السلام عليكم سيدتي عمري 28 عامًا وأنا خريجة جامعية، أعيش مع والدي ووالدتي وحدي، لأن كل إخوتي تزوجول وتركوا البيت، أشعر بوحدة فظيعة، مع العلم أني اجتماعية جدًا، لكن ليس لديّ مكان أذهب اليه. وأنا اشعر بعدم القدرة على الفرح مهما يحصل من مواقف مفرحة. وتصوري أني أتصنع الضحكة واعيش حزنًا داخليًا عميقًا. علمًا بأن أهلي من النوع الذي يصعب التواصل معه، لذلك هم لا يشعرون بي ولا يتفهمون وضعي، ودائمًا يقولون لي: "أنت مدلعة". كنت دائمًا أتمنى ان اجد إنسانًا يفهمني، إلاّ أني عندما وجدته اكتشفت ان شخصيتينا متناقضتان. فلم حص نصيب. ولم ازعل جراء ذلك. سيدتي، دائمًا أشعر بأنني أعيش في حلم، وكل ما أمر به لم يمر به أحد غيري. أتمنى أن أعود وأضحك كما في السابق، وان أكون إنسانة طموحة. كان ابي دائمًا يضرب لي الامثال ببنت فنلان وبنت فلان، ويلمّح لي بالكلام بأني افشل واحدة في إخوتي، وأي كلمة أقولها يصفني بالكاذبة، وبفشلني أما إخوتي. أحيانًا كثيرة أشعر بأنه لم تعد لديّ ثقة بنفسي وأن لا معنى لحياتي، حتى وزني لم اعد قادرة على السيطرة عليه، لأن الأكل هو الشيء الوحيد الذي أقدر أن احصل عليه. علمًا بانه لا يمضي يوم من دون أن أبكي سوء حالتي قبل أن انام. أرجوك ساعديني.
بالطبع إن وضعك يؤدي الى احباطات كثيرة، منها هذه الحالة التي أنت فيها، خصوصًا أنك وحدك شابة مع ام وأب. تاريخك معه كله إحباطات. من المحبط ان يعيش الإنسان في مكان بلا أصدقاء، وهي مسألة فعليًا محبطة، ونأتي الى عمرك، وهو عمر زواج، فلا زوج ولا استقرار، وهذه أيضًا مسألة محبطة. أولًا، ابحثي عن عمل تجدين فيه متنفسًا لك وأصري على ذلك. ثانيًا: أوقفي اهلك عن إحباطك وأخبريهم بكل صراحة أن كلامهم يجرحك، وانك لا تريدين إحباطاتهم. وأحبي نفسك، فأنت تحتاجين الى أن تحبي نفسك، اذهبي الى ناد رياضي، فلعل ذلك يكون بمثابة فرصة لك لتكسبي صديقات. بصراحة يا عزيزتي، كثيرًا ما أجد أناسًا ينوحون ويشكون من ان لا أحد يحبهم، ولهؤلاء أقول: أحسّوا بأنفسكم وأحبّوا أنفسكم وهذا يكفي.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك