المشكلة : أنا طالب جامعي، وضعي المادي مقبول، مشكلتي هي أن شكلي ليس جميلًا، وقد جعلتني مشكلة قبح الوَجه أكره نفسي والحياة، وأكثر ما يؤلمني أن من أتقدم لخطبتهن يَنفِرنَ من مظهري ويُفضِّلْنَ ذا الوجه الجميل، رغم أنني أهتم بنظافتي ومظهري، وأشتري أفضل أنواع العطور، وقد تقدمت لخِطبةِ ثلاث فتيات وجميعهنَّ رفضنَ، وقد خُطِبت إحداهنَّ قريبًا، فأُصبتُ بحزن شديد، إضافة إلى ذلك فأنا قصير القامة؛ فلا ينفعني لعب الرياضة، ولا أمتلك روح الدعابة، أرجوكم ساعدوني للتخلص من هذه الآلام.
الحل : إن الإنسان مهما كان شكل وجهه غير مقبول، ومهما رأى نفسه قبيحًا، فهو يظل أفضل المخلوقات؛ كما وصفه الله تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4]. ولكن يحصل أحيانًا أن يرتدي هذا الإنسان نظارة سوداءَ، فلا يُبصِر الأشياء على حقيقتها؛ لذلك ندعوك أن تتخلى عن هذه النظارة السوداء، وأن تلبس بدلًا عنها نظارة شفافة؛ لترى الأمور على واقعها وحقيقتها. مشكلتك متعددة الجوانب؛ فأنت أولًا تحصر مفهوم الجمال في جمال الوجه فقط، وهذا غير صحيح، فالله عز وجل لا ينظر إلى صورنا وأجسامنا، وإنما ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا؛ كما جاء ذلك في فحوى الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. إذًا أول نقطة هي أن تصحِّح معيار الجمال عندك، فمعيار الجمال يتعلق بالعمل والأخلاق الحسنة، أما جمال الجسم فهو نعمة يَهَبُها الله لهذا الإنسان؛ كي يختبره، تمامًا كنعمة المال، فهناك الأغنياء والفقراء، والفقر والغنى يكون بالمال والجسم والصحة والأخلاق ... إلخ. النقطة الثانية: هي أن معيار الجمال نفسه يختلف عند الناس أيضًا، فهناك المرأة الجميلة التي تتزوج الشخص الدَّمِيمَ؛ والعكس بالعكس، ونجد ذلك في مجتمعاتنا، وكذلك في المجتمعات الأخرى. إذًا فغَيْرُ صحيح أنك لن تجد مَنْ تقبَلك، ومحاولاتك السابقة ليست نهاية المشوار، فعليك تَكرار المحاولة حتى تجِدَ مَنْ تدخل في قلبها وتعيش معها حياتك الزوجية.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك