المشكلة: كنت على علاقة مع زميلي في الجامعة، شعرت بالعاطفة نحوه لمدة 3 سنوات، وكنت مكتفية بالدعاء لله أن يأت به، وفعلًا جاءني في السنة الرابعة وأخبرني أنه معجب بي، ولكنه بعد مرور 6 أشهر من العلاقة والوعد بالزواج، فوجئت به يعتذر وينسحب ويقول لي أنه يحبني ولكنه خائف من الإرتباط، وأنه لا يصلح للزواج! من يومها وأنا متعبة، مرت 10 شهور وأنا غير قادرة على النسيان، أصلي قيام الليل وأدعو الله أن يأتي به مرة أخرى، أعيش حياتي حزينة منكسرة، ولا أستطيع تخيل حياتي بدونه، لقد تركني بعد أن حلمت معه بكل شيء، والكل يقول لي انسيه، وتقدم لي خاطبون كثر وأنا أرفض، لا أستطيع السيطرة على مشاعرى، وما يحدث لي رغمًا عني، ماذا أفعل؟
الحل: مرحبًا بك عزيزتي روز، أقدر مشاعرك تمامًا، كل ما تجدينه هو توابع لزلزال الصدمة النفسية العاطفية، فمشاعر الفقد هي من أشد المشاعر على الإطلاق إيلامًا. أعرف أنك لست بحاجة إلى لوم أو عتاب، أنت بحاجة إلى دعم نفسي ومساندة حتى تتجاوزي الأزمة بسلام، وتدركين الحكمة وتتعلمي منها ما يتوجب عليك فعله في تجاربك العاطفية القادمة حتى تحمي نفسك من الوقوع مرة أخرى في هذا الفخ. أنت الآن يا عزيزتي في غيابات جب الخذلان وأعذرك تمامًا لشعورك بكل هذا العجز والاستسلام، لازلت يا عزيزتي في مرحلة"الانكار" وأحسيها قد طالت بك يا عزيزتي. إننا في هذه الحياة لا نستطيع العيش ولا تجاوز الآلام بدون "القبول" ، أن نقبل أنفسنا، بكل ما فيها، وما تلاقيه من حادثات الليالي والأيام، وأن نقبل الألم، وأن نقبل الفقد كما نقبل الموت، وبدون هذا القبول يا عزيزتي لن نرضى وستظل نفوسنا بنا تشقى. ارفقي بنفسك أمرًا لا فضلًا، فهذا حق نفسك عليك، فكري في الأمر جيدًا، نرى ما الفائدة من الارتباط برجل يخاف "المسئولية"، رجل "غير جاد"، هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن تواجهي نفسك بها، مهما أقسم أنه يحبك، وأنه، وأنه، فلا حب بلا فعل، لا مشاعر بدون سلوك يدل عليها. ربما هو اعتمادي كانت حياتك معه ستكون جحيمًا بسبب اعتماديته، وسيطير عندها الحب والإعجاب وكل شيء، وكنت ستقفزين أنت حينها من السفينة لتنجي بنفسك من عذاب أشد مما تعانيه الآن!!. "لعله خير"، هذا ما يجب أن تؤمني به يا عزيزتي، "تؤمني" وتعتقدي أنه خير، وأن الله يعلم وأنتم لا تعلمون. إن نفسك غالية فتذكري ذلك جيدًا، والغالي لا يجري وراء سراب يضر ولا ينفع، فحاولي مع نفسك فعل ذلك كله، وإن ظل العجز عن الفعل يلازمك فلا تترددي في طلب المساعدة الطبية النفسية، عير معالج أو طبيب نفسي، ستفيدك جلسات العلاج النفسي الجماعي في اخراج الألم المدفون في داخلك وهذا التحرر سيكون بدايتك على طريق التعافي من الصدمة.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك