تحيي منظمة الصحة العالمية يوم 7 أبريل الجاري يوم الصحة العالمي 2017 تحت شعار "الاكتئاب: دعونا نتحدث عنه"، حيث تركز الحملة على الاكتئاب، والتعريف به، وكيفية الوقاية منه وعلاجه.
وتهدف الحملة التي تستمر لعام واحد إلى الحد من الوصم المرتبط بالاكتئاب، وتشجع المصابين بالاكتئاب على طلب المساعدة. ويندرج الاهتمام في التحدث عن الاكتئاب في صلب هذه الحملة بوصفه عنصراً حيوياً من عناصر التعافي من المرض. ولا يزال الوصم الناجم عن الإصابة بالأمراض النفسية ومنها الاكتئاب، حاجزاً يحول دون سعي الناس إلى طلب المساعدة لعلاجه في جميع أنحاء العالم.
ويساعد التحدث عن الاكتئاب، سواء مع أحد أفراد الأسرة أو مع صديق أو مع مهني متخصص بالشؤون الطبية في إطار مجموعات أكبر، من قبيل المدارس وأماكن العمل والأوساط الاجتماعية، أو في المجال العام، أو في وسائط الإعلام، أو المدونات الإلكترونية، أو وسائط الإعلام الاجتماعية، على تحطيم هذا الوصم، ويؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة عدد من يسعون إلى طلب المساعدة في التخلص منه.
وأشارت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها إلي أن الاكتئاب أصبح الآن سببا رئيسيا لاعتلال الصحة والإعاقة على مستوى العالم ويعاني منه أكثر من 300 مليون شخص. وقد ارتفعت معدلات الإصابة بالاكتئاب بأكثر من 18 % منذ عام 2005 ، لكن اقتران غياب الدعم للصحة النفسية بالخوف الشائع من وصمة الإصابة بالاكتئاب يحول دون حصول الكثيرين على العلاج الذي يحتاجونه ليعيشوا حياة صحية منتجة.
وكانت جمعية الصحة العالمية لأولى قد دعت في عام 1948 إلى تكريس "يوم عالمي للصحة" لإحياء ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية. ومنذ عام 1950، جرى الاحتفال سنوياً بيوم الصحة العالمي في السابع من أبريل. ويتم كل عام اختيار موضوع ليوم الصحة العالمي للتركيز على مجال من المجالات التي تثير القلق وتحظى بالأولية في سلّم منظمة الصحة العالمية. وذلك اليوم هو أيضاً مناسبة لاستهلال برنامج دعوي طويل الأجل يتم في إطاره الاضطلاع بشتى الأنشطة وتخصيص موارد لفترة لا تقتصر على يوم 7 أبريل بل تتجاوزه.
والاكتئاب مرض يميزه الشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام في الأنشطة التي يتمتع فيها الشخص عادة، وهو يقترن بالعجز عن أداء الأنشطة اليومية لمدة أسبوعين على الأقل. وينجم الاكتئاب عن نوع من التفاعل المعقد بين العوامل الاجتماعية والنفسية والبيولوجية. ويكون من عانوا من أحداث حياتية صعبة (البطالة، الفجيعة، الصدمات النفسية) أكثر تعرضاً للاكتئاب.
ويمكن أن يؤدي الاكتئاب بدوره إلى مزيد من التوتر وعدم القدرة على أداء الوظائف وتردي حياة الشخص المصاب والاكتئاب ذاته.
وهناك علاقة متبادلة بين الاكتئاب والصحة البدنية. فلقد حددت المنظمة صلات قوية تربط الاكتئاب باضطرابات وأمراض غير سارية أخرى، إذ يزيد الاكتئاب من خطورة الإصابة باضطرابات وأمراض ناجمة عن استعمال المواد، مثل داء السكري وأمراض القلب، ويصح أيضاً عكس هذا القول، ما يعني أن خطورة الإصابة بالاكتئاب مرتفعةة لدى الذين يعانون من سائر هذه الحالات الصحية. والاكتئاب عامل خطر مهم أيضاً مرتبط بالانتحار الذي يحصد أرواح مئات الآلاف من الأشخاص سنوياً.
ويؤثر الاكتئاب على الناس بجميع أعمارهم وفي جميع مناحي الحياة بالبلدان كافة، وهو يسبب لهم ألماً نفسياً ويؤثر في قدرتهم على القيام حتى بأبسط المهام اليومية، ويخلف أحياناً عواقب مدمرة على علاقاتهم مع أسرهم وأصدقائهم وقدرتهم على كسب لقمة العيش. ويمكن أن يؤدي في أسوأ الأحوال إلى الانتحار، وهو الآن السبب الرئيسي الثاني للوفاة فيما بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً. وقد اخترنا نحن في منظمة الصحة العالمية أن نولي اهتماماً خاصاً للفئات الثلاث التالية المتأثرة بالمرض على نحو غير متناسب: الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، والنساء اللاتي هن في سن الإنجاب وخاصةً عقب الولادة، والمسنون الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً.
ومن علامات الاكتئاب : فقدان الطاقة ؛ تغير الشهية ؛ النوم لفترات أطول أو أقل ؛ القلق ؛ قلة التركيز ؛ التردد ؛ التململ ؛ الشعور بانعدام القيمة أو الذنب أو اليأس ؛ التفكير في إيذاء النفس أو الانتحار.
وبناء على عدد الأعراض وشدتها، يتم تصنيف حالات الاكتئاب باعتبارها طفيفة، أو متوسطة، أو حادة. وثمة فرق أساسي أيضاً بين الاكتئاب لدى الأشخاص الذين سبق لهم أن عانوا من نوبات الهوس أو لم يسبق لهم أن عانوا منها. ويمكن أن يكون نوعا الاكتئاب من الأنواع المزمنة أي على مدى فترة طويلة من الزمن مع حدوث انتكاسات، ولا سيما في حالة ترك الاكتئاب دون علاج. ويقسم الاكتئاب إلي نوعين :
الأول .. اضطراب الاكتئاب المتكرر : وينطوي هذا الاضطراب على نوبات اكتئاب متكررة. وخلال هذه النوبات، يعاني الشخص من اعتلال الحالة المزاجية ، وعدم الاهتمام والتمتع بالأشياء، وتدني الطاقة مما يؤدي إلى قلة النشاط لمدة أسبوعين على الأقل. ويعاني كثير ممن يمرون بحالات اكتئاب كذلك من أعراض القلق، واضطراب النوم والشهية، وقد يكون لديهم شعور بالذنب أو قلة تقدير الذات وضعف التركيز، بل وحتى أعراض بدون تفسير طبي. وبناء على عدد الأعراض وشدتها، يمكن تصنيف نوبة الاكتئاب بأنها طفيفة، أو متوسطة، أو حادة. وقد يجد من يعاني من نوبات اكتئاب طفيفة بعض الصعوبة في الاستمرار في العمل العادي والأنشطة الاجتماعية، ولكنه قد لا يتوقف عن العمل تماما. وخلال نوبة الاكتئاب الحادة، فمن غير المرجح تماماً أن يتمكن من يعانون الاكتئاب من مواصلة الأنشطة الاجتماعية، أو العمل، أو الأنشطة المنزلية، إلا بقدر محدود للغاية.
الثاني .. الاضطراب الوجداني الثنائي القطب: وعادة ما يتألف هذا النوع من الاكتئاب من نوبات هوس واكتئاب تفصلها فترات من المزاج الطبيعي. وتنطوي نوبات الهوس على الروح المعنوية العالية أو المزاج العصبي ، والنشاط الزائد، والتحدث بسرعة، وتضخم تقدير الذات، وقلة الحاجة إلى النوم.
GMT 19:32 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر
دراسة جديدة تكشف أن النوم أقل من 5 ساعات يعرضك لخطر الإصابة بالاكتئابGMT 14:20 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر
أسباب الاكتئاب في الشتاء عديدةGMT 12:24 2023 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر
علاج الاكتئاب الظرفي بسيط وكيفية التفريق بينه وبين الحزنGMT 14:39 2023 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر
مشروبات قد تُسبّب الاكتئابGMT 12:52 2023 الثلاثاء ,08 آب / أغسطس
الاكتئاب والقلق لا يرتبطان بزيادة الإصابة بالسرطان Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك