى إن بعض الأطباء حصلوا على إجازة مرضية لعجزهم عن مواجهة هذه القرارات.
وقد يهمك أيضًا:
دراسة تؤكّد أنّ "كورونا" يهاجم بطانة الأوعية الدموية فى جميع الجسم
"كورونا" يواصل الانتشار حول العالم وتعداد المصابين يتجاوز 3 ملايين
GMT 15:26 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر
لطيفة تستعد لإطلاق ألبوم جديد مع زياد الرحباني وتسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهينGMT 12:28 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر
الموسيقار عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياتهGMT 12:20 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر
تقنيات جديدة تستهدف العصب الأنفي الخلفي لتحسين علاجات التهاب الأنف المزمنGMT 10:51 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر
تطوير علاجات لاضطرابات الكلى للأطفال منخفضي الوزن عند الولادةGMT 09:55 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر
زوج درة ونجوم الفن يدعمونها في عرض "وين صرنا؟" Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك